مجتمع دينكا نقوك يقرر إجراءات الاستفتاء في أبيي من طرف واحد

قبيل زيارة الرئيس السوداني إلى جوبا * الحادي والثلاثون من الشهر الحالي موعدا لإعلان النتيجة

TT

في خطوة استباقية لزيارة الرئيس السوداني عمر البشير، الثلاثاء، إلى عاصمة جنوب السودان جوبا، قرر مجتمع قبيلة دينكا نقوك إجراء الاستفتاء في منطقة أبيي المتنازع عليها بين جوبا والخرطوم. وحدد مؤتمر عام لعشائر الدينكا التسع والقيادات السياسية في المنطقة الجدول الزمني للاستفتاء الذي سيتم إعلان نتيجته النهائية في 31 أكتوبر (تشرين الأول) الحالي، في وقت أعلن فيه عن زيارة للمبعوث الأميركي الخاص للسودان وجنوب السودان دونالد بوث إلى عاصمتي الدولتين في منتصف الشهر المقبل.

وعقد مجتمع قبيلة الدينكا نقوك مؤتمرا أول من أمس في منطقة أبيي، ضم القيادات السياسية والشعبية، إلى جانب رئيس وأعضاء اللجنة الإشرافية لأبيي من جانب جنوب السودان والقيادات في حزب الحركة الشعبية الحاكم من أبناء المنطقة، وأبرزهم وزير مجلس الوزراء السابق رئيس اللجنة السياسية العليا لاستفتاء أبيي دينق ألور. وحضرت المؤتمر وفود من أبناء المنطقة من كل أرجاء العالم، بمشاركة قيادات في الجيش الشعبي من العشيرة.

وقال عضو اللجنة الإعلامية لاستفتاء أبيي شول كات شول إن المؤتمر أجاز بالإجماع اللوائح والقوانين المنظمة لعملية إجراء الاستفتاء، ووضع الجدول الزمني بالبدء في تسجيل من يحق لهم التصويت اعتبارا من 20 إلى 23 من الشهر الحالي، ونشر كشوفات الناخبين في 24 منه، على أن يتم إجراء الاقتراع من 27 إلى 29، وإعلان النتيجة في 31 أكتوبر الحالي، مشيرا إلى أن الاجتماع شكل مفوضية للاستفتاء برئاسة قاض وأعضاء آخرين. ومن المتوقع أن يصل فريق من الاتحاد الأفريقي اليوم إلى المنطقة للوقوف على الأوضاع على الأرض.

وتشهد منطقة أبيي توترات بين مجتمعات الدينكا نقوك الجنوبية والمسيرية السودانية، ويتهم كل طرف الآخر بحشد ميليشياته داخل أبيي التي ينتشر فيها جنود من إثيوبيا بالقبعات الزرقاء منذ عام 2011.

من جانبه، اتهم ماجد ياك كور، الوزير السابق بإدارية أبيي، عددا من قيادات حزب الحركة الشعبية الحاكم في جنوب السودان من أبناء أبيي بأنهم يحاولون الزج بالمنطقة في أتون حرب أهلية. وقال لوكالة السودان الرسمية للأنباء إن عددا منهم ينشطون حاليا في المنطقة ويصرون على إجراء استفتاء من جانب واحد في تحد صريح لقرار الاتحاد الأفريقي أخيرا الذي قضى بتأجيل إجراء الاستفتاء الذي كان مزمعا في أكتوبر الحالي.

وقال ياك إن القيادي بالحركة الشعبية دينق ألور، الوزير السابق بحكومة الجنوب، يقوم بحشد كبير لأبناء دينكا نقوك في عدد من المناطق الإدارية، ويقوم بتعبئتهم ضد حكومة السودان وتصوير السودان بأنه العدو الأكبر لأبناء الدينكا. وأضاف أنه لاحظ انتشارا كثيفا لشباب يطلق عليهم «شباب من أجل الاستفتاء»، وهم أنصار دينق ألور وأعوانه في منطقة أنيت ومناطق شمال أبيي، يقومون بالتحضير لإجراء استفتاء من جانب واحد، الأمر الذي قال إنه ستكون له تداعيات سالبة على أمن واستقرار المنطقة، داعيا قوات الأمم المتحدة الموجودة في المنطقة إلى اتخاذ خطوات لإيقاف هذه التحركات السالبة من قبل أنصار دينق ألور، لا سيما أن الاتحاد الأفريقي قال كلمته في هذا الأمر، مطالبا الخرطوم باتخاذ تدابير أمنية احترازية في حال نشوب أي مشكلة.

وينتظر أن يبدأ الرئيس السوداني عمر البشير زيارة رسمية الثلاثاء المقبل بدعوة من نظيره الجنوبي سلفا كير ميارديت، لإجراء مباحثات حول عدد من القضايا العالقة بين البلدين، وفي مقدمتها الاستفتاء على منطقة أبيي، والذي كان يفترض أن يتم إجراؤه هذا الشهر بحسب المقترح الأفريقي منذ سبتمبر (أيلول) العام الماضي، غير أن الخرطوم رفضت المقترح الذي وافقت عليه جوبا، وأعلن مجلس السلم والأمن الأفريقي رفضه إجراء الاستفتاء من طرف واحد.

وكان وزير الإعلام في جنوب السودان، مايكل مكواي، قال في وقت سابق لـ«الشرق الأوسط» إن الاستفتاء لا يمكن أن يجرى عمليا هذا الشهر وفق مقترح رئيس الآلية رفيعة المستوى التابعة للاتحاد الأفريقي ثابو مبيكي قبل عام. وأضاف «إننا في جنوب السودان متمسكون بإجراء الاستفتاء في منطقة أبيي، ولكن لا بد من الاتفاق مع دولة السودان والاتحاد الأفريقي ومجلس الأمن الدولي». وقال إنه من المستحيل إجراء الاستفتاء في أكتوبر الحالي حتى لو جرى تسخير كل أموال العالم له.

إلى ذلك، يبدأ المبعوث الأميركي للسودان دونالد بوث زيارة إلى الخرطوم منتصف شهر نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل، لإجراء محادثات مع المسؤولين السودانيين حول عدد من الملفات ذات الاهتمام المشترك والدور الأميركي في السودان خلال الفترة المقبلة. وقال القائم بأعمال السفارة الأميركية في الخرطوم جوزيف ستافورد، في تصريحات صحافية، إن بلاده لديها اهتمام بملفات أبيي ودارفور والنيل الأزرق وجنوب كردفان، والعلاقات الثنائية بين الخرطوم والولايات المتحدة وسبل تطويرها. وقال إن اهتمام واشنطن بهذه الملفات يأتي بصورة متساوية دون أفضلية.