تصريحات مسؤولة أميركية تعرقل مسار المفاوضات النووية مع طهران

شيرمان اعتبرت أن «الخداع في الجينات الإيرانية».. فجاء الرد أن «رفض الهيمنة» متأصل لديهم

TT

أثارت تصريحات ويندي شيرمان، نائبة وزير الخارجية الأميركي عن الخداع المتأصل في الجنات وانعدام الثقة في التفاوض مع الإيرانيين غضبا كبيرا في صفوف الفصيل المتشدد داخل إيران.

ونقلت هذه التصريحات عن شيرمان، ثالث أرفع مسؤول في وزارة الخارجية وممثلة الولايات المتحدة في المفاوضات النووية، خلال لقاء في مجلس الشيوخ. وخلال محاولتها التأكيد لمجلس الشيوخ على حذرها في التعامل مع إيران، التي قالت فيها: «نحن نعلم أن الخداع متأصل بالجنات الإيرانية».

وشددت شيرمان خلال اللقاء على الحاجة إلى تأجيل فرض جولة جديدة من عقوبات أكثر صرامة ضد إيران إلى ما بعد محادثات جنيف القادمة، التي ستجرى بين الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن إضافة إلى ألمانيا، وإيران في السابع والثامن من نوفمبر (تشرين الثاني) القادم.

وفي رد جاء متأخرا، نقلت قناة «برس تي في» عن المتحدثة باسم وزارة الخارجية مرضية أفخم يوم الثلاثاء، قولها إن تصريحات مسؤولي الولايات المتحدة لا تتناقض ومبدأ الاحترام المشترك وفقط، بل تدلل على افتقار شيرمان إلى المعرفة بشأن أوضاع الأمة الإيرانية. وأضافت أفخم خلال مؤتمرها الصحافي الأسبوعي أن «رفض أي شكل من أشكال الهيمنة هو جزء من الشخصية الإيرانية».

هذه التصريحات تم تداولها بشكل سريع داخل الأوساط الإعلامية الإيرانية خلال اليومين الماضيين، حيث طالبت صحيفة «كيهان» المتشددة فريق المفاوضات النووية الإيرانية بالانسحاب من المفاوضات القادمة في جنيف إذا مثلت شيرمان الولايات المتحدة.

لقيت تصريحات شيرمان عن الخداع المتأصل في الجنات الإيرانية استياء كبيرا من صادق ضبا كالام، الأستاذ الجامعي الإيراني والمعلق الذي وصفها: «بالعنصرية والمفتقرة إلى الأساس العلمي».

كما أدان حسين النغوي، عضو لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية بالبرلمان الإيراني تصريحات شيرمان، وقال: «تكرار مثل هذه التصريحات من قبل المسؤولين الأميركيين سيدفع إيران والحكومة إلى عدم الوثوق في الولايات المتحدة»، بحسب ما نقلته قناة «برس تي في» الإيرانية.

وفي محاولة لتبرير تصريحات شيرمان، تجاهلت المتحدثة باسم نائبة وزارة الخارجية الأميركية ماري هارف التعليقات الخاصة بالشعب الإيراني، وقالت: «أعتقد أن كلا الجانبين قال أشياء تسيء إلى الجانب الآخر خلال الثلاثين عاما الماضية، كما تحدث كلاهما عن عدم قدرته على الثقة في الطرف الآخر». وأضافت: «هذه الشكوك لها جذور عميقة، لا نعتقد أنه يمكن التغلب عليها بين عشية وضحاها، لكننا نأمل في أن نستمر في تحقيق تقدم، بما في ذلك عقد اجتماعات ثنائية إضافية».

في الوقت ذاته، تتعرض إدارة الرئيس الإيراني الجديد، حسن روحاني، لضغوط داخلية وخارجية كبيرة للتوصل إلى اتفاق محترم ومتبادل مع الولايات المتحدة لتخفيف العقوبات عن الاقتصاد الإيراني ثم رفعها في نهاية المطاف.

وكانت المحادثة الهاتفية التي جرت بين الرئيسين روحاني وباراك أوباما، ولقاء وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف مع نظيره الأميركي جون كيري قد فسرها البعض على أنها ضعف للفصيل الإيراني المتشدد وأثارت انتقادات ضمنية للمرشد الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي الذي يقدم دعما مشروطا ومحدودا لدبلوماسية الهجوم الناعم التي ينتهجها روحاني.