زيدان يقلل من أهمية حكومة برقة وانفجار بجوار مركز انتخابي في بنغازي

نجاة وزير ليبي في الحكومة الانتقالية من أول محاولة اغتيال في العاصمة طرابلس

TT

نجا وزير في الحكومة الانتقالية في ليبيا من محاولة اغتيال في العاصمة الليبية طرابلس، هي الأولى من نوعها، فيما عدَّ علي زيدان رئيس الحكومة الانتقالية أن ليبيا ذات سيادة وأن إعلان برقة غير قابل التنفيذ.

وقالت مصادر ليبية لـ«الشرق الأوسط»: «إن علي قدور وزير رعاية أسر الشهداء والمفقودين في حكومة زيدان قد نجا أمس من محاولة اغتيال بطرابلس، في أحدث مؤشر على تصاعد الفوضى الأمنية في البلاد التي احتفلت الأسبوع الماضي بمرور عامين على الإطاحة بنظام العقيد الراحل معمر القذافي عام 2011».

وأوضحت مصادر في الحكومة عبر الهاتف من طرابلس لـ«الشرق الأوسط» أن الوزير لم يصب هو أو مرافقوه بأي أذى في هذه المحاولة غير المسبوقة، لكنها امتنعت عن إعطاء المزيد من التفاصيل. وكشفت المصادر التي طلبت عدم تعريفها، النقاب عن تشديد إجراءات الحراسة على كل مسؤولي الحكومة الانتقالية عقب هذه المحاولة التي لم تعلن بعد أي جهة مسؤوليتها عنها.

وسبق لعدد من الجرحى أن اقتحموا قاعة المقر الرئيسي للمؤتمر الوطني العام (البرلمان) في العاصمة الأسبوع الماضي ما أدى إلى تعطيلها، قبل أن يعود المؤتمر اليوم إلى استئناف جلساته وسط انقسام بين أعضائه حول حكومة زيدان ومصير غرفة ثوار ليبيا المتهمة بالتورط في عملية اختطاف رئيس الحكومة أخيرا.

وفى أول رد فعل له على إعلان دعاة الفيدرالية في إقليم برقة (شرق ليبيا)، عن حكومة تنفيذية مكونة من 24 وزيرا، قال علي زيدان رئيس الحكومة: «إذا كان مواطن معين أعلن في قرية معينة إعلانا غير قابل للتطبيق والتنفيذ، كل أهالي المنطقة الشرقية يرفضون هذا الإعلان، الحكومة تعرف متى تعلق ومتى تهتم».

وأضاف زيدان لدى افتتحه أمس معرض ليبيا الدولي للتمور والصناعات المصاحبة بمعرض طرابلس الدولي: «نحن نراقب عن كثب ما يحدث، ولكن لا يستحق أن نثير أي ضجة إعلامية حوله، لا أريد أن أذكر هنا أي كلمات سلبية، والحكومة تتابع ومتأهبة لأي تداعيات أو آثار لهذا الموضوع، ونحن على ثقة بالمواطنين في تلك المناطق ووقوفهم مع شرعية الدولة».

من جهة أخرى، أدى انفجار سيارة مسؤول عن انتخابات المجالس البلدية في مدينة بنغازي أمس إلى إلحاق أضرار مادية في أكثر من خمس سيارات رابضة بموقف للسيارات بجوار مركز انتخابي في مدينة بنغازي دون وقوع خسائر بشرية، وفقا لمسؤول انتخابي.

وقال مسؤول في المفوضية العليا للانتخابات إن «سيارة مسؤول انتخابات المجلس البلدي لمدينة بنغازي إدريس القاضي انفجرت ملحقة أضرارا جسيمة بعدد من السيارات التي كانت رابضة بجوارها أمام مدرسة ألوية الحرية في منطقة الماجوري».

وأضاف المسؤول الذي طلب عدم ذكر اسمه أن «الانفجار لم يوقع أضرارا بشرية (...) مدرسة ألوية الحرية تتخذ مركزا رئيسا لانتخابات المجلس البلدي لمدينة بنغازي»، لافتا إلى أن «هذه اللجنة منبثقة عن وزارة الحكم المحلي لاختيار عميد البلدية وليس المفوضية العليا للانتخابات». وأشار، وفقا لوكالة الصحافة الفرنسية، إلى أن «معظم السيارات كانت لأعضاء هذه المفوضية الانتخابية الذين كانوا في المدرسة لحضور دورة تدريبية حول آلية انتخابات المجلس البلدي للمدينة».

واستنكر المجلس المحلي في بنغازي هذه الحادثة. وحمل، في بيان أصدره أمس وتلقت «الشرق الأوسط» نسخة منه، الحكومة الانتقالية ووزارة الداخلية مسؤولية الوصول إلى ما وصفه بهذا الوضع المزري الذي تعانيه مدن ليبيا عامة وبنغازي خاصة من انعدام الأمن والأمان الذي خلف عدة جرائم قتل واستهدافا لأشخاص لهم صفة اعتبارية داخل المدينة.

ويقاطع معظم المواطنين انتخابات المجالس البلدية وانتخابات لجنة الستين التأسيسية لكتابة دستور ليبيا الدائم نتيجة الوضع الأمني المنفلت الذي تعانيه مناطق البلاد المختلفة وخاصة المناطق الشرقية.

وكانت لجنة انتخابات الهيئة التأسيسية لصياغة الدستور نقلت مقرها نهاية الأسبوع الماضي من درنة إلى القبة التي تقع غرب درنة، بسبب تردي الأوضاع الأمنية في المدينة.

واتخذت اللجنة مدرسة الشهيد سليمان بوحويش بشارع إبراهيم بكار بمدينة القبة مقرا جديدا لها لاستقبال مستندات الراغبين في الترشح لعضوية الهيئة التأسيسية لصياغة الدستور عن دائرة درنة والقبة والأبرق.

ووفقا لمصادر بلجنة الانتخابات فإن هذه الخطوة اتخذت بسبب خوف المترشحين من أن يجري استهدافهم.

وكان مجهولون اعتدوا على مقر مفوضية الكشافة والمرشدات بدرنة فجر الثلاثاء الماضي وحطموا محتوياته وأضرموا فيه النيران واعتدوا على أفراد الحراسة المكلفين حماية المقر.