اشتباكات بين طلاب الإخوان وقوات الأمن في جامعة الأزهر وإصابة ثمانية بينهم ضابط

الجماعة قالت إن مسؤولين غربيين طالبوها بالاعتراف بـ«الواقع الجديد»

طلاب من أنصار جماعة الإخوان يرشقون قوات مكافحة الشغب بالحجارة أمس في محيط جامعة الأزهر شرق القاهرة (رويترز)
TT

وقعت أمس اشتباكات أمام جامعة الأزهر في شرق القاهرة بين طلاب جماعة الإخوان التي ينتمي إليها الرئيس المعزول محمد مرسي وقوات الأمن، بعد أن حاول الطلاب قطع طرق رئيسة تحيط بالجامعة، ما أدى إلى إصابة ثمانية بينهم ضابط شرطة. ويأتي ذلك ضمن حملة تصعيد تقوم بها جماعة الإخوان، في وقت تتحدث فيه أطراف من التيار الإسلامي عن مفاوضات للمصالحة مع الحكومة، لكن الجماعة ما زالت تظهر تشددا، وهاجمت أمس مسؤولين غربيين قالت: إنهم طالبوها بالاعتراف بالواقع الجديد في مصر.

وزاد طلاب الإخوان من تحركاتهم داخل الجامعات في عدة مدن في البلاد التي تشهد اضطرابات سياسية منذ عزل مرسي في يوليو (تموز) الماضي. وتحولت مظاهرة لطلاب جامعة الأزهر إلى اشتباكات عنيفة، رشق خلالها الطلاب قوات الأمن بالحجارة، في أعقاب منعهم من تنظيم مسيرة خارج الجامعة، إلى ميدان رابعة العدوية، الذي شهد فض اعتصام لأنصار مرسي خلف مئات القتلى، فيما اقتحم عشرات الطلاب في جامعة القاهرة الواقعة غرب العاصمة المبنى الإداري الرئيسي المعروف بـ«قبة الجامعة».

وكانت الدراسة في جامعة الأزهر تأجلت نحو شهر خشية مواجهات بين طلابها وقوات الأمن. ونجح طلاب منتمون إلى جماعة الإخوان من الفوز بمقاعد اتحاد طلاب جامعة الأزهر، في وقت خسروا فيه معظم المقاعد في جامعات مصر المختلفة؛ ما يعكس نفوذهم داخل أعرق الجامعات الإسلامية في العالم.

واندلعت الاشتباكات بين قوات الأمن وطلاب الأزهر، وأسفرت عن سقوط ثمانية مصابين بينهم ضابط شرطة، بعد أن حاول الطلاب كسر الطوق الأمني المفروض في محيط الجامعة والتوجه إلى ميدان رابعة العدوية الذي بات يمثل رمزية خاصة لدى الجماعة ومناصريها بعدما فض السلطات في أغسطس (آب) الماضي اعتصاما فيه استمر لنحو 47 يوما، ما تسبب في موجة من العنف خلفت مئات القتلى.

وأعلنت السلطات حالة الطوارئ في 14 أغسطس، كما فرضت حظر التجوال في 14 محافظة من بينها العاصمة.

وزعم طلاب منتمون لجماعة الإخوان أن قوات الأمن اقتحمت بوابات الجامعة ولاحقت الطلاب داخل أسوارها، وألقت القبض على عدد منهم، كما أطلقت قنابل الغاز داخل الحرم الجامعي.. وفي المقابل، نفى مصدر أمني اقتحام قوات فض الشغب أسوار الجامعة قائلا إن عددا من الطلاب قاموا بقطع طريق النصر (شرق القاهرة) أمام أبواب الجامعة، ما دفع السلطات إلى فتح الطريق وفض المظاهرات خارج أسوار الجامعة. كما نفى إبراهيم الهدهد، نائب رئيس جامعة الأزهر لشؤون الطلاب، اقتحام قوات الأمن الحرم الجامعي. مؤكدا أن مدرعات الشرطة فضت مسيرة الطلاب بعد أن تعدوا بالسباب على قيادات الجامعة، ونقلوا مظاهراتهم خارج أسوار الجامعة ما دفع بالسلطات الأمنية إلى ملاحقتهم حتى أبواب الجامعة دون اقتحامها.

وشدد الهدهد على إصرار إدارة جامعة الأزهر على استمرار الدراسة التي جرى تأجيلها مرتين في السابق، مؤكدا أن الدراسة انتظمت في 13 كلية، لافتا إلى أن نسب حضور الطلبة للمحاضرات «معقولة».

وتوعدت قيادات من طلاب الإخوان، أو ما يعرف بـ«طلاب ضد الانقلاب»، بالتصعيد. وقال أحد القيادات أمس إن تحركاتهم خارج أسوار الجامعة ستشهد تصعيدا مستمرا و«مفاجآت خلال الأيام المقبلة»، لم يفصح عنها.

وشهدت جامعات عين شمس (شرق القاهرة)، ودمنهور والزقازيق والمنوفية بدلتا مصر، مظاهرات لطلاب الإخوان، حدثت خلالها مناوشات بينهم وبين معارضيهم. وفي جامعة القاهرة اقتحم العشرات من طلاب الجماعة المقر الرئيسي لإدارة الجامعة، احتجاجا على ما اعتبروه قمعا لطلاب جامعة الأزهر.

وفي غضون ذلك، قال القيادي الإخواني البارز محمد علي بشر في تصريحات صحافية له أمس إنه لا توجد حاليا أي مبادرات لبدء حوار أو مفاوضات مع السلطات الحالية في البلاد. وأشار بشر، الذي شارك في جولات مفاوضات سابقة مع دبلوماسيين غربيين وعرب، إلى أن الدكتور أحمد كمال أبو المجد، وهو مفكر إسلامي بارز، تفهم أسباب رفض جماعة الإخوان والتحالف الإسلامي المؤيد لها لمبادرته.

لكن مصادر مقربة من الإخوان قالت: إن محمود مكي، نائب الرئيس السابق، يستعد حاليا لطرح مبادرة جديدة عبر فريق من الوسطاء يسعى لتشكيله حاليا، سيعمل على تهيئة الأجواء لبدء حوار للمصالحة الوطنية.

وفي رسالة لـ«الإخوان» أمس، قالت الجماعة التي ألقي القبض على معظم قيادات الصف الأول بها إن سفراء كثير من هذه الدول الغربية ومسؤولين كبارا في وزارة الخارجية الأميركية أتوا إلى مصر، بعد عزل مرسي، في محاولات مستميتة لإقناعهم بالكف عن التظاهر والعمل على فض الاعتصامات وقبول الأمر الواقع في البلاد. وتقول الجماعة إنها ترفض هذا الأمر، وتصر على عدم الاعتراف بخارطة الطريق التي أعلنتها قوى سياسية وزعماء دينيون مع قائد الجيش الفريق أول عبد الفتاح السيسي، في الثالث من يوليو الماضي. وتعتمد الخارطة على تعديل الدستور وإجراء انتخابات برلمانية ورئاسية قبل حلول الصيف المقبل.