الإفراج عن 14 معتقلة من سجون النظام السوري تنفيذا لصفقة تبادل لبنانيي أعزاز

ناشط حقوقي: التأخير عائد لظروفهن الصحية.. وأنباء عن إطلاق سجينتين في اللاذقية

TT

أفرجت السلطات السورية، ليلة أول من أمس، عن 14 معتقلة في سجونها، وردت أسماؤهن في لائحة التبادل مع المخطوفين اللبنانيين التسعة في أعزاز (شمال سوريا)، الذين أطلقوا الأسبوع الماضي. وفي حين لم تعلن دمشق رسميا عن إطلاق سراحهن، أكدت المعارضة الإفراج عنهن، علما بأن اللائحة تضم أسماء 128 معتقلة. وأعلن الحقوقي السوري المعارض ميشال الشماس أمس الإفراج عن معتقلتين من سجن اللاذقية، لم يرد اسماهما ضمن قائمة الـ14 المفرج عنهن.

وأكدت الناشطة الحقوقية السورية سيما نصار، التي تتابع عن كثب ملف المعتقلين في السجون السورية، أنه «تم الإفراج عن 14 سيدة كدفعة» من لائحة تضم أسماء 128 امرأة، وتشكل جزءا من صفقة تم التوصل إليها نتيجة مفاوضات شاركت فيها تركيا وقطر ولبنان. وقالت نصار لوكالة الصحافة الفرنسية، إن «هذه دفعة أولى»، معربة عن أملها في أن يتم الإفراج عن الأخريات (اليوم وغدا). وأضافت: «المعتقلات اللاتي أفرج عنهن هن من الناشطات السلميات ولا مبرر لاعتقالهن». وبعد ساعات من إطلاقهن، أعلن ميشال الشماس، وهو مصدر حقوقي معارض في اللاذقية، ومعني بالمطالبة بالإفراج عن المعتقلين في السجون السورية، أن السلطات السورية أطلقت سراح شقيقتين معتقلتين لصالح محكمة قضايا الإرهاب في سجن اللاذقية في إطار صفقة التبادل. وقال الشماس إن الشقيقتين هما رانيا وسليمة مروان عبد الوهاب، علما بأن هذين الاسمين لم يردا ضمن قائمة المعتقلات المفرج عنهن. وأعلن معارضون وحقوقيون أن بين المعتقلات المفرج عنهن: غادة صبحي العبار وشقيقتها سوسن العبار من داريا، وفاطمة مرعي من دمشق، وسها مهنا من اللاذقية، وزينب حسن عجوب من دمشق، ومروة العميد من الحسكة، وميرفت خالد الحموي من السلمية، واعتقلت للمرة الثالثة نهاية شهر ديسمبر (كانون الأول) 2012 وتعاني من سرطان الثدي، وهبة صيصان، ووردة سليمان، وريم برماوي، ولبنى الأحمد، وروعة الزعبي، وصفا قطيط.

وفي حين لم تتضمن القائمة أيضا اسم رضية الحريري التي طالب معارضون بالإفراج عنها في وقت سابق، أكد سفير المنظمة الدولية لحقوق الإنسان علي خليل لـ«الشرق الأوسط» أن الحريري أفرج عنها ضمن الصفقة، ليرتفع عدد المفرج عنهن إلى 15، مشيرا إلى أن السجينة السورية طلّ الملوحي سيطلق سراحها في واحدة من الدفعات المقبلة. وقال الخليل إن «عفوا رئاسيا سيصدر قريبا في سوريا، وسيشمل مئات المعتقلين والمعتقلات الذين لم تتلطخ أيديهم بالدماء»، على حد تعبيره. وجاء الإفراج عن الدفعة الأولى من المعتقلات، بعدما أعلنت مصادر المعارضة أنه لم يفرج عن المعتقلات ضمن صفقة إطلاق المخطوفين اللبنانيين التسعة في أعزاز، والطيارين التركيين الذين اختطفا في بيروت، السبت الماضي، مشككة في إطلاق سراحهن. وقال رئيس الرابطة السورية لحقوق الإنسان عبد الكريم ريحاوي لـ«الشرق الأوسط»، إن التأخير في إطلاق سراحهن، «ناتج عن أسباب تتعلق بظروفهن الصحية»، مشيرا إلى أن المعلومات المتوافرة لديه، تقود إلى أن «النظام تمنع في البداية عن الالتزام بالوقت المحدد لإطلاق سراحهن، واختار الإفراج عنهن على دفعات، ريثما تتحسن صحتهن، حيث يعانين جميعهن من ظروف إنسانية وصحية بالغة (الصعوبة)».

وقال الريحاوي إن المعتقلات «لم يغادرن سوريا؛ إذ أطلقوا من القسم السياسي التابع لإدارة الأمن السياسي في سجن عدرا، وتم إحضارهن إلى العاصمة، حيث التقى محافظ دمشق بهن، قبل إعادتهن إلى عائلاتهن في سوريا». وأكد أن الوسطاء «كانوا يمتلكون تطمينات بأن يصار إلى الإفراج عنهن على دفعات»، موضحا أن هذه الصفقة «لا تتضمن الجزء اليسير من المعتقلات في سجون النظام البالغ عددهن 4300 معتقلة وسجينة، ويعانين من ظروف صحية صعبة، ناتجة عن المرض والتعذيب». ورأى أن «التأخير في الإفراج عن تلك السجينات بسبب ظروفهن الصحية، يكشف عن كارثة إنسانية في السجون السورية، تستدعي تحركا دوليا لإنقاذ المعتقلين». وكان عضو الائتلاف والمجلس الوطني السوري المعارض محمد سرميني، أعلن أن النظام السوري سلم، الاثنين الماضي، في دمشق 12 جثة، لمعتقلات قضين في سجونه، وأنه سيُفرج خلال 48 ساعة، عن 128 معتقلة. وتأتي هذه الصفقة بعد إفراج النظام السوري، بعد تسليمه قوائم بأسماء المعتقلات خلال شهر رمضان الماضي، عن نحو 60 سجينة على دفعتين، كانت الأخيرة قبل ثلاثة أسابيع، بحسب ما أكده علي خليل لـ«الشرق الأوسط».

وبعيد الإفراج عن المعتقلات الـ14، تداولت صفحات الناشطين على مواقع التواصل الاجتماعي، معلومات عن إحدى المفرج عنهن حديثا تفيد بأن معتقلة تدعى ازدهار الحوراني وضعت، قبل 13 يوما بفرع الأمن العسكري، توأمين هما طفل وطفلة. كما أنجبت فوزا الكردي الموجودة بفرع الأمن العسكري، طفلا قبل 15 يوما. وذكرت المعلومات أن سلوى شحود وعمتها موجودتان في فرع الأمن العسكري بحمص، أما أختها فموجودة في السجن المركزي، كذلك آلاء المصري في السجن المركزي.