شرطة الأنبار تتهم آسيويين بتنفيذ العمليات الانتحارية الأخيرة في المحافظة

لجنة الأمن في البرلمان العراقي تكشف عن هروب سجناء جدد

TT

في تطور لافت لمسار العمليات الانتحارية التي تم تنفيذها خلال الأسبوعين الماضيين في عدد من مناطق محافظة الأنبار، أعلن مصدر في الشرطة هناك أن أغلب الانتحاريين الذي نفذوا عددا من عمليات العنف بالمحافظة يحملون جنسيات آسيوية.

وقال المصدر، في تصريح صحافي أمس، إن «التفجيرات والهجمات الانتحارية التي وقعت في مناطق مختلفة من أقضية ونواحي محافظة الأنبار، ومنها الفلوجة والرمادي وعنه وراوة والرطبة، نفذت من قبل انتحاريين من جنسيات آسيوية غير عربية»، مبينا أن «التحقيقات الابتدائية في هجمات الفلوجة على مديرية الشرطة ودائرة الكهرباء قبل ثلاثة أيام كشفت عن هوية اثنين من الانتحاريين، الأول من منغوليا والثاني من السنغال، وهناك شكوك بأن الانتحاري الثالث من باكستان».

وأضاف المصدر أن «سبب دخول الانتحاريين إلى البلاد هو ضعف الرقابة على شركات التوظيف والعمل المحلية، التي تأتي بأشخاص من مختلف الجنسيات عن طريق البر والطيران من أجل العمل أو الزيارات الدينية دون متابعة وتدقيق». وتابع أن «أغلب الشركات التي توظف العمال الآسيويين، ومن جنسيات مختلفة، تعطي للعامل ما يقارب الـ200 دولار شهريا فقط، مما يدفعهم إلى الهرب من العمل ليعملوا في صفوف القاعدة بحرية، خاصة بوجود أموال تعطى لهم من الخلايا المسلحة لتحول إلى أسرهم خارج العراق»، لافتا إلى أن «الآسيوي قد يبيع نفسه بمليون دينار، كونها تصرف ببلده بأكثر من ذلك».

وفي هذا السياق، حمل رئيس مجلس شيوخ الأنبار، الشيخ حميد الشوكة، الحكومة المحلية الجديدة في الأنبار بأنها السبب خلف التدهور الأمني الأخير هناك. وقال الشوكة في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إن «ما بات يجري في المحافظة من عمليات انتحارية بصرف النظر عن جنسية من ينفذها، إنما يعود إلى ضعف الحكومة المحلية التي جرى تشكيلها بعد الانتخابات الأخيرة». وأضاف أن «مجلس شيوخ الأنبار لم يعد مرغوبا فيه، لأنه يقول الحقيقة ولا يسكت عما يجري». وأوضح أن «هناك بالفعل حواضن للإرهاب في الرمادي، وهناك من بات يحمي الإرهابيين وسط ضعف الحكومة المحلية التي لم تعد قادرة على السيطرة على الأوضاع في المحافظة لأسباب عديدة أهمها عدم التجانس بين مكوناتها».

على صعيد متصل، كشفت لجنة الأمن والدفاع البرلمانية أن ستة من سجناء سجن المطار غرب بغداد استخدموا أنفاق المجاري التي كان الجيش الأميركي يستخدمها للتنقل، من أجل الهرب من السجن. وقال عضو لجنة الأمن والدفاع حاكم الزاملي، في تصريح صحافي، إن «محاولة كبيرة لهروب السجناء جرت قبل أيام في سجن المطار ببغداد، أسفرت عن هروب ستة سجناء بالإضافة إلى قتل واحد وجرح آخر واعتقال اثنين آخرين، باستخدام أنفاق مياه المجاري التي كان الجيش الأميركي يستخدمها للتنقل»، محملا «إدارة السجن مسؤولية هروبهم بسبب عدم تأمينها المتابعة والتفتيش اليومي لهؤلاء السجناء، وعدم مراقبة أجهزة الهاتف الجوال، وتهاون الأجهزة الأمنية والحراس الإصلاحيين». وأضاف الزاملي أن «الجيش الأميركي وحده يعلم بخرائط تلك الأنفاق ولم يقم بتزويد الجانب العراق بخرائطها بعد انسحابه»، مشيرا إلى أن «عملية الهروب تمثلت في حفر ممر أرضي من أجل الوصول إلى هذه الأنفاق، عن طريق استخدام المياه لتذويب الأتربة التي كانوا يستخرجونها ومن ثم دفعها بالماء عن طريق أنابيب مياه المجاري التي تنقلها، وهذه طريقة جديدة». وأشار الزاملي إلى أن «هذه العملية تمت في سجن يعد من أكثر السجون تحصينا، من حيث الحراسة المشددة عليه وكاميرات المراقبة»، متوقعا «تكرار عمليات هروب السجناء مع وجود تقصير في أداء بعض الأجهزة الأمنية».