الأمن المصري يواصل ملاحقة المسلحين في سيناء ويكشف مستشفى لعلاجهم «تحت الأرض»

«الإخوان» يتهمون الجيش بالسعي لإنشاء منطقة عازلة لحماية إسرائيل

TT

واصلت قوات الأمن المصرية ملاحقة العناصر الجهادية المسلحة في سيناء، وأعلن المتحدث باسم القوات المسلحة أمس عن اعتقال أربعة ممن وصفهم بـ«العناصر الإرهابية»، كما جرى الكشف عن مستشفى لعلاج المسلحين تحت الأرض. وفي وقت قتل فيه شرطي في هجوم مسلح غرب العريش، اتهمت جماعة الإخوان المسلمين في مصر الجيش بـ«السعي لإنشاء منطقة عازلة في سيناء لحماية إسرائيل».

ويقوم الجيش المصري بمعاونة الشرطة حاليا بحملة أمنية مكثفة في شبه جزيرة سيناء، بالقرب من الحدود المصرية مع إسرائيل، وهي المنطقة التي شهدت حالة غياب أمني منذ ثورة 25 يناير (كانون الثاني) التي أطاحت بحكم حسني مبارك عام 2011، قبل أن يتصاعد العنف بشكل شبه يومي عقب عزل الرئيس السابق محمد مرسي، المنتمي لجماعة الإخوان المسلمين، في يوليو (تموز) الماضي. وقال المتحدث العسكري المصري العقيد أركان حرب أحمد علي إن «المجموعات القتالية التابعة للقوات المسلحة والأمن المركزي مدعومة بغطاء جوي مكثف من الهليكوبتر المسلح، تواصل تنفيذ عملياتها الأمنية بشمال سيناء لمهاجمة الأوكار والبؤر الإرهابية والقبض على العناصر التكفيرية المسلحة والخارجين عن القانون».

وأعلن المتحدث في بيان له أمس أن «عناصر إنفاذ القانون من القوات المسلحة والشرطة قامت بمداهمة عدد من البؤر الإرهابية والإجرامية بقريتي «المقاطعة - المهدية» شمال سيناء أسفرت عن ضبط أربعة عناصر «تكفيرية وإرهابية» وكميات كبيرة من الأسلحة والذخائر.

وأوضح أنه جرى «حرق وتدمير بيارتي (مخزني) وقود، و35 عشة تستخدم كنقاط انطلاق للعمليات الإرهابية، كما جرى تدمير عدد سبع عربات نصف نقل وملاكي، وموتوسيكلين (دراجتين ناريتين) من دون تراخيص أو لوحات وتستخدم في تنفيذ الهجمات الإرهابية، بالإضافة إلى كميات كبيرة من الأسلحة والذخائر».

وكان العقيد علي قد أعلن في وقت سابق أيضا أن العمليات الأمنية الناجحة لعناصر الجيش الثاني الميداني وحرس الحدود المدعومة بغطاء جوي من الطائرات وتشكيلات من الأمن المركزي، خلال الأيام القليلة الماضية، أسفرت عن «القبض على تسعة أفراد من العناصر الإرهابية والتكفيرية المسلحة والمتهمين بإيواء وعلاج العناصر التكفيرية أثناء تنفيذ الأعمال العدائية وكذلك مراقبة عناصر القوات المسلحة، وزرع ألغام بطريق الجورة/ الشيخ زويد، والهجوم على أفراد وكمائن القوات المسلحة والشرطة والانتماء إلى تنظيمات إرهابية».

ويأتي هذا فيما ضبطت قوات الأمن من القوات المسلحة والشرطة بشمال سيناء أمس مستشفى ميداني لعلاج المتشددين تحت الأرض، بمنطقة جنوب الشيخ زويد. ونقلت وكالة «رويترز» عن مصادر أمنية قولها إن «المستشفى يستخدم في علاج المسلحين المتشددين في المواجهات مع الأمن».

ويضم المستشفى خمس غرف وحمامين، ومجهزة بمعدات طبية وثلاجة بها أكياس دم وأدوات جراحة. وأضافت المصادر أنه جرى ضبط مخزن للسلاح والذخيرة برفح يتضمن خمسة صواريخ مكتوب عليها «الفجر الأسود» وصواريخ «آر بي جي» و«هاون»، بالإضافة لأربع بنادق قناصة وحزامين ناسفين.

في غضون ذلك، قتل أمين شرطة على يد مسلحين متشددين صباح أمس في مدينة العريش بشمال سيناء. وقال شهود عيان إن الشرطي تعرض لإطلاق النار من قبل مسلحين مجهولين بالقرب من مركز العلوم الاستكشافي بحي الزهور الواقع غرب العريش، وأصابوه بسبع رصاصات في مناطق مختلفة من جسده.

وقتل العشرات من رجال الشرطة والجيش على يد المسلحين في سيناء، وكان الهجوم الأكبر في أغسطس (أب) الماضي عندما استهدف مسلحون مجهولون سيارة تقل عددا من المجندين على الطريق السريع وقاموا بإخراجهم من السيارة وقتل 25 منهم.

من جهته، اتهم «التحالف الوطني لدعم الشرعية»، المؤيد للرئيس المعزول محمد مرسي، الجيش المصري بـ«السعي لإنشاء منطقة عازلة في سيناء لحماية إسرائيل من خلال العمليات الأمنية هناك».

وسبق وأن أعلن مسؤولون عسكريون في مصر عن السعي لإقامة منطقة عازلة على الحدود في سيناء من أجل محاصرة العناصر الإرهابية التي تقوم بعمليات هناك ضد قوات الأمن المصرية.

وقال بيان للتحالف أمس «تشهد سيناء اعتداءات متكررة تطال بيوت الآمنين وتجرف أرضهم من قبل قوات أمن الانقلاب لينشئوا منطقة عازلة يحمون بها أصدقاءهم الصهاينة وكأنهم عيونهم الساهرة على حدود الأرض المقدسة المغتصبة».

وأضاف: «يتزامن ذلك مع اعتداءات المستوطنين وقوى الأمن الصهيونية على المسجد الأقصى، وليس ذلك محض مصادفة، إذ يرفع الصهاينة صور قائد الانقلاب العسكري، بينما يرفع المقاومون المرابطون صور الرئيس المصري الشرعي المختطف دكتور محمد مرسي على جدران الأقصى».