مقتل عناصر من حزب الله و«أبي فضل العباس» في دمشق

النظام يسلم برنامج تدمير ترسانته الكيماوية «في المهل المحددة»

TT

بينما أعلنت منظمة حظر الأسلحة الكيماوية أمس أن سوريا سلمت برنامج تدمير ترسانتها من تلك الأسلحة في المهل المحددة، تواصلت العمليات القتالية في أنحاء متفرقة في سوريا. إذ تصاعدت وتيرة المعارك العسكرية على أطراف بلدة صدد ذات الغالبية المسيحية بريف حمص بين الجيشين الحر والنظامي. كما أعلن الجيش الحر أمس، عن تفجير مبنى في حي السيدة زينب بدمشق، حيث كانت تتحصن فيه عناصر تابعة لحزب الله اللبناني ولواء أبي الفضل العباس ما أدى إلى مقتل عدد منها.

وقالت منظمة حظر الأسلحة الكيماوية في بيان أمس إنها «تؤكد أن الجمهورية العربية السورية سلمتها الخميس 24 أكتوبر (تشرين الأول) الإعلان الأولي الرسمي لبرنامجها للأسلحة الكيماوية»، مؤكدة أن سوريا «التزمت بالمهلة المحددة». وأضافت أن هذا الإعلان «يتيح وضع الخطط الهادفة إلى تدمير منهجي وكامل ويمكن التثبت منه للأسلحة الكيماوية المعلنة إضافة إلى منشآت الإنتاج والتجميع». وقالت، إن «هذه الخطة العامة أحيلت على المجلس التنفيذي للمنظمة التي مقرها لاهاي والمكلفة بالإشراف على إزالة ترسانة السلاح الكيماوي السوري إثر قرار دولي».

وسيستخدم المجلس التنفيذي للمنظمة الإعلان السوري «الأولي» ليحدد في موعد أقصاه 15 نوفمبر (تشرين الثاني) مختلف مواعيد تدمير الترسانة السورية.

ميدانيا، أفاد ناشطون بأن مقاتلي المعارضة السورية تسللوا إلى مبنى في حي السيدة زينب، جنوب دمشق، ووضعوا فيه قنابل ومتفجرات محلية الصنع، ما أدى إلى مقتل عدد كبير من عناصر حزب الله اللبناني ولواء أبي الفضل العباس (العراقي) الذين كانوا يتحصنون في المبنى.

وتشهد منطقة السيدة زينب اشتباكات دائمة بين مقاتلي المعارضة من جهة ومقاتلي لواء أبي الفضل العباس وحزب الله والقوات النظامية من جهة أخرى.

وفي ريف دمشق، قالت شبكة «شام» الإخبارية، إن «عددا من الجنود النظاميين سقطوا بين قتيل وجريح في معارك أسفرت عن سيطرة الجيش الحر على 20 مبنى جنوب مدينة داريا».

وأفاد ناشطون بأن «مقاتلي الجيش الحر شنوا هجوما على تجمعات القوات النظامية جنوب شرقي مدينة داريا بهدف التقدم نحو طريق دمشق درعا، في محاولة لكسر الحصار المفروض على داريا». وأضاف «الناشطون أن الجيش الحر تمكن من إحراز تقدم في محيط جامع فاطمة جنوب المدينة».

وعلى الرغم من التقدم الميداني للمعارضة في أجزاء من داريا، فإن المدينة لا تزال تعاني من أوضاع إنسانية سيئة بسبب الحصار المفروض عليها من قبل القوات النظامية.

إذ يؤكد عضو المجلس المحلي لمدينة داريا في ريف دمشق، مهند أبو الزين، أن «نحو 6000 عائلة لا تزال تقطن في داريا تحت وطأة الحصار الشديد الذي تفرضه قوات النظام»، موضحا أن «المخزون الغذائي في داريا والذي يطعم داريا والمعضمية معا لم يعد يكفي إلا لثلاثة أسابيع».

وفي غضون ذلك، تصاعدت وتيرة المعارك العسكرية على أطراف بلدة صدد ذات الغالبية المسيحية بريف حمص بين الجيشين الحر والنظامي وسط اتهامات متبادلة بين الطرفين. إذ تتهم مصادر المعارضة القوات النظامية بقصف البلدة واستهداف المدنيين فيها، بينما تؤكد وسائل إعلام النظام أن مجموعات إسلامية متطرفة دخلت البلدة واحتجزت سكانها رهائن ودروعا بشرية. وتسببت حدة الاشتباكات يوم أمس «بتعذر إسعاف الجرحى المدنيين في أحياء البلدة» بحسب ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان، مشيرا إلى «احتدام المعارك بين القوات النظامية ومقاتلين من جبهة النصرة والدولة الإسلامية في العراق والشام والكتيبة الخضراء وكتيبة مغاوير بابا عمرو.

وفي حين تتضارب المعلومات حول الأوضاع الميدانية والإنسانية في البلدة بسبب انقطاع الكهرباء والاتصالات مع أهالي البلدة، حيث إن مصدرا كنسيا مسؤولا أكد أن الاشتباكات تدور على أطراف البلدة وفي المراكز التي سيطرت عليها المعارضة مثل: مشفى البلدة وعلى مركز الأمن والبلدية.

ونقلت وسائل إعلام مسيحية عن المصدر قوله، إن «مقاتلي المعارضة بدأوا ينتشرون في البلدة ويتنقلون من شارع إلى آخر ويمنعون المواطنين من الخروج من منازلهم». وطالب المصدر «طرفي النزاع التزام الحكمة والتريث»، كاشفا عن «تجهيز مستشفى ميداني لمواجهة أي أخطار مفاجئة».

وتكتسب بلدة صدد بريف حمص أهمية استراتيجية بالنسبة لطرفي النزاع، بحكم موقعها الجغرافي على طريق منطقة القلمون بريف دمشق التي تتحضر القوات النظامية مدعومة بمقاتلي من حزب الله اللبناني لاستعادتها من قوات المعارضة.