سبع ساعات لم تنه الخلافات بين كيري ونتنياهو حول إيران والمفاوضات الفلسطينية

وزير إسرائيلي: يمكن تسوية الملف إذا اشترت طهران اليورانيوم من الخارج بدل تخصيبه

طفل فلسطيني يقف الى جانب مسلحين من «الجهاد الاسلامي» في قطاع غزة أمس (أ.ف.ب)
TT

قالت وسائل إعلام إسرائيلية إن سبع ساعات من الحديث والنقاش بين وزير الخارجية الأميركي، جون كيري، ورئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، لم تفض إلى اتفاق حول الملفين الإيراني والفلسطيني.

وكتبت صحيفة «يديعوت أحرونوت» الإسرائيلية قائلة إن الخلافات بين الطرفين بقيت كما هي.

وكان نتنياهو التقى كيري، في مقر السفير الأميركي في العاصمة الإيطالية روما، وطلب منه اعتماد سياسة متشددة أكثر حيال إيران، على الرغم من أنه لا يعارض شخصيا حلا سياسيا.

واعترض نتنياهو بشدة على تخفيف الضغوط عن إيران، قائلا إنه يجب مواصلة الضغوطات والعقوبات على طهران، وإن أي تراجع عن ذلك سيكون بمثابة خطأ كبير.

وطلب كيري من نتنياهو تهدئة مخاوفه والتوقف عن الإلحاح على ضرورة تفكيك قدرات إيران النووية، قائلا له إن المفاوضات مع إيران تدار بحذر شديد، وإن الإدارة الأميركية تسعى لحل الأزمة بشكل دبلوماسي، ومقتنعة بأن تعذر وجود اتفاق مع إيران، سيكون أفضل من عقد اتفاق سيئ.

لكن نتنياهو، رد بالقول إنه لا يوجد حل وسط في المفاوضات مع طهران، وإنه يجب عليها أن تتخلص من كل قدراتها النووية.

جاء ذلك بينما أنهى مسؤولون أميركيون وإسرائيليون الحوار الاستراتيجي نصف السنوي بين البلدين في مقر وزارة الخارجية في واشنطن، وتناول الملف الإيراني بشكل خاص.

وقال بيان صادر عن الحكومة الإسرائيلية إن الجانبين «أكدا ضرورة التصميم على منع إيران من امتلاك أسلحة نووية».

وقال رئيس الفريق الإسرائيلي، وزير الشؤون الاستراتيجية والاستخبارية، يوفال شتاينتز «إنه يمكن تسوية الملف النووي الإيراني بسهولة في حال أوقفت طهران أنشطتها لتخصيب اليورانيوم على الأرض، واشترت هذه المادة من دول أخرى لغرض توليد الطاقة الكهربائية وليس للأغراض العسكرية».

وأضاف شتاينر، في حديث إذاعي أمس «مواقف إسرائيل والولايات المتحدة من الهدف النهائي المتعلق بالبرنامج النووي الإيراني متطابقة، لكن يوجد خلافات حول الآلية والطرق الواجب اتباعها».

من جهته، أكد وزير الدفاع الإسرائيلي موشيه يعلون مجددا أنه لا يجوز أن تحصل إيران على أسلحة نووية بأي حال من الأحوال، مضيفا للإذاعة الإسرائيلية أنه «من المفضل التعامل مع هذه القضية بطرق سياسية ولكنه من الأهمية بمكان أن يبقى الخيار العسكري على الطاولة أيضا».

وأردف قائلا «إسرائيل لا تريد قيادة هذه الجهود ولكنه عندما لا يفعل ذلك أحد فهي ستتصرف». ولم يركز لقاء نتنياهو - كيري، على الملف الإيراني فقط، ذلك أن كيري خصص جزءا كبيرا منه للوضع الفلسطيني. ويبدو أن هذا الملف لم يشهد اختراقا كذلك.

وطلب كيري من نتنياهو دفع المفاوضات مع الفلسطينيين والدخول في نقاش القضايا الجوهرية، مثل الحدود والكتل الاستيطانية واللاجئين والقدس.

ورد نتنياهو بالقول إن أي حل يجب أن يعتمد على اعتراف فلسطيني بيهودية إسرائيل، وعلى حلول أمنية حاسمة لمصلحة إسرائيل.

وتحدث وزراء ومسؤولون إسرائيليون أمس في مؤتمر دبلوماسي في «هرتسيليا» في إسرائيل، عن ملامح الحل الذي يمكن أن توافق عليه إسرائيل.

وقال وزير المالية الإسرائيلي، يئير لبيد «لا معنى للحديث عن حلّ مؤقت، بل فقط عن حلّ كامل ومطلق، يمكن للجميع أن يعيشوا معه، مع حدود نهائية للدولة الفلسطينية».

وأضاف «لن يشمل الحل القدس، لكنه سيشمل حتما إخلاء عشرات آلاف المستوطنين من الضفة».

أما وزيرة القضاء تسيبي ليفني، رئيسة طاقم المفاوضات مع الفلسطينيين، فأكدت في المؤتمر، أن الحديث لا يجري داخل الغرف المغلقة عن اتفاقات مرحلية، وأن كل الأطراف يفهمون أنه يجب الاهتمام بكل المواضيع المركزية.

وأضافت «ثمة تقاطع بين المواضيع المركزية، ولذلك بما أننا توصلنا إلى قرار أن لا نقرّر بشأن موضوع حتّى نقرّر في كلّ المواضيع، فنحن نتحدث عن كل شيء بالتوازي».

وعدت ليفني وجود دولة فلسطينية أمرا مهما لإحلال السلام، وإنهاء الصراع، وحل مشكلات معقدة بالنسبة للإسرائيليين والفلسطينيين «مثلما أصبحت إسرائيل وطنا قوميا لليهود من كافة أنحاء العالم، فإن الدولة الفلسطينية ستصبح وطن جميع اللاجئين».

وربطت ليفني بين الملفين الإيراني والفلسطيني قائلة «إن إحراز تقدم في المفاوضات مع الفلسطينيين، من شأنه أن يضعف مكانة إيران في العالم، ويسمح بتشكيل محور دولي يضم أيضا دولا عربية لمواجهة التهديد الإيراني لكن مع استمرار الصراع هنا تبدو العلاقات مع الدول العربية صعبة».