السعودية تعلن نجاح موسم الحج لهذا العام

أمير منطقة مكة المكرمة: انخفاض نسبة الحجاج المخالفين 70 في المائة مقارنة بالعام الماضي * وزير الداخلية يزور مركز القيادة والسيطرة للأمن العام في منى

الأمير خالد الفيصل لدى عقده مؤتمرا صحافيا في منى أمس (واس)
TT

أعلن الأمير خالد الفيصل بن عبد العزيز أمير منطقة مكة المكرمة رئيس لجنة الحج المركزية، نجاح الخطة التنظيمية لحج هذا العام، رافعا الشكر والتقدير لخادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، والأمير سلمان بن عبد العزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع على كل ما يوليانه من اهتمام وحرص على تحسن الإنجازات والخدمات في مواسم الحج، وأكد أن النجاحات التي تحققت في هذا الموسم «لا يعني أننا وصلنا إلى طموحات خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين ولم نصل كذلك إلى جميع تطلعات المواطن»، معربا عن أمله أن تستمر هذه القفزات التطويرية قدما في كل عام، وقال: «رأينا في هذا العام بكل وضوح الأوامر والتوجيهات التي أصدرها خادم الحرمين الشريفين وتابعها ولي عهده، وأشرف على تنفيذها بكل حزم وقدرة واقتدار الأمير محمد بن نايف بن عبد العزيز وزير الداخلية رئيس لجنة الحج العليا»، مبينا أن النتائج المرضية والناجحة التي تحققت في هذا العام تستحق من الجميع أن نشكر القائمين ميدانيا في جميع مشاعر المقدسة ومدينة مكة المكرمة من الأجهزة الحكومية والمؤسسات الأهلية من الأفراد الذين يتولون إدارة وأعمال هذه الخدمات على أرض الواقع في المشاعر المقدسة.

ونوه الفيصل، في مؤتمر صحافي عقده أمس بمكة المكرمة، بالنقلة النوعية التي حدثت في حج هذا العام في الخدمات وتطبيق الأنظمة الجديدة وتنفيذها على الوجه الكامل، شاكرا كل من أسهم وعلى وجه الخصوص رجال الأمن الذين أحكموا السيطرة على المنافذ وتولوا العمل الجاد والحازم داخل المشاعر وفي مكة المكرمة.

وقال أمير منطقة مكة المكرمة «إن الوقوف عند النجاح لا يعد استمرارا في التقدم، فلا بد أن نضيف إلى ما تحقق هذا العام، المزيد في الأعوام القادمة، كاشفا في هذا الجانب عن الاعتماد على التقارير التي ستقدم من اللجنة المركزية للحج بعد دراستها مع المقترحات التي ترد من الإدارات الحكومية بعد الموسم مباشرة، إضافة إلى عقد اجتماع للجنة المركزية للحج لمراجعة هذه التقارير والاستعداد من الآن لموسم الحج القادم».

وقدم باسم حكومة وشعب المملكة التهنئة لكل الحجاج الذين شرفت المملكة بخدمتهم، مؤكدا في الوقت ذاته بذل المزيد من الجهد وتسخير جميع الإمكانات لخدمتهم وتسهيل إجراءات الحج وتقديم أفضل الخدمات لهم.

وأجاب الأمير خالد الفيصل على أسئلة الصحافيين، ففي رد على سؤال عما لوحظ من انسيابية في حركة الحجاج وسهولة تنقلاتهم بين المشاعر، وقال: «إن هذا مرده للتنظيم الجيد من ناحية، وقلة عدد الحجاج غير النظاميين والمخالفين للأنظمة مما جعل الافتراش يتضاءل كثيرا في شوارع مشعري منى وعرفات، ما سهل التنقل بين المشاعر المقدسة».

وعن الجديد في الموسم القادم، أجاب «أنا لا أود أن أدخل في التفاصيل وأفضل أن أنتظر التقارير التي سوف ترفع للجنة الحج المركزية من المكلفين برفع هذه التقارير من أفراد منتشرين في جميع المشاعر المقدسة ومن مؤسسات حكومية وأهلية وعلمية وأكاديميين مهمتهم الدراسة العلمية لما يحدث لعمل التطويرات المثلى في الأعوام القادمة».

وبين الأمير خالد الفيصل أن عمل نسبة تخفيض الحجاج يجرى من خلال جهات عليا تستند الى دراسات نتائج حج كل عام، وقال: «إن مساحة المشاعر المقدسة واحدة لا تتسع وكلما تمكنا من النقص في الزيادات المعهودة كل عام في الحج كان الوضع أفضل» مدللا على ذلك أن حجاج هذا العام لم يتجاوزوا المليوني حاج «ما أدى لتقديم خدمة أفضل للحجاج مما كانت عليه في العام الماضي عندما كان عدد الحجاج أكثر من ثلاثة ملايين ونصف المليون حاج تقريبا».

وأكد الأمير خالد الفيصل أن الأنظمة التي وضعت لتنظيم الحج جاءت وفق توجيهات القيادة السعودية ووزير الداخلية، وقال: «نحن منفذون لخطط الدولة ولتوجيهات وزارة الداخلية، وأن ما حدث في حج هذا العام يعد نقلة نوعية»، آملا استمرار هذه النقلات النوعية للخدمات في الحج وفرض النظام «لأنه كلما احترم النظام وطبق كانت النتائج أفضل ومردودها على الحجاج إيجابيا»، وقال: «نحن نعمل على راحة الحجيج ومؤتمنون على سلامتهم أمنيا وصحيا واجتماعيا، ولا بد أن يوازي هذا الاهتمام أنظمة وتطبيق لها»، مؤكدا أن هذا العام شهد تطبق الأنظمة بكل حزم وحسم.

وأفاد أن النتائج التي ظهرت وشاهدها الجميع كانت كلها إيجابية، وقال: «يجب علينا المحافظة على هذا المستوى من الأداء وتطبيق الأنظمة»، مبينا أنه أعلن عن الإجراءات والعقوبات التي ستتخذ ضد حملات الحج الوهمية قبل بداية هذا الحج، وتطبيق العقوبات بحق المخالفين دون استثناء.

وأشار إلى أن النجاح الذي تحقق في الحج هذا العام «لم يكن صدفة، وإنما جاء نتيجة جهود ودراسة وأعمال رجال قاموا بأداء مهمتهم خير قيام في الميدان وعلى المنافذ، وأن الحاج النظامي أتيحت له الفرصة لأداء مناسك الحج بكل راحة، ومنع دخول المخالفين، مؤكدا أن تخفيض نسبة عدد الحجاج من الخارج والداخل كان بسبب الأعمال التي يشهدها المسجد الحرام ومنها توسعة المطاف، لافتا النظر إلى انخفاض أعداد الحجاج المخالفين للأنظمة والذين لا يحملون تصريحا في هذا العام إلى نحو 70% عن العام الماضي.

وبين الأمير خالد الفيصل أن هناك مشروعا للنقل العام في مكة المكرمة والمشاعر المقدسة جرى طرحه للتنفيذ، مبينا أنه في حال انتهائه سيسهم في خدمة الحجاج، بالإضافة إلى مشروع التوسعة الجديدة للمسجد الحرام سيستوعب أكثر من مليون و200 ألف مصل.

وقال: «كل خطوة تخطوها السعودية بسياستها الداخلية ومشاريعها خاصة ما يتعلق بالحج لا تتم ارتجالا، ولكن تتخذ بعد دراسة مستفيضة من قبل المختصين من الخبراء والأكاديميين».

وحول مشاركة شركات أجنبية في تنظيم الحج، قال: «لسنا بحاجة لمكاتب أو شركات تساعدنا في التنظيم، وسبق وأن قلت قبل سنوات إننا أقدم ناس في هذه المهنة ونحن خبرتنا في تنظيم الحج بدأت منذ عهد أبينا إبراهيم عليه السلام حتى هذا اليوم ولا أعتقد أن في العالم أكثر خبرة منا في هذا المجال».

وعن ظاهرة دخول الحجاج غير النظاميين والمقيمين داخل مكة المكرمة إلى المشاعر المقدسة وكيفية السيطرة عليهم، أجاب «إن هذه الظاهرة الآن تحت الدراسة وكلف بها معهد خادم الحرمين الشريفين لأبحاث الحج والعمرة في جامعة أم القرى، كما أن هناك خبراء آخرين يدرسون هذا الموضوع، وسوف تناقش من خلال لجنة الحج المركزية في هذا العام، وسترفع نتائج هذه الدراسات للجنة الحج العليا لرفعها للمقام السامي»، مبينا أنه أعلن قبل الحج عن العقوبات التي ستطبق بحق المخالفين، وسيعلن عن أعداد المخالفين الذين طبق بحقهم هذه العقوبات.

من جهته زار الأمير محمد بن نايف بن عبد العزيز وزير الداخلية رئيس لجنة الحج العليا، يرافقه الأمير سلمان بن سلطان بن عبد العزيز نائب وزير الدفاع، أول من أمس، مركز القيادة والسيطرة بمقر الأمن العام بمشعر منى.

وكان في الاستقبال الفريق أول سعيد القحطاني مدير الأمن العام، واللواء سعد الخليوي، قائد قوات أمن الحج وقيادات قوات أمن الحج.

ونوقشت، خلال لقاء وزير الداخلية بالقيادات الأمنية، الخطط الأمنية والمرورية والتنظيمية لليوم الثاني عشر من شهر ذي الحجة، ثاني أيام التشريق، وطرق تفويج الحجيج للمسجد الحرام، إضافة إلى الاحترازات الأمنية لتنظيم حركة الحشود البشرية خلال يومي الثاني عشر والثالث عشر من شهر ذي الحجة، مع تسليط الضوء على الخطة الشاملة لمحيط المسجد الحرام وساحاته.

كما نوقشت خلال اللقاء الخطط الأمنية البديلة للحالات الطارئة خلال موسم الحج.

وبارك وزير الداخلية تلك التنظيمات والإجراءات, وأثنى على الخطط الأمنية والمرورية وتنظيمات حركة ضيوف الرحمن التي نفذت في الأيام الماضية من الحج، مطالبا ببذل المزيد من الجهود لخدمة حجاج بيت الله الحرام، وتقديم كل ما من شأنه تيسير أداء نسكهم.

صحيا, كشف الأمير فيصل بن عبد الله بن عبد العزيز رئيس هيئة الهلال الأحمر السعودي عن أن عدد الحالات الإسعافية التي جرت مباشرتها من الهلال الأحمر السعودي بلغت 11 ألف حالة بانخفاض 28 في المائة عن طلبات الخدمة الإسعافية مقارنة بالعام الماضي حيث بلغت 14200 حالة، معلنا عن نجاح الخطة الإسعافية للفرق الجوية والأرضية خلال هذا الموسم.

وأعلن الدكتور عبد الله الربيعة وزير الصحة السعودي سلامة الحج لهذا العام، وخلوه من الأمراض الوبائية والمحجرية، وموضحا أن الحجاج يتمتعون بالصحة والعافية، وعزا ذلك للاحترازات والإجراءات التي اتخذتها الوزارة قبل وأثناء الموسم. ميدانيا، غادر الحجاج من المتعجلين مكة المكرمة إلى مراكز تفويجهم، عائدين إلى بلدانهم أو إلى المدن التي قدموا منها، بعد أن أدوا طواف الوداع وهو آخر المناسك، فيما بقي آلاف من الحجاج للمبيت والبقاء في مشعر منى قبل مغيب شمس هذا اليوم، حيث ينتهي موسم حج هذا العام شرعيا.

وتأهبت المدينة المنورة لاستقبال طلائع الحجاج اعتبارا من مساء أمس، ومن المقرر أن يصل إلى المدينة المنورة في الأيام المقبلة وحتى نهاية موسم الحج قرابة 600 ألف من ضيوف الرحمن، لزيارة المسجد النبوي والصلاة فيه والسلام على رسول الله، وعلى صاحبيه رضي الله عنهما، والوقوف على أبرز المعالم الإسلامية في طيبة الطيبة.

وأوضح الدكتور يوسف حوالة رئيس مجلس إدارة المؤسسة الأهلية للأدلاء أن عدد زوار المدينة المنورة من الحجاج وصل قبل موسم الحج إلى 755.920 حاجا.