القوات النظامية تستعيد بلدة صدد المسيحية.. ومقتل تركي بقذيفة سورية

كتائب مقاتلة تعلن إنشاء تنظيم «جيش الملحمة الكبرى»

TT

استعادت القوات النظامية بلدة صدد المسيحية التاريخية في محافظة حمص بعدما دخلها مقاتلون معارضون بينهم جهاديون في الأيام الماضية، في سعيهم للسيطرة على مخازن أسلحة قريبة منها.

وفي حين استمرت المعارك العسكرية والقصف على معظم المناطق السورية، موقعة المزيد من الضحايا، أعلنت تشكيلات سورية مسلحة في دمشق وريفها اندماجها ضمن تنظيم موحد يحمل اسم «جيش الملحمة الكبرى»، مؤكدة عزمها «مواصلة القتال حتى إسقاط النظام السوري وإقامة «دولة الحق والعدل» مع أداء قسم الالتزام بـ«شرع الله».

ونقلت وكالة الأنباء الرسمية السورية (سانا) عن مصدر مسؤول قوله إن «قواتنا الباسلة أعادت الأمن والاستقرار إلى بلدة صدد في ريف حمص». وكان المقاتلون المعارضون دخلوا مطلع الأسبوع الماضي أجزاء واسعة من صدد، بهدف التقدم نحو بلدة مهين السنية القريبة منها، في محاولة للسيطرة على مخازن أسلحة فيها، تعتبر الأكبر في المنطقة، «إلا أن القوات النظامية تصدت لهم واستعادت الجزء الأكبر من المناطق التي انتشروا فيها».

من جهته، أوضح المرصد السوري لحقوق الإنسان أن «القوات النظامية سيطرت على صدد بعد انسحاب المقاتلين منها في اتجاه مهين»، حيث بقيت الاشتباكات مستمرة.

وكان المرصد أفاد السبت بمقتل مائة عنصر من القوات النظامية وعشرات المقاتلين المعارضين (جهاديون وغيرهم) في المعركة التي بدأها مقاتلو المعارضة الاثنين الماضي للسيطرة على مخازن أسلحة في مهين. وتشارك في المعركة «جبهة النصرة» والدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش) و«الكتيبة الخضراء» التي تعرف باسم «كتيبة الاستشهاديين» و«كتيبة مغاوير بابا عمرو» وغيرها، بحسب المرصد.

وتعتبر صدد بلدة تاريخية قديمة وتعود للألف الثاني قبل الميلاد، وتقع على الطريق بين مهين ومنطقة القلمون في ريف دمشق، الخاضعة لسيطرة المعارضة المسلحة على معظمها.

ويقيم ما يقارب ستة آلاف مسيحي في صدد، إضافة إلى عدد كبير من السوريين الذين نزحوا إليها من أحياء مدينة حمص وخصوصا أحياء الحميدية وجورة الشياح وبستان الديوان والخالدية وكرم شمشم وغيرها. ورفض أهالي البلدة عروضا متكررة من النظام بتسليحهم، إلى جانب رفضهم تشكيل لجان شعبية، مؤكدين «أنهم يرتبطون بعلاقات وطنية وطيدة مع جميع البلدات والقرى المجاورة»، وفق ما ذكرته «الشبكة الآشورية لحقوق الإنسان».

وفي محافظة الرقة، أحرق عدد من المسلحين الملثمين مساء أول من أمس كنيسة الاستقلال في مدينة تل أبيض في ريف الرقة، بعد نهب محتويات الكنيسة بالكامل. ورفع الملثمون لافتة بيضاء فوق الكنيسة كتب عليها «لواء الحمزة». ووفق شهود عيان في المدينة، فإن النيران لم تنطفئ طوال الليل في الكنيسة، بينما لفت آخرون إلى أن شكوكا تسري بين الأهالي بأن تنظيم «دولة الإسلام في العراق والشام» هو المسؤول الأساس عن هذه العملية، خصوصا بعد تدمير كنيستين في الرقة منذ أكثر من شهر.

وعلى الحدود التركية السورية، قتل رجل وجرحت ابنته أمس، في جنوب شرق تركيا بقذيفة هاون، أطلقت من سوريا، على ما أفادت الأجهزة الطبية. وأفادت وسائل إعلام تركية بمقتل إدريس أكغول بقذيفة سقطت على منزله في جيلان بينار الحدودية مع مدينة رأس العين السورية، حيث تدور معارك بين مقاتلين أكراد ومعارضين إسلاميين. وبهذا الحادث، يرتفع عدد القتلى الأتراك في هذه البلدة منذ الصيف الماضي إلى خمسة. وأغلقت المدارس في الجانب التركي من الحدود أبوابها لأسباب أمنية. ونقلت تقارير إعلامية أن عشرين مقاتلة تركية من طراز إف16 شوهدت تقلع من قاعدة ديار بكر وتعبر الحدود السورية بعد الحادث. ويرد الجيش التركي تلقائيا على كل قذيفة تسقط على أراضيه.

وفي غضون ذلك، بثت مواقع معارضة أمس تسجيلا أعلنت خلاله تشكيلات سورية مسلحة إنشاء تنظيم عسكري يحمل اسم «جيش الملحة الكبرى». وظهر في الفيديو قيادي في صفوف إحدى تلك التشكيلات وهو يقول: «تلبية لدماء شهدائنا وبراءة أطفالنا ودموع ثكلانا وتشريد أهالينا، نعلن نحن الألوية والكتائب العاملة في سوريا اندماجنا في (جيش الملحمة الكبرى) والعمل بيد واحدة ضد الظلم والظالمين، ونعاهد الله ربنا بأننا سنكون الجسد الواحد الذي يسقط نظام الأسد الغاشم، وندعو جميع إخواننا في سوريا إلى الالتحاق بركبنا والله ولي الأمر والتوفيق».

وبحسب ناشطين، فإن من بين أبرز المجموعات الموقعة على بيان تشكيل «جيش الملحمة الكبرى» الذي يأتي بعد إعلان تشكيل «جيش الإسلام» هي: «لواء معاوية بن أبي سفيان»، و«لواء السيف الدمشقي»، و«لواء الفيحاء»، و«لواء الأمن الأول»، و«لواء أسود الغوطة»، و«لواء الفجر»، و«لواء رجال الشام»، و«لواء العدل الأمني»، و«مغاوير سوريا ثوار الغوطة»، و«لواء عمر المختار».