اجتماع مجموعة 5 زائد 5 في برشلونة يبحث تكريس التعاون بين البلدان المغاربية وأوروبا المتوسطية

يفتتحه رئيس الوزراء الإسباني.. ويشارك فيه وزراء خارجية الدول العشر

TT

تستضيف مدينة برشلونة الإسبانية يوم غد الأربعاء مؤتمرا رفيع المستوى لمجموعة 5 زائد 5 الأوروبية - المغاربية (فرنسا، إيطاليا، إسبانيا، البرتغال، مالطا، والمغرب، الجزائر، تونس، ليبيا، موريتانيا) بحضور وزراء خارجية البلدان العشرة المشاركة في هذا المنتدى الذي أطلق عام 1990. وللتدليل على أهمية اللقاء الذي يعقد في مقر سكرتارية الاتحاد من أجل المتوسط، فإن رئيس الحكومة الإسبانية ماريانو راخوي سيتولى افتتاح أعماله بحضور وزراء خارجية البلدان العشرة ووفود رفيعة المستوى من جميع الأعضاء.

وعلى الرغم من أن وزراء الخارجية المعنيين يلتقون سنويا، فإن اجتماع برشلونة سيأتي بجديد أولا على صعيد إنشاء أمانة عامة سيعهد بها، وفق المعلومات التي حصلت عليها «الشرق الأوسط»، إلى الأمانة العامة للاتحاد من أجل المتوسط، وثانيا، لأنه يشكل أول منتدى اقتصادي في غرب المتوسط.

بيد أن الجانب السياسي سيكون حاضرا بقوة من خلال كلمة راخوي، ومداخلات وزراء الخارجية في الجلسات العامة وخصوصا أثناء غداء العمل الذي سيجمع وزراء الخارجية العشرة.

وبحسب المعلومات المتوافرة، فإن قضايا التعاون بين ضفتي المتوسط والاندماج الإقليمي وكيفية معالجة إشكالية الهجرة غير الشرعية وتحول البحر الأبيض المتوسط إلى «مقبرة بحرية مفتوحة» بسبب المآسي التي يعرفها ستشكل «الطبق الرئيس» لمناقشات وزراء الخارجية فضلا عن التعاون في موضوع الإرهاب والرقابة على الحدود.

ومن المنتظر مناقشة الوضع الداخلي في ليبيا على ضوء المستجدات المتلاحقة وخصوصا من زاوية الحاجة لأن تبسط الدولة الليبية سيطرتها ورقابتها على حدودها المترامية.

ولا تنحصر نشاطات مجموعة 5 زائد 5، رغم أهميتها، في اجتماعات وزراء الخارجية. ففي شهر أكتوبر (تشرين الأول) من العام الماضي استضافت فاليتا (عاصمة جزيرة مالطا) قمة لرؤساء دول وحكومات المجموعة، هي الثانية بعد قمة تونس عام 2003، والأولى بعد انطلاق «الربيع العربي». ووفرت هذه القمة الدفع اللازم لإعادة تفعيل نشاطات المجموعة التي تريد أن تشمل نشاطاتها جميع الأصعدة السياسية والأمنية والاقتصادية والتعليم والهجرة والطاقة. ويرى كثيرون أن هذا المحفل «أكثر ملاءمة» للتعاون بين جنوب وشمال المتوسط ولا تعتريه الصعوبات السياسية وعلى رأسها الملف الفلسطيني - الإسرائيلي، التي شلت أعمال الاتحاد من أجل المتوسط. بيد أن وزارة الخارجية الفرنسية حرصت، بلسان الناطق باسمها، على التأكيد أن دور حوار 5 زائد 5 «ليس الحلول محل الاتحاد من أجل المتوسط بل العمل من داخله». وكل ذلك يندرج، وفق باريس، تحت راية «البحر المتوسط ومشاريعه» لإظهار «الدينامية الجديدة» التي تطبع أعمال المجموعة.

ويحرص القائمون عليه ووفق توجيهات قمة مالطا على التركيز على المسائل العملية المحسوسة، وتطوير التعاون في المشاريع المشتركة. ولذا، فإن اجتماع برشلونة ينعقد تحت اسم «المنتدى الاقتصادي الأول لغرب المتوسط» بحضور وفود اقتصادية ومسؤولي الهيئات الاقتصادية وأصحاب العمل والكثير من الشركات الكبرى والمتوسطة في البلدان المعنية (نحو 300 مشارك)، مع تركيز على تحديد مشاريع التعاون الممكنة بين ضفتي المتوسط ووسائل تمويلها. كما سينكب المشاركون، وذلك للمرة الأولى، على تفحص إمكانيات «التعاون ثلاثي الأضلع» (أوروبا، والبلدان المغاربية، وبلدان أفريقيا ما تحت الصحراء) بحثا عن تنمية متوازية وبالنظر لما يستطيع كل طرف أن يقدمه.

وينتظر أن تعقب اجتماع برشلونة اجتماعات وزراية أخرى لوزراء الدفاع والداخلية تكون أكثر سياسية خصوصا أن بلدان الاتحاد الأوروبي تبحث عن طريقة لوقف الهجرة غير الشرعية التي تتدفق على شواطئها المتوسطية سواء في إيطاليا أو إسبانيا أو اليونان ومالطا. وترى مصادر فرنسية معنية بالملف أن المعالجة الفعالة تتطلب تعاون بلدان الحوض المتوسطي الجنوبي. بيد أن هذه البلدان تبدو عاجزة لوحدها عن مواجهة مشكلة تتخطاها بأشواط ولن تكون قادرة على التعامل معها من غير دعم ومساندة البلدان الأوروبية.