مشاركة لبنان بـ«جنيف 2» رهن تلقي دعوة

وزير الخارجية: لا يمكن «النأي بالنفس» عن حضوره

TT

أبدت الحكومة اللبنانية في اليومين الأخيرين حماسة للمشاركة في مؤتمر «جنيف 2»، لإيجاد حل لأزمة سوريا، في حال انعقاده في موعده المقرر منتصف الشهر المقبل وتوجيه دعوة رسمية إلى لبنان للمشاركة به، وذلك خلافا لمقاطعتها مؤتمري «جنيف 1» و«أصدقاء سوريا» في وقت سابق؛ التزاما منها بمبدأ «النأي بالنفس»، وهو الموقف الرسمي الذي تقول الحكومة إنها تتبعه تجاه أزمة سوريا.

وأكد وزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الأعمال عدنان منصور أمس أنه «لا يمكن للبنان أن ينأى بنفسه عن المشاركة في مؤتمر (جنيف 2)»، مشيرا إلى أنه معني «بالدرجة الأولى، لأن ما يجري في سوريا له انعكاسات وتأثيرات مباشرة عليه». وجاء تصريح منصور، غداة إعلان رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي أول من أمس، أنه لا يستبعد مشاركة لبنان في مؤتمر «جنيف 2». وقال ميقاتي، بعد اجتماع أمني عقد في القصر الجمهوري في بعبدا، إن قرار الحكومة كان النأي بالنفس عما يجري في سوريا، «وكل الجهات الدولية قدرت هذا الموقف لكن الأزمة السورية لم تنأ بنفسها عنا». وأكد أن «أي أمر يقرر مصير سوريا في أي مؤتمر دولي، ستكون تداعياته على لبنان»، معربا عن اعتقاده أنه «عندما تصلنا الدعوة لمؤتمر (جنيف 2) سنبحثها ولا أستبعد حضور لبنان». ورغم إعلان الحكومة اللبنانية استعدادها للمشاركة، لم يتخذ قرار رسمي بالمشاركة بعد، نظرا لعدم تلقيها أي دعوة رسمية بعد. وقالت مصادر الرئيس اللبناني ميشال سليمان لـ«الشرق الأوسط» أمس إن التوجه للمشاركة «مرتبط بوصول دعوة»، مؤكدة أنه «لا موافقة مسبقة تتخذ قبل تلقي لبنان دعوة للمشاركة». وتضاربت الأنباء في بيروت أمس حول إمكانية توقف المبعوث الأممي إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي في بيروت، ولقائه عددا من المسؤولين اللبنانيين قبل انتقاله إلى دمشق للقاء مسؤولين سوريين تحضيرا لمؤتمر «جنيف 2»، وذلك في إطار جولته على عدد من دول المنطقة. ونفت مصادر الرئيس اللبناني أمس أن يكون للإبراهيمي أي لقاءات محتملة «حتى الآن» في بيروت، قائلة: «لا معلومات بعد عن جولة للإبراهيمي على المسؤولين»، مشيرة إلى أن هذا اللقاء «غير مدرج على جدول أعمال الرئيس اللبناني اليوم».

وتقاطع هذا التأكيد مع نفي مصادر مواكبة لحركة الإبراهيمي في بيروت أن يكون له أي لقاءات نهاية هذا الأسبوع مع أي من المسؤولين اللبنانيين، بخلاف ما تداولته تقارير إعلامية محلية أمس. ورجحت هذه المصادر في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» أن تكون لقاءات بيروت مدرجة على جدول أعمال الإبراهيمي نهاية الأسبوع المقبل، وتحديدا يوم السبت.

وكانت وزارة الخارجية اللبنانية نفت تبلغها بزيارة للإبراهيمي إلى بيروت. ورجح وزيرها عدنان منصور أن تقتصر زيارته على دولتين في المنطقة، مؤكدا أن لبنان لم يتلق الدعوة بعد إلى مؤتمر «جنيف 2». ورأى منصور في حديث إذاعي أنه «من الضروري المشاركة في (جنيف 2) لأنه أمام ما نشهده من تداعيات على لبنان، أمنيا وسياسيا ومعيشيا، لا يمكن القول إننا ننأى بأنفسنا. لذا لا بد من أن يكون للبنان موقف حيال ما يجري».