مقتل 50 شخصا وحرق ثلاث قرى في جونقلي عشية زيارة الرئيس السوداني لجوبا

المتحدث باسم جيش الجنوب: الميليشيات استخدمت أسلحة ثقيلة في الهجوم

TT

أعلنت دولة جنوب السودان عن مقتل 50 شخصا وإصابة آخرين إلى جانب فرار المئات إثر هجوم شنه مسلحون يعتقد أنهم يتبعون إلى ميليشيا يقودها المتمرد ديفيد ياو ياو على ثلاث قرى في ولاية جونقلي شرق البلاد.

ويعد هذا الهجوم هو الأعنف خلال هذا العام في تلك الولاية المضطربة، والغنية بالنفط. ودائما ما كانت جوبا تتهم الخرطوم بوقوفها وراء دعم المتمردين ضدها، ولكن هذه المرة لم يصدر مثل هذا الاتهام بسبب زيارة سيقوم بها الرئيس السوداني عمر البشير إلى عاصمة الجنوب اليوم.

وقال وزير الإعلام في جنوب السودان مايكل ماكوي لـ«الشرق الأوسط» إن عناصر تابعة للمتمرد ديفيد ياو ياو قاموا بهجوم فجر أول من أمس على بلدة تويج الشرقية في ولاية جونقلي، وأحرقوا ثلاث قرى إلى جانب مقتل العديد من المواطنين وسرقة رؤوس من الماشية، إضافة إلى خطف نساء وأطفال. وأضاف أن الحكومة أرسلت قوة من الجيش الوطني إلى تلك المنطقة البعيدة ولكن بسبب الفيضانات والأمطار - ولا سيما أن المنطقة مليئة بالمستنقعات وتنعدم فيها الطرق - فإن تقدم الجيش سيكون بطيئا، لكنه أكد أن الحكومة عازمة على إنهاء تمرد ياو ياو.

من جهته، قال الناطق الرسمي باسم جيش جنوب السودان فيليب أقوير إن نحو 50 شخصا قتلوا وجرح أكثر من 50 آخرين في الهجوم الذي شنته ميليشيا ديفيد ياو ياو على ثلاث قرى في الولاية. وأضاف أن المتمردين أحرقوا قريتين بالكامل في هجوم واحد، مشيرا إلى أن الأسلحة المستخدمة ثقيلة، من بينها «آر بي جي» ورشاشات آلية. وقال إن قوات الجيش الشعبي قادرة على حسم تمرد ياو ياو.

من جهة أخرى، قال عدد من المواطنين الذين فروا من المنطقة، وتحدثت معهم «الشرق الأوسط»، إن المهاجمين من الميليشيا التابعة لياو ياو قاموا بالهجوم الشرس وإحراق القرى في ساعة مبكرة من صباح أول من أمس، وذكروا أن الناجين فروا إلى المستنقعات والغابات وأن هناك أطفالا ونساء قد غرقوا، إلى جانب اختطاف آخرين.

من جانبه، قال داو أكوي معتمد مقاطعة التويج في تصريحات صحافية إن الهجوم بدأ في الساعة السابعة صباحا واستمر لوقت طويل، وأضاف أن المهاجمين كانوا يرتدون ملابس الجيش خضراء اللون، مشيرا إلى أن الجرحى تم نقلهم عبر طيران تابع لبرنامج الغذاء العالمي إلى مستشفى بور عاصمة ولاية جونقلي، وأن هناك حالات خطرة بين الجرحى، واصفا الهجوم بأنه الأسوأ.

ويقاتل جيش جنوب السودان منذ أبريل (نيسان) 2010 مجموعة بقيادة ديفيد ياو ياو، وهو طالب لاهوت سابق وموظف رسمي محلي من قبيلة «المورلي» في جونقلي. وبعد وقف لإطلاق النار عام 2011، عاود ياو ياو وميليشياته القتال في أبريل 2012. ودائما ما تتهم جوبا الحكومة السودانية بأنها تدعم ياو ياو، غير أن الخرطوم تنفي ذلك.