العودة للدراسة في شمال سيناء تؤشر على ضعف نشاط المتشددين

السلطات أوقفت 55 متهما بحرق منشآت عامة في العريش

TT

تؤشر العودة للدراسة في شمال سيناء المضطربة في مصر، على ضعف نشاط المتشددين، وذلك بعد أن جرى تأجيل الدراسة أكثر من مرة، منذ منتصف الشهر الماضي، بسبب الظروف الأمنية واستهداف مسلحين منشآت مدنية وشرطية إضافة إلى قطع الطرق هناك. ويأتي هذا في وقت أوقفت فيه السلطات أمس 55 متهما بحرق منشآت عامة في العريش.

وقال مسؤولون محليون إن محافظة شمال سيناء، التي يبلغ عدد سكانها نحو 320 ألف نسمة، اجتازت أمس عقبة بدء العام الدراسي الجديد في المئات من مدارسها، بينما قالت مصادر أمنية وعسكرية بمحافظة شمال سيناء أمس، إن «جميع المدارس تحت حراسة مشددة من قوات الجيش والشرطة، ووفق خطة محكمة وضعتها القوات المسلحة لتأمين المدارس والتلاميذ والمدرسين لمنع أي هجمات إرهابية انتقامية قد ينفذها التكفيريون لتعطيل الدراسة».

ويبلغ عدد مدارس التعليم قبل الجامعي في شمال سيناء نحو 377 مدرسة وعدد التلاميذ 71325 تلميذا، أما بالنسبة للتعليم الأزهري فعدد المعاهد 95 معهد وعدد التلاميذ 4473 تلميذا. وتوجد كليتان في المحافظة هما «كلية التربية» وكلية «العلوم الزراعية»، ويبلغ عدد الطلاب فيهما نحو 1383 طالبا.

وقال الدكتور محمود أبو النصر، وزير التربية والتعليم المصري، إن حضور الطلاب بمدارس شمال سيناء، وصلت نسبته إلى نحو 80%، ما عدا منطقتي الشيخ زويد ورفح. وتقع هاتان المنطقتان بين العريش عاصمة المحافظة وحدود شمال سيناء مع قطاع غزة. وأشار الوزير إلى أن نسبة الحضور فيهما بلغت نحو النصف، في وقت وصلت فيه نسبة حضور المعلمين إلى نحو 95%.

وقال شهود عيان إن «القوات المسلحة قامت بتخصيص أكمنة ثابتة ومتحركة وعدد كبير من المدرعات لتأمين الشوارع التي توجد بها المدارس وجرى نشر قوات تأمين بالزي المدني والعسكري حول المدارس والمنشآت التعليمية».

وتشن القوات المسلحة، بالتعاون مع قوات الشرطة، حملات أمنية موسعة في سيناء للقضاء على مسلحين استهدفوا الجيش والشرطة، خصوصا في محافظة شمال سيناء القريبة من الحدود مع قطاع غزة ومنطقة قناة السويس، وذلك منذ فض اعتصامات مناصري الرئيس المعزول محمد مرسي بالقوة في 14 أغسطس (آب) الماضي.

وقالت مصادر أمنية مطلعة في سيناء، أمس، إن «شمال سيناء شهدت حملات أمنية موسعة على مناطق «التومة والظهير والجورة والزوارعة والمهدية والفتات وجريعة والمقضبة والطويل، وفي المزارع الجنوبية وفي الأحياء العشوائية وأحياء بمناطق جنوب وغرب العريش ومحيط المطار، وألقت خلالها القبض على 55 مطلوبا أمنيا بينهم عناصر قاموا بتنفيذ هجمات إرهابية على معسكرات الجيش والشرطة».

وتابعت المصادر الأمنية: «كما واصلت قوات حرس حدود الجيش الثاني الميداني وسلاح المهندسين العسكريين عملياتهم لهدم الأنفاق الموجودة على الحدود مع قطاع غزة وقامت بتدمير نفقين بالنسف والغمر بالمياه، لوقف وصول العناصر الإرهابية من قطاع غزة إلى سيناء، إضافة إلى تدمير 7 عشش كان يستخدمها الإرهابيون كقواعد انطلاق لتنفيذ عملياتهم ضد الجيش».

في السياق نفسه، أكدت مصادر عسكرية، أن الجيش دفع خلال أكتوبر (تشرين الأول) الحالي بعناصر إضافية من القوات والمدرعات في المنطقتين الشرقية والغربية لمدينة رفح، وحول المواقع العسكرية والنقاط الأمنية، إضافة إلى عناصر من «المخابرات الحربية» و«الأمن الوطني» لتتبع العناصر الإرهابية التي جرى كشفها من خلال التحقيقات مع العناصر المقبوض عليها.

من جانبها، شددت قوات الجيش والشرطة من إجراءات الحماية للمدارس والمنشآت الأمنية والحكومية في المناطق الجنوبية ووسط وشمال سيناء أمس، بعد بدء الدراسة التي تأجلت لأكثر من ثلاثة أسابيع بسبب الأوضاع الأمنية، وقال مصدر أمني مسؤول إن «المدارس مؤمنة بشكل تام، وهناك تعاون بين أولياء الأمور وهيئات التدريس»، نافيا صحة ما تردد عن تعرض مدارس بالعريش والشيخ زويد لإطلاق نار عشية موعد استئناف الدراسة.

وأضاف المصدر المسؤول: «لم تصل بلاغات بتعرض مدارس لإطلاق نار وما يتردد شائعات»، مشيرا إلى أن ثمة إطلاق نار تحذيريا تقوم به القوات من وقت لآخر. بينما أعلنت مديرية التربية والتعليم بشمال سيناء، عن أن جميع مدارس شمال سيناء استقبلت الطلبة في هدوء ومر اليوم الأول بسلام بفضل الجهود الأمنية.