أحزاب الغالبية في المغرب تستعد لمعركة مناقشة موازنة 2014

ابن كيران حث حلفاءه على ضرورة التنسيق المحكم على مستوى العمل التشريعي مع الحكومة

عبد الاله ابن كيران رئيس الحكومة المغربية والامين العام لحزب العدالة والتنمية مع محمد نبيل بن عبد اللله خلال اجتماع قادة الغالبية الحكومية في الرباط مساء اول من امس (تصوير: مصطفى حبيس)
TT

ألقى هاجس التجانس على المستوى الحكومي والبرلماني، والبحث عن الصيغة المثلى لتدبير الاختلاف داخل التحالف الحكومي الرباعي، بظلاله على اجتماع عقده مساء أول من أمس قادة الائتلاف مع كتلهم البرلمانية للتحضير لمعركة مناقشة الموازنة العامة.

وأبدى قادة تحالف الغالبية تخوفاتهم من تكرار تجربة النسخة الأولى من حكومة عبد الإله. وعدوا أن أول محك لقياس التجانس داخل الائتلاف هو معركة مشروع الموازنة التي شرع البرلمان في مناقشتها الأربعاء الماضي.

وطمأن رئيس الحكومة حلفاءه بالقول إن «أجواء المرح هيمنت على أول اجتماع للمجلس الحكومي»، واستطرد قائلا: «قد يبدو هذا الكلام للبعض غريبا، لكن هذه هي الحقيقة».

وحث ابن كيران الأغلبية على ضرورة التنسيق المحكم على مستوى العمل التشريعي مع الحكومة، وتحديدا فيما يتعلق بتناغم المبادرات التشريعية التي تقدمها الأغلبية مع مشاريع القوانين التي تعدها الحكومة من أجل تحقيق الإنجازات والانتصارات لصالح الشعب المغربي والوطن، مشددا على أن المرحلة التاريخية التي يمر منها المغرب تتطلب المزيد من التعاون والتنسيق والتحلي بكثير من التفاهم والتعاون والتسامح.

وطالب ابن كيران الكتل البرلمانية بتجاوز الخلافات فيما بينها والبحث عن التوافق والتعاون ما أمكن واستحضار المصلحة العليا للوطن. ونصح ابن كيران نواب الأغلبية من مغبة الانجرار وراء استفزازات البعض مضيفا بالقول: «خصومكم لا ينامون ويفكرون ليل نهار بل في كل لحظة في إسقاط هذه الحكومة ليحلوا مكانها»، وعد ذلك أمرا طبيعيا، لكن قال: «أنتم من يعطيهم الفرصة لتحقيق ذلك».

وخاطب رئيس الحكومة المعارضة البرلمانية التي تطالب بحصول الحكومة على الثقة البرلمانية قبل المضي في ممارسة مهامها، بتبني مطالب معقولة ومقبولة بدل الخوض في أشياء لا منطق لها، وتكاد تكون تعجيزية أو مستحيلة.

من جهته، عد نبيل بن عبد الله، الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية، ووزير السكنى وسياسة المدينة، أن مجرد الإعلان عن الحكومة في نسختها الثانية «يشكل في حد ذاته انتصارا لأنه سيمكن المغرب من الخروج من وضعية الاضطراب السابقة التي عانى منها البلد، وجعلتنا لمدة شهور في وضعية صعبة لم نتمكن معها من القيام بكل الإصلاحات التي وضعناها في برنامجنا».

وشدد بن عبد الله على اعتزازه بالعمل إلى جانب حزب التجمع الوطني للأحرار، الوافد الجديد على الائتلاف الحكومي الذي سبق أن اشتغل إلى جانبه لأكثر من 15 سنة خلال الحكومات السابقة، موضحا «أننا في كثير من الأحيان وجدنا أنفسنا في خندق واحد، هو طريق الإصلاحات، التي مكنتنا من مواجهة التحديات التي تواجه بعض بلدان الجوار». ورفع بن عبد الله شعار «العمل تقوية لمناحي التماسك الحكومي»، معدا «أن لجميع المشاكل حلولا ويكفي فقط توفر النية الحسنة لمواجهة الإكراهات». مضيفا أن «كل خلاف له حل إن استمرت أجواء الثقة بين المتحالفين».

وحذر بن عبد الله من مغبة هدر الزمن السياسي للحكومة، موضحا أنه لم يبق أمامها سوى سنتين لتنزيل «المشروع التنموي» الذي «على أساسه يجب أن نشتغل في تكامل في اتجاه تعزيز جو الثقة وبعث الروح في الاستثمار الوطني».

وأكد بن عبد الله أن الجواب العملي على المحاولات الجانبية التي يقوم بها البعض هو العمل وتحقيق الإنجازات. وتابع قائلا «سنعطي الدليل بأن هذه الحكومة جاءت لتشتغل وتنجز»، مشيرا إلى أن هذه المحاولات ستستمر لكن لا يجب الاكتراث لها.

ومن جهته، عد محند العنصر، الأمين العام لحزب الحركة الشعبية، أن التحدي الذي يواجه هذا التحالف الحكومي والحكومة الحالية هو الاشتغال بالسرعة اللازمة والقوة، بالنظر إلى أن التحديات الكثيرة التي تواجه المغرب في مقابل ما تبقى من عمرها. واستعمل العنصر لغة الحرص على التجانس الحكومي والبرلماني مع قادة التحالف الحكومي، وقال: «لسنا فريقا واحدا، وسيكون هناك اختلافات في وجهات النظر بغض النظر عن البرنامج»، مشيرا إلى أن «الأهم هو كيف ندبر الاختلافات بآليات الحوار والتحكيم». ونبه العنصر نواب الأغلبية من تبني لغة المعارضة، لأن ذلك يعكس غياب الانسجام، لذلك يضيف العنصر «لا بد أن نحل إشكالاتنا داخل البيت الداخلي للأغلبية». وفي غضون ذلك، أشار العنصر إلى أنه «لأول مرة يختار رئيس الحكومة، بعد إقرار الدستور الجديد، تحالفاته، وبالتالي لا بد من التغيير في طبيعة الملفات والمعالجة وهو ما لم يجر في السنة الأولى من عمر الحكومة، ونتمنى أن نعيشه الآن بعد التحاق التجمع الوطني للأحرار». وبدوره، انتقد العنصر الأصوات التي تطالب الحكومة بالمستحيل في إشارة لمعركة التنصيب البرلماني (الثقة) التي تخوضها المعارضة، والتي وصلت إلى القضاء الدستوري، وقال: إن «من يتحمل مسؤولية تدبير الشأن العام له ضريبة هي أنه لا يرضي الجميع».

ومن جهته، طمأن أنيس بيرو المتحدث باسم التجمع الوطني للأحرار الملتحق حديثا بالائتلاف الحكومي زعماء التحالف، وقال: إن مشاركة حزبه في هذه الحكومة، ستتسم بالإيجابية ونكران الذات واستحضار مصلحة الوطن، داعيا باقي التحالف الحكومي إلى التعاون والعمل جنبا إلى جنب. وطلب بيرو من الحكومة تبني لغة فريق كرة القدم، والتوجه بسرعة إلى تسجيل الأهداف في شباك الفقر والبطالة والهشاشة.