قطر تعلن الافراج عن المخطوفين اللبنانيين التسعة في سوريا

الصفقة تشمل معتقلات سوريات بينهن الملوحي

TT

قالت قناة الجزيرة التلفزيونية امس نقلا عن وزير الخارجية القطري خالد بن محمد العطية ان وساطة بلاده ادت الى الافراج عن تسعة لبنانيين كانوا محتجزين في سوريا. ولم تذكر القناة تفاصيل أخرى, فيما أكدت مصادر لبنانية قرب وصول المختطفين التسعة إلى لبنان، متوقعة أن يحدث ذلك خلال الساعات المقبلة. وأشارت المصادر إلى زيارة قام بها مدير عام الأمن العام في لبنان اللواء عباس إبراهيم مساء امس إلى تركيا بعد زيارة سريعة له إلى دمشق، لإنهاء ترتيبات عودة المختطفين. وكان الرئيس اللبناني ميشال سليمان طلب في مارس (آذار) الماضي من وزير الخارجية التركي أحمد داوود أوغلو أن تبذل بلاده جهوداً لإطلاق سراح تسعة لبنانيين تحتجزهم المعارضة السورية في منطقة إعزاز القريبة من الحدود التركية ــ السورية.

واحتجزت المعارضة السورية اللبنانيين التسعة منذ مايو (أيار) 2012. واعتقل اللبنانيون في إعزاز خلال عودتهم من إيران براً إلى لبنان عبر تركيا، حيث زاروا «العتبات المقدسة». وكانت مجموعة تدعى «لواء الشمال» تابعة للجيش السوري الحر قد اختطفت اللبنانيين وذلك لمبادلاتهم بمعتقلات في سجون الرئيس السوري بشار الأسد. وكانت المعطيات المتوفرة في بيروت أوحت أمس بأنّ الساعات أو الأيام القليلة المقبلة ستشهد إقفال ملف اللبنانيين التسعة، المخطوفين.

وتستند الأجواء الإيجابية المطمئنة للأهالي الذين استكملوا التحضيرات لاستقبال أبنائهم، إلى عوامل عدّة أهمّها تحرّك اللواء إبراهيم في الأيام القليلة الماضية بين قطر وتركيا وتوجهه أمس إلى سوريا حيث التقى مدير مكتب الأمن القومي اللواء علي مملوك، إضافة إلى نتائج الاتصال الذي أجراه الرئيس اللبناني ميشال سليمان بأمير قطر الشيخ تميم بن حمد بن خليفة آل ثاني أوّل أيام عيد الأضحى. وتعهّد أمير قطر بحسب المعلومات المتداولة في بيروت بالتدخل شخصيا والعمل على إنهاء القضية بأسرع وقت ممكن، وكان لذلك الدور الأكبر في تسريع المفاوضات والوصول إلى هذه المرحلة، وفق ما يشير دانيال شعيب، شقيق أحد المخطوفين لـ«الشرق الأوسط»، مؤكدا أنّ «منسوب الإيجابية هذه المرّة هو الأعلى منذ اختطاف اللبنانيين في مايو (أيار) 2012 والكلام عن أي تعثّر في هذا الملف هو غير دقيق». وجزم شعيب بأن «المخطوفين اللبنانيين ليسوا في أعزاز، وليسوا تحت سلطة (داعش) التي سيطرت على منطقة أعزاز بل هم في منطقة آمنة ولا يجرؤ أحد على تعريضهم للخطر»، على حد تعبيره. ولفت شعيب إلى أنّ «الصفقة قد تشمل المطرانين بولس يازجي ويوحنا إبراهيم، المخطوفين في ريف حلب منذ شهر أبريل (نيسان) الماضي»، مناشدا في الوقت عينه المجموعة التي خطفت الطيارين التركيين في بيروت في شهر أغسطس (آب) الماضي والمعروفة باسم «مجموعة زوار الإمام الرضا»، بأنّ «تضيف إطلاق سراح المطرانين كشرط جديد للإفراج عن الطيارين التركيين». وأشار إلى أنه «لا مشكلة لدينا إن تأخر موعد الإفراج عن أهلنا قليلا إذا كان هذا الأمر سيتحقق».

وكانت المجموعة الخاطفة للطيارين قد امتثلت مطلع الأسبوع إلى مطلب الأهالي بشأن بث تسجيل مصور للتركيين يطمئن عائلاتهم.

وفي حين أعلن اللواء إبراهيم أن قضية المخطوفين في أعزاز لا تزال تحتاج إلى وقت وتستوجب عدة زيارات إلى سوريا، طمأن سفير المفوضية الدولية لحقوق الإنسان علي عقيل خليل إلى أنّ الإجراءات تحتاج إلى اللمسات الأخيرة والمفاوضات ترتكز اليوم حول تنفيذ مراحل الصفقة أي كيفية إطلاق سراح التركيين المخطوفين وتسليمهم إلى السلطات اللبنانية مع تعهد بعدم ملاحقة خاطفيهما وإطلاق سراح المتهمين الثلاثة بهذه القضية، من أهالي المخطوفين اللبنانيين.

وأكّد عقيل في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» أن «الإفراج عنهم سيتم دفعة واحدة»، مشيرا إلى أنّ «خطوات عملية إطلاق سراح السجينات السوريات، تنفيذا لمطلب خاطفي اللبنانيين، من بينهن الناشطة طلّ الملوحي التي كانت دمشق قد رفضت الإفراج عنها وكيفية نقلهن، كانت من أبرز الأمور التي تطرقت إليها المباحثات بين إبراهيم ومملوك». وأشار إلى أن «معلومات تفيد بوجود طائرة قطرية في مطار بيروت جاهزة لنقل الطيارين التركيين والمعتقلات السوريات وكذلك اللبنانيين، وتنتظر إشارة الانطلاق». بدوره، قال الشيخ عباس زغيب، المكلّف من قبل المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى متابعة ملف مخطوفي أعزاز أن الأجواء «إيجابية»، وأن ما سيحمله اللواء إبراهيم من سوريا «سيكون له تأثير كبير على مجريات المفاوضات». وأكد أن الحديث عن إطلاق سراح المخطوفين على دفعات أمر مرفوض من قبل الأهالي ومن اللواء إبراهيم ومن وزير الداخلية اللبناني مروان شربل، مؤكدا «إصرار الجميع على إطلاق سراح جميع اللبنانيين، وعددهم تسعة، مقابل المعتقلات السوريات في سجون النظام السوري».