أوباما يؤكد لميركل أن البيت الأبيض لا يراقب اتصالاتها الهاتفية

تنامي الغضب الفرنسي والمكسيكي تجاه واشنطن بسبب التنصت

الرئيس المكسيكي يلقي خطابا أمام منتدى «أعمال المكسيك» أمس حيث التقى بعدد من رجال الأعمال من حول العالم (أ.ف.ب)
TT

في وقت تزداد فيه التساؤلات بين حلفاء الولايات المتحدة حول ما إذا كانوا مستهدفين من مقبل الاستخبارات الأميركية، أكد الرئيس الأميركي باراك أوباما أمس للمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل أن الولايات المتحدة لا تراقب اتصالاتها، بعد أن أثارت ميركل الأمر معه. وأوضح المتحدث باسم البيت الأبيض جاي كارني أن أوباما وميركل تحدثا هاتفيا بشأن مخاوف ألمانية من أن وكالة الأمن القومي الأميركي تتجسس عليها.

وقال كارني ردا على سؤال بشأن المزاعم بأن وكالة الأمن القومي الأميركي راقبت الاتصالات الهاتفية للمستشارة الألمانية أن أوباما أكد لميركل أن «الولايات المتحدة لا تراقب اتصالات المستشارة».

وجاء هذا التطور بعد الكشف خلال الأسابيع الماضية عن تجسس الاستخبارات الأميركية على عدد من الحلفاء الأميركيين أبرزهم الرئيسة البرازيلية ديلما روسيف التي ألغت زيارة رسمية إلى واشنطن الشهر الماضي للتعبير عن غضبها من عمليات التنصت.

وتنامى الغضب الفرنسي والمكسيكي أمس تجاه واشنطن مع انتشار المعلومات حول عمليات التنصت الأميركية التي طالت الملايين من المواطنين بالإضافة إلى استهداف الرئيس المكسيكي بينيا نييتو. وردا على الاتهامات، أعلن مدير المخابرات الأميركية جيمس كلابر أن المقالات التي نشرتها مؤخرا صحيفة «لوموند» الفرنسية حول نشاطات تجسسية قامت بها وكالة الأمن القومي الأميركية في فرنسا تحتوي على معلومات «غير دقيقة وخاطئة» حول نشاطات المخابرات الأميركية. وقال كلابر في بيان صادر مساء أمس إن «المعلومات التي تحدثت عن أن وكالة الأمن القومي الأميركية جمعت أكثر من 70 مليون تسجيل لمعطيات هاتفية لمواطنين فرنسيين هي خاطئة»، ولكنه لم يوضح مع ذلك لماذا هذا الزعم غير دقيق.

وأضاف كلابر الذي يترأس 16 وكالة مخابرات ومن بينها وكالة الأمن القومي الأميركية «لن نتوسع في التفاصيل حول نشاطاتنا ولكن قلنا بوضوح إن الولايات المتحدة تجمع عناصر استخباراتية من نفس النوع الذي تجمعه كل الدول».

وأوضح أن «الولايات المتحدة تجمع معلومات من أجل حماية مواطنيها ومصالحهم ومن أجل حماية حلفائها خصوصا من التهديدات الإرهابية أو من انتشار أسلحة الدمار الشامل».

وختم قائلا إن «الولايات المتحدة تعير أهمية كبيرة لصداقتها الطويلة مع فرنسا وسوف نواصل التعاون في مجال الأمن والمخابرات».

وأفادت صحيفة «لوموند» بأن وكالة الأمن القومي الأميركية «إن إس إيه» سجلت 70.3 مليون مكالمة هاتفية لفرنسيين فقط في الفترة بين العاشر من ديسمبر (كانون الأول) 2012 والثامن من يناير (كانون الثاني) 2013.

ونشرت الصحيفة التي كشفت الاثنين ضخامة التجسس الهاتفي الذي قامت به وكالة الأمن القومي الأميركية في فرنسا، تفاصيل أخرى حول التنصت على السفارات الفرنسية وخصوصا في بعثتها في الأمم المتحدة بنيويورك.

وذكرت خصوصا وثيقة من «إن إس إيه» بتاريخ أغسطس (آب) 2010 تفيد أن المعلومات المستقاة من فرنسا وغيرها من البعثات الدبلوماسية لعبت دورا هاما في التوصل إلى تبني مجلس الأمن الدولي قرارا يشدد العقوبات على إيران بسبب برنامجها النووي.

وفي المكسيك، أعلن وزير الداخلية المكسيكي ميغيل انخيل اوسوريو شونغ أن بلاده ستجري تحقيقا «شاملا» حول أنشطة التجسس التي نسبت إلى الولايات المتحدة واستهدفت الرئيس بينيا نييتو قبل انتخابه وكذلك سلفه فيليبي كالديرون.

وقال الوزير المكسيكي إن «الرئيس أمر بإجراء تحقيق لتحديد ما إذا كانت هناك أدلة» على التجسس الأميركي وما إذا كان مواطنون أو موظفون مكسيكيون شاركوا في هذا الأمر.

وأوضح أن الحكومة «بحثت وعززت آليات أمن الاتصالات الشفوية والمعطيات وكذلك الشبكات والحواسيب وأنظمة الترميز وفك الترميز التي كان يستعملها الرئيس وكل الأجهزة الأمنية التابعة للحكومة» منذ تسلم الرئيس بينيا نييتو السلطة في ديسمبر 2012.

وكانت صحيفة «درشبيغل» الألمانية نشرت الأحد الماضي معلومة مفادها أن وكالة الأمن القومي الأميركية تجسست على البريد الإلكتروني للرئيس المكسيكي السابق اعتبارا من مايو (أيار) 2010 وأن الوكالة «تجسست بصورة منهجية وطيلة سنوات على الحكومة المكسيكية».

وأوردت المجلة الألمانية وثيقة سرية نشرها المستشار السابق في وكالة الأمن القومي الأميركية إدوارد سنودن المتهم بالتجسس في الولايات المتحدة واللاجئ حاليا في روسيا.

وكان وزير الخارجية المكسيكي خوسيه أنطونيو ميادي أعلن أول من أمس أنه سيستدعي سفير الولايات المتحدة على أثر ما تكشف من عمليات تنصت أجراها الأميركيون على البريد الإلكتروني للرئيس المكسيكي السابق فيليبي كالديرون. وتم استدعاء السفير الأميركي في باريس أول من أمس أيضا على خلفية القضية نفسها.

وواجه وزير الخارجية الأميركي جون كيري أسئلة ملحة من نظيره الفرنسي لوران فابيوس، الذي عبر عن غضب بلاده من تجسس «إن إس إيه». كما طرحت القضية خلال لقاء كيري مع رئيس الوزراء الإيطالي إنريكو ليتا في روما أمس. وشدد ليتا على أن حلفاء واشنطن يطالبون بإيضاحات من إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما حول التجسس بالإضافة إلى التزامات بوقف هذه البرامج المثيرة للجدل.