تعرض ابنتي مير موسوي لمضايقات من حارسات الأمن بعد زيارة لوالدهما

إعدام 16 سجينا شنقا بعد مقتل 14 عسكريا إيرانيا في هجوم على مركز حدودي

TT

في رد فعل انتقامي، أعلن مسؤولو السلطة القضائية الإيرانيون عن إعدام 16 سجينا بلوشيا، بزعم انتمائهم لجماعات إرهابية، عقب الاشتباكات الحدودية التي وقعت عشية 25 أكتوبر (تشرين الأول)، وأسفرت عن مقتل 14 جنديا إيرانيا، وإصابة ستة آخرين، بالإضافة إلى أسر ثلاثة جنود من قبل منفذي الهجوم.

وحسب الأنباء الواردة، فقد وقعت الاشتباكات في منطقة سراوان الحدودية في الجنوب الغربي من محافظة سيستان وبلوشستان على الحدود الإيرانية - الباكستانية. وتمتلك المنطقة سجلا حافلا بالاضطرابات، حيث يشتكي السكان المسلمون السنيون من سياسة التمييز، ويطالبون بالاستقلال عن إيران التي تسيطر عليها حكومة شيعية. وعلاوة على ذلك، تشهد المنطقة وجودا نشطا لعصابات ومافيا تجارة المخدرات، مما يتسبب في صراع مستمر واشتباكات بين المسؤولين الأمنيين والتجار.

لكن الواضح أن قتل الجنود لم يكن من تدبير تجار المخدرات، حيث تشير التقارير إلى أن الجناة فروا إلى الأراضي الباكستانية بعد الهجوم.

وقد دعا الرئيس حسن روحاني إلى إجراء تحقيق بشأن الهجوم، مبديا اندهاشه من وقوع مثل هذا الحادث. وصرح روحاني في بيانه يوم الأحد قائلا: «حكومة الجمهورية الإسلامية الإيرانية عاقدة العزم على التصدي لمثل هذا النوع من الأذى المتعمد والموجه، في ظل إصرار الشعب على دعم عملية حماية حدود الوطن الإسلامي». وكلف روحاني أيضا محمد جواد ظريف وزير الخارجية، باتخاذ الإجراءات اللازمة لتنفيذ اتفاقية حماية أمن الحدود مع باكستان، حسبما ذكرته قناة «بريس تي في»، التي وقعتها البلدان لإدارة أمن الحدود.

وبموجب هذه الاتفاقية، ستتعاون البلدان كلاهما لمنع الجريمة المنظمة، والتعامل مع الإرهاب والأعمال التي تهدد الأمن القومي في كلا البلدين، ومحاربة الاتجار بالمخدرات والهجرة غير الشرعية وإساءة معاملة المرأة والأطفال.

وأعلن محمد مرضية النائب العام لزاهندار، عاصمة الإقليم، أن السلطات أعدمت 16 متمردا في إقليم بلوشستان الإيراني يوم السبت، لعلاقتهم بحادثة القتل. ونقلت عنه وكالة أنباء الطلبة الإيرانية قوله: «تم تنفيذ حكم الإعدام بحق هؤلاء الأشخاص صباح يوم السبت، ردا على العمل الإرهابي الذي وقع الليلة الماضية في سارافان واستشهاد حرس الحدود». بيد أن الوكالة لم تورد تفاصيل أخرى بشأن هوياتهم أو أماكن وتوقيت محاكمتهم.

ونقلت وكالة أنباء «إرنا» عن مسؤول محلي لم تذكر اسمه قوله إن «القتال اندلع في محافظة سيستان بلوشستان، جنوب شرقي إيران، لكن العدد الحقيقي للقتلى لم يتأكد بعد».

بينما قالت وكالة أنباء مهر إن «مجموعة من قطاع الطرق» هاجموا موقعا عسكريا، مساء يوم الجمعة، مما أدى إلى وقوع مصادمات.

وصرح رجب علي شيخ زاده، مسؤول محلي، لوكالة أنباء الطلبة، بأن «قطاع طرق ومجموعات معادية اشتبكت مع قوات حرس الحدود الإيراني».

وقال علي عبد الله نائب وزير الداخلية الإيراني، لوكالة أنباء الطلبة: «نود أن يتخذ المسؤولين الباكستانيين خطوات جادة لمزيد من الرقابة والسيطرة على حدودهم أكثر من السابق». على صعيد آخر، تصاعدت في العاصمة طهران قضية سوء المعاملة والتحرش الجسدي بابنتي مير حسين موسوي، بعد لقاء عائلي خاص.

وقالت إحدى ابنتيه في صفحتها على «فيس بوك»، في وقت متأخر من مساء يوم الخميس، إن الحارسة ضربت ابنتي موسوي وعضت إحداهما، عقب زيارتهم لوالدهم وأمهم زهرة رهنورد، حيث يخضعان للإقامة الجبرية.

جدير بالذكر أن موسوي يخضع للإقامة الجبرية منذ أوائل عام 2011، عندما شجع الإيرانيين على القيام بمسيرة تضامنا مع مظاهرات «الربيع العربي» المطالبة بالديمقراطية. وقد سمح لموسوي بعقد هذا الاجتماع العائلي الخاص بمناسبة عيد الغدير الشيعي، يوم الأربعاء. وبحسب وكالة «رويترز»، فقد عقد اللقاء في أحد المنازل الآمنة التابعة للاستخبارات في طهران، بجوار المكان الذي يعتقل فيه والدها من الاعتقال، في حضور حارستي أمن.

وقبل مغادرة الموقع، حاولت إحدى الحارسات تفتيش الأختين ومطالبتهما بخلع ملابسهما بالكامل. وكتبت نرجس موسوي في صفحتها على «فيس بوك»: «واجهنا هذا الطلب الغريب والقذر من حارسة السجن. لم نصدق في البداية، لكنها كررت الطلب دون خجل، حتى إنها طلبت منا خلع ملابسنا الداخلية». وقالت محاولة وصف تعاملها معنا يتحدى اللياقة الإنسانية الأساسية. و«بعد رفضنا خلع الملابس الداخلية، صفعتني أنا وأختي على آذاننا بقوة»..

وكتبت، مرفقة صورة لمعصم تبدو عليه علامات الأسنان: «وبينما كنا نحاول الإمساك بيدها لنبعدها عنا، توقفت عن التعامل معنا بإنسانية، وقامت بعضّ معصمي كحيوان مفترس».