منتدى ميدايز في طنجة يناقش بؤر التوتر في العالم

يشارك فيه نحو 200 من صناع القرار السياسي والاقتصادي

TT

تتصدر القضايا الأمنية العالمية الكبرى اهتمامات الدورة السادسة لمنتدى ميدايز لدول الجنوب، الذي ينظمه معهد أماديوس المغربي ما بين 13 و16 نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل في طنجة، والذي يرتقب أن يشارك فيه نحو 200 من صناع القرار السياسي والاقتصادي عبر العالم.

وأشار إبراهيم الفاسي الفهري، رئيس المنتدى، خلال مؤتمر صحافي عقده أمس بمقر المعهد في الرباط، إلى أن الدورة الحالية ستناقش بؤر توتر جديدة ومقلقة بالنسبة للأمن والاستقرار العالمي، وعلى رأسها أزمة بحر الصين وأزمة جمهورية أفريقيا الوسطى، بالإضافة إلى التطورات في منطقة الساحل والصحراء والوضع السوري.

وأوضح الفاسي الفهري، أن أشغال المنتدى ستتمحور حول العنوان الرئيس للمنتدى «أي انبثاق في عالم غير مستقر؟»، والذي ستجري فيه معالجة مختلف جوانبه من خلال أكثر من 20 ندوة موضوعاتية. وقال: «هذا العنوان يعكس الوضع العالمي الراهن الذي يتميز بوجود عناصر سلبية متعددة، من حروب وبؤر توتر تهدد الأمن والاستقرار العالمي، وأزمات اقتصادية ومالية في الدول الكبرى، إلى جانب عناصر إيجابية، والتي تتمثل في الصعود الكاسح للبلدان والاقتصادات الناشئة وإرهاصات معاودة النمو الاقتصادي العالمي».

وسيشكل موضوع «ماذا بعد الربيع العربي؟» محور إحدى الجلسات العامة للمنتدى، والتي ستناقش الأوضاع المتردية في ليبيا وتونس ومصر. كما سيناقش المنتدى تطور الأوضاع في سوريا بمشاركة أعضاء من المجلس الوطني السوري، ومسؤولين حكوميين روسيين وأميركيين وأوروبيين.

وأشار الفاسي الفهري إلى أن قضية مالي ستستمر في شد اهتمام المنتدى، خاصة مع التطورات الأخيرة التي يعرفها شمال البلاد، وعودة القوات الفرنسية وقوات الدول أفريقية الغربية المشاركة في الحملة العسكرية إلى العمليات العسكرية منتصف الأسبوع الماضي. ومن أهم الشخصيات التي ستتحدث في موضوع التطورات العسكرية في شمال مالي وكيل وزارة الدفاع الفرنسية ومسؤولون حكوميون ماليون.

وأشار الفاسي الفهري إلى أن ديونكوندي تراوري، الرئيس الانتقالي السابق لمالي، سيشارك في المنتدى للحديث عن التطورات الحالية في بلاده. وأضاف: «لقد استطاع تراوري أن يقود بنجاح بلاده خلال الفترة السابقة، واستطاع الوفاء بكل التزاماته وعلى رأسها إجراء الانتخابات رغم ظروف التدخل العسكري والحرب في شمال البلاد. وسيكون من المفيد أن نستمع إلى تقييمه للوضع ولمسار الانتقال الحالي في بلاده».

وأضاف الفاسي الفهري، أن الوضع الأمني قد تغير في المنطقة. وقال: «هناك تغيرات كبيرة، فمن ناحية أعادت الجماعات المسلحة تشكيل صفوفها في شمال مالي، ومن ناحية أخرى لاحظنا انتقال ثقل الجماعات المسلحة من شمال مالي إلى جنوب ليبيا وإلى الحدود الليبية - التونسية، الشيء الذي يطرح تحديات أمنية جديدة على المنطقة».

كما سيطرح المنتدى المواضيع الكبرى في أفريقيا، وعلى رأسها قضايا الحكامة ومكافحة الفساد والنمو الاقتصادي، بالإضافة إلى مواضيع فنية كالأدوية والأمن الغذائي. وأشار الفاسي الفهري إلى أن أفريقيا تحتل موقعا مركزيا في أشغال المنتدى نظرا لأهمية الدور الذي يلعبه المغرب في القارة السمراء، إذ أصبح ثاني مستثمر في أفريقيا خلف جنوب أفريقيا.