الرئيس اللبناني يشيد بتحرير مخطوفي أعزاز.. ويدعو لكشف مصير مفقودي الحرب الأهلية

دعوات سياسية وروحية لمتابعة الجهود من أجل إطلاق سراح المطرانين

TT

لاقى تحرير المخطوفين اللبنانيين التسعة الذين كانوا محتجزين في مدينة أعزاز السورية ترحيبا واسعا من المسؤولين اللبنانيين، الذين طالب بعضهم ببذل مزيد من الجهود من أجل استكمال المفاوضات لتحرير المطرانين المخطوفين بولس يازجي ويوحنا إبراهيم، إضافة إلى كشف مصير اللبنانيين المعتقلين في السجون السورية منذ سنوات الحرب الأهلية.

وأكد الرئيس اللبناني ميشال سليمان أن «لبنان معني بكل فرد من أبنائه ومواطنيه الذين يتعرضون للخطف أو الاعتقال التعسفي»، آملا في هذا الإطار أن «تنجح مساعي إطلاق المطرانين المخطوفين في أقرب وقت». وشدد على «واجب الاستمرار في الالتزام والعمل على كشف مصير جميع المفقودين اللبنانيين في خلال الحرب الأهلية وواجب تحريرهم أو إعادة جثامين من قضى منهم».

وهنأ سليمان نظيره التركي عبد الله غل بعودة الطيارين التركيين سالمين، وشكر له الجهود التي بذلها لتحرير المخطوفين اللبنانيين، وفق ما ذكرته الوكالة الوطنية للإعلام، الوكالة الرسمية في لبنان.

وأجرى سليمان اتصالا بالشيخ عباس زغيب، المكلف من قبل المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى بمتابعة ملف مخطوفي أعزاز، هنأه فيه بالإفراج عن المخطوفين، واطمأن إلى صحتهم.

وفي السياق ذاته، اتصل وزير الخارجية السوري وليد المعلم بوزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الأعمال اللبنانية عدنان منصور، مهنئا بإطلاق سراح المخطوفين اللبنانيين التسعة، وعودتهم سالمين إلى لبنان. وشكر منصور سوريا على «موقفها وتعاونها الذي أفضى إلى إطلاق سراح المخطوفين من أعزاز»، وفق ما أفادت به الوكالة الوطنية للإعلام، التي أشارت بدورها إلى تأكيد المعلم «أن سوريا لن تدخر أي جهد في كل ما يساعد لبنان».

من ناحيته، رأى رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع أن «من واجب الحكومة اللبنانية (أقله أخلاقيا ومعنويا) أن تقوم بالاتصالات اللازمة للعمل على تحرير المطرانين المخطوفين بولس يازجي ويوحنا إبراهيم»، مطالبا «السلطات اللبنانية بأن تبذل الجهد من أجل كشف مصير المطرانين السوريين ومئات من المعتقلين اللبنانيين في سوريا».

ودعا السلطات اللبنانية المسؤولين إلى «التعاطي بمساواة بين المخطوفين والمعتقلين بسوريا»، مستغربا «موقف السلطات اللبنانية من قضية مئات المخطوفين والمعتقلين في السجون السورية». وقال: «هم مواطنون كسواهم من المواطنين اللبنانيين ولا يختلفون بشيء عن مخطوفي أعزاز»، معتبرا أن «ما يزيد الاستغراب أن هناك مائتي ملف موثق للمعتقلين اللبنانيين في سوريا موجودة أو نائمة في أدراج السلطات اللبنانية الرسمية».

ولم تقتصر المواقف على المسؤولين السياسيين فحسب، إذ هنأ بطريرك إنطاكيا وسائر المشرق للروم الأرثوذكس يوحنا العاشر يازجي «لإطلاق سراح مخطوفي أعزاز، وبارك لأهلهم وللبنان بهذا الحدث»، مؤكدا أن «فرحتنا تكتمل جميعا عندما نرى أيضا أخوينا المطرانين محررين، ليعودا إلى الخدمة الإنسانية والرعوية التي ائتمنا عليها».

وشكر يازجي «كل من سعى لإنجاح هذا الأمر، وخصوصا الرئيس اللبناني لاتصاله الشخصي بنا للتعبير عن اهتمامه ومتابعته لقضية خطف المطرانين، على أمل أن يكونا بيننا بأسرع وقت».

بدوره، أبدى مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ محمد رشيد قباني ارتياحه وسروره لإطلاق مخطوفي أعزاز، نتيجة «لمساعي المخلصين في الدولة اللبنانية والجهود التي قام بها المدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم للإفراج عن المخطوفين».

ودعا قباني، من ناحيته، إلى «إطلاق سراح المطرانين المخطوفين بولس يازجي ويوحنا إبراهيم»، أملا في التوصل إلى الإفراج عنهما. وأدان «عمليات الخطف والتعدي على حرية الأشخاص من أي طائفة أو مذهب أو فريق، سواء كان في مجال الصراعات الجارية أو لقاء فدية، فهذا عمل ينافي الأخلاق والقيم الدينية».