مصدر عسكري لـ «الشرق الأوسط»: إطلاق سراح 70 سائقا احتجزهم مسلحون في ليبيا

مسؤول أمني بمنفذ «السلوم» البري يؤكد منع المصريين من العبور

TT

قالت مصادر عسكرية مصرية لـ«الشرق الأوسط» أمس، إن «توجيهات قائد الجيش، الفريق أول عبد الفتاح السيسي، وعلاقاته الطيبة مع الجانب الليبي، أدت لاستعادة نحو 70 مصريا احتجزهم مسلحون ليبيون منذ يوم الجمعة الماضي في مدينة إجدابيا في ليبيا».

وأضافت المصادر أن السيسي، «الذي يشغل موقع النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء، والقائد العام للقوات المسلحة، ووزير الدفاع والإنتاج الحربي، كلف الجهات الأمنية المسؤولة لاتخاذ ما يلزم لحل أزمة المختطفين في ليبيا الشقيقة بالتعاون مع الجهات المعنية هناك، وإعادتهم إلى أرض الوطن في أسرع وقت».

ومن جانبه قال العقيد أركان حرب أحمد محمد علي، المتحدث العسكري المصري، إن «إدارة المخابرات الحربية والاستطلاع في بلاده نجحت في حل أزمة السائقين المحتجزين، بعد اتخاذ كل الإجراءات اللازمة للتنسيق مع السلطات الليبية، وذلك بعد تكليف من الفريق أول عبد الفتاح السيسي، بضرورة حل الأزمة وعودة السائقين إلى أرض الوطن»، مضيفا أن «المخابرات الحربية تمكنت من إنهاء الأزمة تماما وجاري نقل السائقين إلى أرض الوطن».

ووجهت القوات المسلحة التهنئة إلى أهالي السائقين بسلامة عودتهم إلى بلادهم، كما وجهت «وافر الشكر والتقدير» إلى وزارة الدفاع الليبية وأجهزة الأمن التي تعاونت لحل الأزمة وأكدت على «عمق الروابط التاريخية التي تربط الشعبين الشقيقين».

وكانت اتصالات جرت بين الأطراف المصرية والليبية على مدار الساعة من أجل إطلاق السائقين. وقال السفير بدر عبد العاطي المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية المصرية، إن «الاتصالات بين الجانبين ظلت مستمرة على المستوى السياسي والأمني مع الأجهزة الأمنية الليبية وعلى مستوى شيوخ القبائل الليبية بشأن واقعة احتجاز السائقين وشاحناتهم».

ومن جانبه قال مسؤول أمني في منفذ السلوم البري الرئيس بين البلدين لـ«الشرق الأوسط»، إن «قرار مصر بإغلاق المنفذ أمام المصريين الراغبين في دخول ليبيا، ما زال ساريا لتجنيب المصريين خطر الخطف والاعتداء عليهم من الميليشيات المسلحة هناك، وبسبب عدم استقرار الأوضاع الأمنية في ليبيا». وقال مدير أمن مطروح، اللواء العناني حمودة، إنه «جرى إغلاق منفذ السلوم أمام حركة السفر إلى ليبيا، بالنسبة للمصريين، وشاحنات نقل بضائع التصدير المصرية».

ومن جانبها أوضحت مصادر أمنية ليبية أن مسلحين ينتمون لسبع قبائل معظمهم من كتيبة «الزاوية» في مدينة إجدابيا الواقعة على بعد نحو 60 كيلومترا غرب مدينة بنغازي، كانوا احتجزوا منذ يوم الجمعة الماضي نحو 70 سائق شاحنة وسائقين لحافلات ركاب صغيرة مصريين، مطالبين السلطات المصرية بالإفراج عن نحو 15 مسجونا جنائيا ليبيا في السجون المصرية، أو نقلهم للسجون الليبية. وجرت عملية الاحتجاز على طريق طبرق الدولي القريب من مدينة إجدابيا الصغيرة.

وأضافت المصادر الليبية التي أكدت إطلاق سراح المصريين المختطفين مساء أمس، أن «اجتماعا لمسؤولين محليين في إجدابيا عقد أمس أسهم في الوصول إلى طريقة مناسبة لإطلاق سراح السائقين، وأن الاجتماع ضم مسؤولين من مديرية الأمن الوطني في إجدابيا إضافة للمجلس المحلي للمدينة ووجهاء لعدة قبائل كبرى وعدد من مؤسسات المجتمع المدني الليبي».

ويقضي الاتفاق الذي جرى التوصل إليه للإفراج عن المصريين، بأن تتعهد الحكومة الليبية بالبدء في الاتصال بالسلطات المصرية لمعرفة طبيعة القضايا المتهم فيها الأشخاص المنتمين للقبائل السبع، وتسهيل إجراءات زيارة ذويهم لمصر للاطمئنان عليهم، مع العمل على مخاطبة الحكومة المصرية بشأن إمكانية قضاء المتهمين لفترة عقوبتهم في ليبيا.

ويقول الخاطفون، وفقا لتقارير محلية، إن «المحبوسين الذين يطالبون بإطلاق سراحهم من مصر أو نقلهم لتمضية باقي عقوبتهم في السجون الليبية، ألقي القبض عليهم حين دخلوا الأراضي المصرية عن طريق الخطأ أثناء رحلة صيد بري في الصحراء».