المالكي يستفسر رسميا عن صحة طالباني بعد عشرة شهور من غيابه لأغراض العلاج

عائلته رفضت طلبا للنجيفي لزيارته.. وهي تحتكر أخبار صحته

صورة الرئيس العراقي جلال طالباني تتصدر مركز مدينة السليمانية («الشرق الأوسط»)
TT

في وقت يستمر فيه الجدل السياسي والقانوني بشأن صحة الرئيس العراقي جلال طالباني والوضع القانوني لمنصب الرئاسة، فقد أعلنت رئاسة الجمهورية أن رئيس الوزراء نوري المالكي استفسر رسميا عن صحة طالباني من مستشاره الأقدم عبد اللطيف جمال رشيد. وقال بيان لرئاسة الجمهورية أمس إن «المستشار الأقدم لرئيس الجمهورية عبد اللطيف جمال رشيد قام بزيارة رئيس الوزراء نوري المالكي، وقد استفسر رئيس الوزراء عن صحة الرئيس طالباني الذي يتلقى العلاج في ألمانيا، حيث أكد المستشار الأقدم أن صحة الرئيس في تحسن مطرد، وأن الشعب العراقي سيطلع على نتائج هذا التحسن».

وأضاف البيان أن «رئيس الوزراء عبّر عن تمنياته بالشفاء العاجل لرئيس الجمهورية والعودة إلى أرض الوطن». وتابع البيان الرئاسي أن «عبد اللطيف جمال رشيد، الذي عاد من إقليم كردستان قريبا، قام بتقديم نبذة عن الانتخابات البرلمانية ونتائجها».

من جانبه، قال رئيس الوزراء بحسب البيان إن «الانتخابات هي خطوة أخرى في توطيد ركائز الديمقراطية، وستكون هذه الخطوة عاملا آخر في تثبيت الأمن والاستقرار والمضي قدما في تقديم الخدمات والنهوض بمشروع التنمية في العراق». ويأتي استفسار المالكي عن صحة طالباني بعد إثارة المزيد من الجدل السياسي والقانوني من قبل زعماء سياسيين ورجال دين وناشطين بشأن وجود تعتيم بدا مقصودا بشأن صحة الرئيس.

وكان رئيس البرلمان العراقي أسامة النجيفي قال إنه «من الخطأ التستر على الوضع الحقيقي لصحة رئيس الجمهورية، وإن البرلمان أمام تطبيق الدستور الذي حدد حالتين لتبديل الرئيس، هما الوفاة أو العجز، ولم نعلم بأي منهما»، معربا عن أمله بأن «يتم الإعلان عن حالته الصحية من خلال تقرير طبي واضح ليتمكن البرلمان بعدها من تطبيق الدستور». وأضاف النجيفي أن «عائلة رئيس الجمهورية قد اعتذرت ورفضت طلبا تقدمت به قبل خمسة أشهر تقريبا لزيارة طالباني والاطمئنان على صحته ومعرفة الأمور الدستورية والقانونية بالنسبة للمنصب، لكن العائلة اعتذرت، مبينة أن الرئيس يخضع للعلاج ولا يمكن مقابلته».

وفي السياق نفسه، فقد قال زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، إنه «لا يصح أن يكون العراق بلا رئيس معلوم المصير، والبديل بيد الشعب إن كانت الديمقراطية مقامة، ونسأل الله العافية للرئيس الحالي جلال طالباني»، مجددا دعوته لـ«إرسال وفد للاطمئنان على صحة طالباني».

وبينما يحاول قادة الحزب الديمقراطي الكردستاني وأعضاء البرلمان التابعون له تجنب التصريح بشأن صحة الرئيس جلال طالباني، فإن قادة الاتحاد الوطني الكردستاني الذي يتزعمه طالباني هم وحدهم من يتصدون للاستفسار عن صحة الرئيس وإن بتحفظ ملحوظ خلال الشهور الأخيرة، بعد أن احتكرت عائلته والدائرة المقربة منه الحديث بشأن صحته. وفي هذا السياق، فقد أكد رئيس كتلة التحالف الكردستاني في البرلمان العراقي والقيادي المؤسس في الاتحاد الوطني الكردستاني، فؤاد معصوم، في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، أنه «ما دام الدكتور عبد اللطيف جمال رشيد، وهو له صلة مصاهرة مع الرئيس جلال طالباني، هو من أكد أن صحته تتحسن، وأنه قام بزيارة إلى رئيس الوزراء الذي تولى عملية الاستفسار، فإنه لا بد أن يكون النبأ صحيحا». وأضاف معصوم أن «الأجواء العامة تشير إلى ذلك، وأنه بناء على ما أعلنه رشيد فإن المعلومات لا بد أن تكون دقيقة ورسمية».

وفي السياق نفسه، فقد أكد عضو البرلمان العراقي عن ائتلاف دولة القانون، سامي العسكري، في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، أن «مسألة استقبال المالكي لعبد اللطيف رشيد وماذا دار ولماذا الاستفسار عن صحة الرئيس الآن لا أملك معلومات عنها، ولكن ما يمكن قوله في هذا المجال أن كل ما يتعلق بصحة الرئيس طالباني والوقت الطويل الذي استلزمه العلاج ولا أحد يعرف متى ينتهي إنما هو مراعاة للوضع الكردي لا أكثر». وأضاف العسكري أن «منصب رئيس الجمهورية لو كان من حصة جهة أخرى لما تم الصبر على ذلك، ولكان قد قيل منذ الأسبوع الأول إن المنصب أصبح شاغرا، وإنه لا بد من انتخاب رئيس جديد». وأوضح العسكري أن «الوضع الكردي معقد، حيث إن الاتحاد الوطني الكردستاني غير مؤهل لاختيار بديل، وأيضا هناك وضع معقد داخل التحالف الكردستاني وأن البديل يمكن أن يخلق مشكلة في حد ذاته، وأن منصب الرئيس بروتوكولي، وأن الفترة لم تعد بعيدة عن الانتخابات، لذا فإن هناك نوعا من الصمت حيال ذلك».