ألمانيا تلحق بفرنسا.. وتستدعي سفير أميركا بشأن التجسس

بروكسل تطالب واشنطن بمزيد من التوضيحات حول نشاطات مجلس الأمن القومي الأميركي في أوروبا

TT

انطلقت أمس ببروكسل «أعمال القمة الأوروبية والتي تستغرق يومين والتي تعرف بقمة الخريف، وتخيم على أجواء القمة ادعاءات بقيام الولايات المتحدة بالتجسس على المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل وغيرها من الزعماء الأوروبيين. وجاء الإعلان عن هذا الأمر مساء الأربعاء وبالتزامن مع تصويت جرى في البرلمان الأوروبي لصالح قرار يدعو إلى إلغاء أو تعليق مؤقت لاتفاق «سويفت» بين واشنطن وبروكسل يسمح بتبادل البيانات المصرفية للأوروبيين في إطار مكافحة الإرهاب، بعد ادعاءات بأن الأمور تجاوزت ما كان يتضمنه الاتفاق من أن يقتصر الأمر فقط على مسألة مراقبة تمويل الإرهاب. وحسب مصادر مقربة من القمة الأوروبية ببروكسل، سيعمل القادة على توجيه رسالة أوروبية، لمطالبة واشنطن بالمزيد من الإيضاحات حول نشاطات مجلس الأمن القومي الأميركي في أوروبا. وعرفت الساعات القليلة التي سبقت انطلاق القمة تطورات متلاحقة وتصريحات من عواصم أوروبية حول هذا الصدد، وذلك عقب الاتصال الهاتفي الذي جرى مساء الأربعاء بين المستشارة الألمانية والرئيس الأميركي باراك أوباما حول الادعاءات القائلة بأن الأجهزة الأميركية تنصتت على المكالمات التي أجرتها ميركل باستخدام هاتفها الجوال. وقال البيت الأبيض إن الرئيس أوباما أكد للمستشارة الألمانية أن الولايات المتحدة، لا تقوم بالتنصت على هاتفها في الوقت الحاضر، ولن تفعل في المستقبل.

ومن جانبه، طلب الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند أن يتضمن جدول أعمال القمة موضوع التجسس الأميركي، وذلك عقب نشر تقارير تشير إلى أن الملايين من المكالمات الهاتفية في فرنسا قد تنصت عليها الأميركيون على أن يجري بحث الملف إلى جانب الموضوعات الرئيسة في الأجندة وهي تعافي الاقتصاد الأوروبي والهجرة. ومن المنتظر أن تجرى محادثات ثنائية أو ربما على مستوى أوسع بين عدد من القادة الأوروبيين على هامش القمة لبحث هذا الأمر. وسيكون أبرزها ما جرى الإعلان عنه من جانب باريس وبرلين من إجراء لقاء مرتقب بين هولاند وميركل في بروكسل على هامش القمة، وكان نفس الملف مطروحا خلال محادثات أجراها رؤساء الحكومات الأوروبية خلال اجتماعات اعتيادية تسبق القمة وتنعقد في إطار اجتماعات التكتلات الحزبية الأوروبية ومنها اجتماعات رؤساء الحكومات التي تنتمي لتكتلات الأحزاب الاشتراكية الديمقراطية والليبرالية كل على حدة.

وكانت برلين وصفت هذه النشاطات بأنها غير مقبولة، وذلك من خلال تصريحات لمسؤولين أو ما أظهرته وسائل إعلام والتي قالت إنها تعكس الغضب الذي يشعر به الألمان إزاء ادعاءات التجسس.

إلى ذلك، استدعى وزير الخارجية الألماني، غيدو فيسترفيله، السفير الأميركي بعد ظهر أمس لطلب توضيحات بشأن المعلومات التي أفادت بأن أجهزة الاستخبارات الأميركية ربما تجسست على الهاتف الجوال للمستشارة أنجيلا ميركل، على ما أفادت الوزارة.

وقالت متحدثة باسم الوزارة إنه «جرى بالفعل استدعاء السفير الأميركي بعد الظهر لعقد لقاء مع الوزير فيسترفيله وسيجري إطلاعه بهذه المناسبة على موقف الحكومة الألمانية بوضوح، مؤكدة بذلك معلومات أوردتها مجلة «دير شبيغل» الأسبوعية على موقعها الإلكتروني.

واتصلت ميركل اول من أمس بالرئيس باراك أوباما لاستيضاحه بشأن معلومات كشفت أن هاتفها الجوال يتعرض للتجسس من قبل أجهزة الاستخبارات الأميركية.

وأكد لها أوباما أن الولايات المتحدة لا ولن تراقب اتصالاتها.

وشددت ميركل على أنه في حال ثبت التجسس على هاتفها فسوف تعتبر هذه الممارسات «غير مقبولة على الإطلاق» وسيسدد الأمر «ضربة كبرى للثقة» بين البلدين الصديقين.

وقالت المستشارة ميركل، أمس، إنه يتعين إعادة تأسيس الثقة مع الولايات المتحدة. ودعت ميركل المسؤولين الأميركيين إلى إيضاح حجم نشاطاتهم للتنصت في ألمانيا. ورأى وزير الدفاع الألماني توماس دو ميزيير صباح أمس أن هذه المعلومات في حال تأكدت «ستكون خطيرة حقا». وقال للتلفزيون العام الألماني: «مضت سنوات وأنا أنطلق من مبدأ أن هاتفي الجوال خاضع للتنصت. لكن ما خطر لي على الإطلاق أن يكون ذلك من جانب الولايات المتحدة».

وأعلنت النيابة الفيدرالية الألمانية المكلفة قضايا التجسس أمس، أنها ستدرس المعلومات التي أكدت تنصت الاستخبارات الأميركية على هاتف المستشارة أنجيلا ميركل الجوال استعدادا لإمكانية فتح تحقيق رسمي في الموضوع.