أفراح مبكرة في رام الله وغزة بانتظار الإفراج عن دفعة أخرى من الأسرى

إسرائيل تطلق 26 أسيرا أقدمهم معتقل منذ 1984

TT

لم تتوقف الحاجة أمونة عبد ربه (76 عاما) عن شكر الله الذي أمد في عمرها، كي تحتضن ابنها الأسير عيسى عبد ربه الذي يفترض أن تفرج إسرائيل عنه في وقت مبكر من فجر الأربعاء، مع 25 أسيرا من رفاقه القدامى المعتقلين قبل اتفاق أوسلو.

وقالت الحاجة أمونة لزوارها فجر أمس بعد قليل من إعلان إسرائيل قائمة الأسرى المنوي الإفراج عنهم، «الحمد لله أني لسه عايشه حتى أضم عيسى إلى صدري».

وعيسى معتقل في السجون الإسرائيلية منذ عام 1984، وهو أحد عمداء الأسرى الفلسطينيين لدى إسرائيل.

ومنذ ذلك الوقت والحاجة أمونة «تربي الأمل» بانتظار الإفراج عن ابنها، وكان هذا الأمل يرتفع مع كل صفقة تبادل أسرى، لكن دون جدوى.

وكانت تخشى أمونة أن تتوفى من دون معانقة ابنها، لكن هذا الحلم يبدو قريب المنال هذه المرة. وتجلس أمونه أمام منزلها منذ الأمس بانتظار ولدها، يجافيها النوم.

وعمت الأفراح منزل عبد ربه مبكرا، وارتفعت صوره عاليا مع بث أناشيد وطنية وإطلاق زغاريد بين الفينة والأخرى من زوار والدته الكثر.

وتكرر هذا المشهد في كل بيت سيستقبل محررا جديدا. إذ زرعت الورود على عتبة باب الأسير أسرار سمرين في رام الله ابتهاجا بالإفراج القريب عنه.

ومن المقرر أن تفرج إسرائيل الثلاثاء عن الأسرى، لكن إجراءات إدارة مصلحة السجون المتبعة عادة في قضية الإفراج قد تؤخر وصولهم إلى رام الله وغزة حتى فجر الأربعاء.

وتتعمد إسرائيل إخراج الأسرى في منتصف الليل عادة لمنع الفلسطينيين من الاحتفال بـ«الانتصار».

وفي منتصف أغسطس (آب) الماضي، وصل 26 أسيرا إلى مقر المقاطعة في رام الله الساعة الثانية فجرا، وبعد ذلك بقليل وصلوا إلى غزة.

ومع الإفراج المرتقب عن 26 أسيرا آخر، يتبقى 52 أسيرا من أصل 104 معتقلين منذ قبل أوسلو عام 1993، ويفترض أن يفرج عنهم في دفعتين لاحقتين، بحسب اتفاق فلسطيني - إسرائيلي برعاية أميركية.

وسيذهب 21 من الأسرى إلى منازلهم في الضفة الغربية، وخمسة إلى منازلهم في قطاع غزة.

وتعهد الرئيس الفلسطيني محمود عباس (أبو مازن) أمس بالإفراج عن جميع الأسرى. وقال في تصريح مقتضب على صفحته على «فيس بوك»: «لن يهدأ لنا بال حتى يكونوا بيننا جميعا إن شاء الله. وها نحن نرى كوكبة منهم الآن، والآتي إن شاء الله قريب وقريب جدا».

وبدأت إدارة مصلحة السجون بتجميع الأسرى المقرر الإفراج عنهم في سجون منفصلة. وسينقلون إلى سجن عوفر غدا، ومن ثم إلى مقر الرئاسة في رام الله، على أن تنطلق حافلة أخرى إلى غزة عبر معبر إيريز.

وقال وزير شؤون الأسرى عيسى قراقع، إن «الرئيس عباس سيستقبل الأسرى في مقر الرئاسة في رام الله».

وفيما ملأت الأفراح الجانب الفلسطيني، تعمقت الخلافات داخل إسرائيل بين الوزراء والأحزاب المشاركة في الحكومة بشأن إطلاق الأسرى، وسط رفض اليمين الإسرائيلي للعملية برمتها.

وهاجمت وزيرة القضاء الإسرائيلي، ومسؤولة ملف مفاوضات السلام مع الفلسطينيين، تسيبي ليفني، حزب «البيت اليهودي» الذي يرأسه وزير الاقتصاد نفتالي بينت، واتهمت الحزب بالنفاق السياسي، قائلة إن «النفاق وتشويه الحقائق ومحاولة التنصل من المسؤولية غير مجد».