مقتل عنصرين من «الحرس التونسي» في باجة.. والسلطات ترسل تعزيزات أمنية إلى منطقة حدودية مع الجزائر

استئناف جلسات الحوار بين الحكومة والمعارضة

TT

قتل عنصران من الحرس الوطني التونسي، أمس، خلال مواجهة مع «مجموعة إرهابية مسلحة» في ولاية باجة ومركزها مدينة باجة، التي تقع 100 كلم غرب العاصمة، كما أعلنت وزارة الداخلية.

وقالت الوزارة في بيان: «استشهد عونا حرس وطني وأصيب ثالث خلال مواجهة اليوم (أمس) مع مجموعة إرهابية مسلحة» في جهة قبلاط التابعة لولاية باجة.

وقال مصدر أمني لوكالة الصحافة الفرنسية، إن عنصر «الحرس الوطني» المصاب في «حالة حرجة».

ولم تورد الوزارة في بيانها تفاصيل إضافية، «حرصا على سلامة سير العمليات الأمنية ونجاحها». وأكدت أن «العمليات الأمنية والعسكرية متواصلة للقبض على هذه المجموعة».

وبحسب إذاعة «شمس إف إم» الخاصة، فإن عناصر «الحرس الوطني» جرت مهاجمتهم حين كانوا بصدد التثبت من معلومة بشأن وجود مجموعة مسلحة في منزل بالمنطقة.

وأضافت الإذاعة أن المهاجمين تمكنوا من الفرار.

وفي سياق ذلك، أرسلت السلطات التونسية تعزيزات أمنية مكثفة إلى منطقة غار الدماء (170 كلم شمال غربي تونس) بعد محاولة اقتحام مركز لـ«الحرس الوطني» بمنطقة «الملة» الجبلية الواقعة على الحدود التونسية - الجزائرية.

ووصلت إلى المنطقة تعزيزات من «الحرس» والجيش قادمة من ولايات (محافظات) جندوبة والكاف والقيروان وباجة، في ظل أوضاع سياسية غير مستقرة تربط الحكومة بأحزاب المعارضة. وتعاني تونس تكرار العمليات الإرهابية التي غذاها انعدام الاستقرار السياسي.

وحسب مصادر أمنية في المكان عينه، سجلت تحركات أمنية على مستوى منطقة «أولاد مومن» الحدودية، وقالت المصادر ذاتها إن التحركات تهدف إلى تضييق الخناق على المجموعة الإرهابية حتى لا تسارع بالانتقال إلى التراب الجزائري. وتعد منطقة غار الدماء الجبلية امتدادا طبيعيا لجبال الشعانبي الواقعة في القصرين (وسط غربي البلاد).

وتشهد منطقة جندوبة الحدودية مع الجزائر منذ يومين، حالة استنفار أمني وعسكري. ونظمت قوات «الحرس» والجيش عمليات تمشيط شملت المناطق الجبلية بالجهة. وتوقعت مصادر أمنية أن يتحصن المسلحون في الغابات الكثيفة هناك بعد محاولة اقتحام مركز الحرس التي باءت بالفشل.

وذكرت تقارير لكل من وزارتي الداخلية والدفاع التونسيتين أن مجموعة إرهابية مكونة من تسعة مسلحين حاولت خلال ثاني أيام العيد، الهجوم على مركز «الملة» لـ«الحرس الوطني». وأفاد مصدر أمني بأن المسلحين توزعوا على ثلاث مجموعات، وأن كل مجموعة ركزت على زاوية لاقتحام المركز، ومباغتة أعوان الأمن. إلا أن تفطن الأعوان مبكرا لتحركاتهم جعلهم يطلقون عليهم وابلا من الرصاص، ولم تسفر عملية تبادل الرصاص بين الأعوان والمسلحين، حسب نفس المصدر، عن أي إصابة في صفوف الطرفين.

في غضون ذلك، يتوقع أن تعود جلسات الحوار الوطني بين الحكومة والمعارضة إلى سالف نشاطها بعد أربعة أيام من العطلة بمناسبة عيد الأضحى. ولا ينتظر أن تفضي جلسات الحوار في القريب العاجل إلى نتائج فورية، إذ لا تزال عدة ملفات سياسية دون حلول واضحة؛ من بينها تشكيل هيئة الانتخابات، وتعهد الحكومة الحالية بتقديم استقالتها. وكانت الحكومة التي تقودها حركة النهضة قد وافقت على المسار الدستوري (صياغة الدستور الجديد) والمسار الانتخابي (تشكيل هيئة الانتخابات وسن القانون الانتخابي)، إلا أن معوقات كثيرة لا تزال تعترض المسار الحكومي المتعلق أساسا باستقالة الحكومة، كما تشترط أحزاب المعارضة.

من ناحية أخرى، أعلنت رئاسة الجمهورية التونسية، أمس، إصدار الرئيس المنصف المرزوقي عفوا رئاسيا لفائدة 17 سجينا ليبيا. وكان المرزوقي قد عفا بمناسبة عيد الأضحى عن 567 سجينا تونسيا.