«الحر» يسيطر على موقع استراتيجي بريف دمشق.. و«داعش» تعتقل مقاتلين معارضين في حلب

التلفزيون الرسمي يبث لقطات تدمير تجهيزات للأسلحة الكيماوية

TT

تمكن «الجيش السوري الحر» أمس من السيطرة على مجمع «تاميكو» الاستراتيجي في بلدة المليحة بريف دمشق، بعد قتله أكثر 16 عنصرا نظاميا بتفجير سيارة مفخخة واشتباكات بين مقاتلين معارضين والقوات النظامية. وفي موازاة ذلك، قام مفتشو البعثة المشتركة لمنظمة حظر الأسلحة الكيماوية والأمم المتحدة بتفكيك وإتلاف تجهيزات في مواقع لإنتاج هذه الأسلحة وتخزينها، بحسب لقطات بثها التلفزيون الرسمي السوري.

وأظهر التقرير الذي تم بثه في نشرة الأخبار ليل الجمعة – السبت تفكيك بعض اللوحات الإلكترونية وتقطيعها بآلات حادة، وقيام جرافة بتحطيم خزانات فضية اللون متوسطة الحجم وسحقها. كما ظهر في اللقطات التي لم يحدد تاريخها أو مكان تصويرها عدد من المفتشين وهم يجولون في مواقع الأسلحة الكيماوية، وقد وضع بعضهم على رؤوسهم خوذات واقية وارتدوا أقنعة واقية من الغازات السامة وقفازات.

وفي التقرير الذي بلغت مدته دقيقتين و21 ثانية، يقوم عدد من المفتشين بوضع إشارات لاصقة على بعض التجهيزات، والتقاط صور للمواقع وتدوين ملاحظات، وتفحص خزانات متفاوتة الحجم. كما ظهر عدد من المفتشين وهم يتفحصون تجهيزات إسمنتية وحديدية، في ما يبدو أنه حظيرة واسعة ذات سقف نصف دائري. وكشف معد التقرير التلفزيوني أن الفريق «زار مواقع جديدة في سوريا واطلع على محتوياتها وقام بتفكيك بعضها، وأشرف على تدمير معدات تستخدم في تركيبها وتصنيعها».

وهذه هي المرة الثانية التي يبث فيها التلفزيون السوري شريطا لعمل البعثة المشتركة، بعد تقرير أول في الثامن من أكتوبر (تشرين الأول)، وذلك بعد أسبوع من بدء هذا الفريق مهمته. وكانت منظمة حظر الأسلحة الكيماوية، التي تتخذ من لاهاي مقرا، قد أعلنت قبل يومين أن البعثة المشتركة تحققت من 14 موقعا للإنتاج والتخزين، من أصل 20 موقعا قدمت السلطات الرسمية لائحة بها.

في المقابل، وعلى الصعيد الميداني، شهدت بلدة المليحة في الغوطة الشرقية بريف دمشق، منذ ليل أمس، اشتباكات عنيفة وقصفا تركز على أطرافها، من جهة حاجز النور ومعمل «تاميكو»، بعد استهدافهما من قبل مقاتلي «الجيش الحر». وأفاد ناشطون «بتراجع عناصر حاجز النور باتجاه معمل (تاميكو)، قبل أن يتمكن مقاتلو المعارضة من السيطرة على مبنى المعمل، وإجبار قوات النظام المتمركزة فيه على الانسحاب».

من جهته، أعلن «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أن «اشتباكات عنيفة وقعت عند حاجز استراتيجي يفصل بين مدينة المليحة التي يسيطر عليها مقاتلو المعارضة وبلدة جرمانا، وذلك بعد هجوم نفذه انتحاري ينتمي إلى جبهة «النصرة»، موضحا أن الهجوم «تم بسيارة مفخخة ووقع عند حاجز للجيش بين المليحة وجرمانا».

ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن مدير المرصد رامي عبد الرحمن قوله إن الاستيلاء على الحاجز الاستراتيجي والمنطقة المحيطة به من شأنه أن يجعل مدينة جرمانا، الخاضعة للنظام، مكشوفة أمام مقاتلي المعارضة، مشيرا إلى أن «قذائف هاون سقطت على المنطقة مصدرها مواقع المعارضة إثر الاشتباكات التي وقعت في محيطها».

وتقطن جرمانا غالبية من الدروز والمسيحيين، ونزحت إليها عائلات من المدن المجاورة التي تشهد عمليات عسكرية. وقد شهدت تفجيرات دموية متكررة خلال الأشهر الأخيرة كان آخرها في السادس من أغسطس (آب) الماضي، وأسفر عن مقتل عشرات الأشخاص. كما شهدت المدينة، في الآونة الأخيرة، سقوط عدد من قذائف الهاون، مما أدى إلى مقتل وإصابة عدد من المدنيين.

وكانت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) قد أفادت في وقت سابق بأن «تفجيرا إرهابيا» وقع عند مدخل جرمانا، مما أسفر عن سقوط قتلى وجرحى، من دون إعطاء حصيلة دقيقة. وردا على تقدم الجيش الحر في المليحة قصفت القوات النظامية البلدة بقذائف الهاون والمدفعية الثقيلة وراجمات الصواريخ، المتمركزة في جبل قاسيون وفرع أمن الدولة، بحسب ما أكد ناشطون.

وفي تطور لافت على صعيد الصراع العسكري بين كتائب «الجيش الحر» وتنظيم «دولة العراق والشام الإسلامية»: «اعتقل مقاتلو (داعش) أكثر من 35 مقاتلا من (الحر) في حلب»، بحسب المرصد السوري الذي أشار إلى أن الاعتقالات تمت بعدما اقتحم مقاتلو «داعش» حيي الهلك وبعيدين في حلب.

في موازاة ذلك، أعلن «الجيش الحر» في دير الزور سيطرته على حي الرشدية وكلية الآداب واقتحام عدة مواقع للجيش النظامي في حي العمال، بينما تستمر الاشتباكات في مناطق أخرى بالمدينة. في المقابل، شن الطيران الحربي النظامي ست غارات جوية على الأحياء الواقعة تحت سيطرة المعارضة في مدينة دير الزور، وتركز القصف الجوي على حيي الحميدية والعرفي، مما أسفر عن سقوط عدد من الجرحى واحتراق بعض المنازل والمحال التجارية.

وتزامنا مع ذلك، أفاد ناشطون باندلاع اشتباكات عنيفة بين كتائب المعارضة والقوات النظامية في حي الموظفين، حيث تمكن مقاتلو المعارضة من السيطرة على بعض النقاط، ولا تزال الاشتباكات مستمرة في محاولة منها للتقدم إلى مناطق أمامية في الحي. وكانت مدينة دير الزور قد شهدت الخميس الماضي مقتل اللواء في الاستخبارات العسكرية جامع جامع، في معارك مع مقاتلي المعارضة، وأعلنت جبهة النصرة مسؤوليتها عن اغتيال اللواء جامع أثناء ما وصفته بعملية مشتركة مع كتائب أخرى تحت اسم «الجسد الواحد».

وفي محافظة الرقة، شهدت الفرقة الـ17 اشتباكات عنيفة على مدى الأيام الثلاثة الماضية بين المعارضة المسلحة والقوات النظامية. ويفرض مقاتلو المعارضة حصارا على مقر الفرقة التي تعد أكبر معقل نظامي في المدينة الواقعة شرق سوريا.