وثائق: مسؤولون باكستانيون بارزون أيدوا سرا الغارات الأميركية

غارات «الدرون» طغت على محادثات أوباما ونواز شريف

TT

صرح رئيس الوزراء الباكستاني نواز شريف، للصحافيين، بأنه طلب من الرئيس الأميركي باراك أوباما وقف غارات الطائرات من دون طيار (الدرون) في باكستان، وشدد على ضرورة وقف مثل هذه الضربات. كان ذلك خلال زيارة رسمية للولايات المتحدة. وفي ختام اجتماع في البيت الأبيض قال شريف للصحافيين، أول من أمس، إنه بحث مسألة الطائرات من دون طيار، وشدد على ضرورة وقف مثل هذه الضربات.

من جهته، لم يأت أوباما على ذكر هذا الموضوع أمام الصحافيين، غير أن بيانا مشتركا صدر بعد الاجتماع أكد أن العلاقات الثنائية «تقوم على مبدأ احترام السيادة ووحدة وسلامة الأراضي» بين البلدين. وكان هذا أول لقاء بين أوباما وشريف منذ عودة الأخير إلى السلطة في نهاية الربيع الماضي بعد 14 عاما من إطاحته في انقلاب عسكري. وشهدت العلاقات بين واشنطن وإسلام آباد أزمة حادة بعد تصفية زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن في مايو (أيار) 2011، في عملية نفذتها وحدة كوماندوز أميركية داخل الأراضي الأفغانية حيث كان يعيش مختبئا.

وباكستان المحاذية لأفغانستان حليفة للولايات المتحدة في حربها ضد المتطرفين الإسلاميين منذ اعتداءات 11 سبتمبر (أيلول)، غير أن هذا التحالف طغت عليه أحيانا تحفظات. كما أن مسألة غارات الطائرات من دون طيار تسمم العلاقات الثنائية. ومنذ 2004 قتل ما بين ألفين و4700 شخص، بحسب تقديرات مختلفة، بينهم مئات المدنيين في أكثر من 300 غارة شنتها طائرات أميركية من دون طيار في المناطق القبلية في شمال غربي باكستان.

وتأكيدا على هذه «الازدواجية» نشرت صحيفة «واشنطن بوست» مساء مقالة أكدت فيها استنادا إلى وثائق سرية أن إسلام آباد تدعم سرا منذ أعوام ضربات الطائرات من دون طيار ولو أنها تعارضها علنا، مشيرة إلى أن ما لا يقل عن 65 ضربة كانت مدار بحث بين البلدين، وأن ضربة واحدة على الأقل حصلت «بطلب» من الحكومة الباكستانية. ورد البيت الأبيض على تقرير منظمة العفو فأكد أن العمليات الأميركية لمكافحة الإرهاب دقيقة، وأنها قانونية وفعالة، مضيفا أن الإدارة الأميركية تبذل أقصى ما بوسعها لتفادي سقوط ضحايا مدنيين.

ونقلت صحيفة «واشنطن بوست»، أول من أمس، عن وثائق سرية أن باكستان تدعم سرا منذ أعوام الضربات التي تشنها الطائرات الأميركية من دون طيار على أراضيها، حتى وإن نددت إسلام آباد علنا بهذه الضربات.

ولكن، حسب الصحيفة، فإن وثائق سرية للغاية ومذكرات للأجهزة الباكستانية تظهر أن وكالة المخابرات الأميركية التي تدير برنامج الطائرات الأميركية من دون طيار تقاسمت معلومات حول هذه الضربات مع باكستان. وحسب هذه الوثائق، فإن ما لا يقل عن 65 ضربة كانت مدار بحث بين البلدين، خصوصا مع عقد اجتماعات في سفارة باكستان بواشنطن، أو إرسال وثائق مباشرة إلى مسؤولين كبار في إسلام آباد. وفي عام 2010 ذكرت وثيقة أن ضربت حصلت «بطلب من حكومتكم». وتحدثت وثيقة أخرى عن عمل مشترك لكشف هدف ما. وأضاف المقال الذي كتبه الصحافي المشهور بوب وودورد، الذي كشف فضيحة ووترغيت في السبعينات، مع صحافي آخر في صحيفة «واشنطن بوست»، أن الوثائق السرية التي تم الاطلاع عليها تظهر أيضا قلق الأميركيين الذين يخشون في الواقع أن يتسلل متطرفون إلى أجهزة المخابرات الباكستانية.