مدير المخابرات العسكرية الروسية يصل للقاهرة لبحث التعاون العسكري والأمني مع مصر

الرئاسة تواصل انتقادها موقف وسائل إعلام غربية من «ثورة 30 يونيو»

TT

قالت مصادر أمنية مصرية إن مدير المخابرات العسكرية الروسية، الجنرال فيكسلاف كوندراسكو، الذي وصل القاهرة أمس، سيبحث التعاون العسكري والأمني مع مصر، لكنها أكدت أن «هذا لا يعني التخلي عن العلاقات الوثيقة مع الدول الغربية». وتأتي زيارة الجنرال الروسي بعد ساعات من عودة وفد شعبي مصري من موسكو بانطباع إيجابي عن إمكانية تطوير العلاقات بين البلدين خلال المرحلة المقبلة، قد تتخللها زيارات لكبار المسؤولين الروس للقاهرة، بينما واصلت الرئاسة المصرية انتقاداتها موقف وسائل إعلام غربية من «ثورة 30 يونيو» (حزيران) الماضي.

ووصل كوندراسكو قادما من موسكو على رأس وفد عسكري وأمني في زيارة لافتة لمصر تستغرق عدة أيام، وقالت مصادر في مطار القاهرة الدولي إنه سيلتقي عددا من القيادات المصرية العسكرية والأمنية لبحث سبل دعم علاقات التعاون بين البلدين في مجالات التدريب والتسليح وتبادل المعلومات.

ويلتقي مدير المخابرات العسكرية الروسي الفريق أول عبد الفتاح السيسي وزير الدفاع والإنتاج الحربي، والفريق صدقي صبحي، رئيس هيئة أركان حرب القوات المسلحة، ومدير المخابرات الحربية. وقالت مصادر أمنية مصرية إن زيارة المسؤول الروسي لها أبعاد استراتيجية، وإن مباحثات في القاهرة تتناول زيادة التعاون العسكري والاستخباراتي الروسي مع مصر.

وتعرضت مصر لضغوط غربية عقب الإطاحة بالرئيس السابق محمد مرسي، مما وضع تكهنات بشأن فتح أبواب جديدة للعلاقات الدولية في مرحلة دقيقة يشهدها العالم، خاصة الموقف من الملف الإيراني والحرب في سوريا وتدهور الأوضاع الأمنية في ليبيا المجاورة لمصر. ومنذ تولي القادة الجدد الحكم في القاهرة، وأمام فتور العلاقات مع الدول الغربية خاصة الولايات المتحدة، تقول مصر إنها تنتهج سياسة «تنويع الخيارات في العلاقات الخارجية حفاظا على سيادة القرار المصري»، إلا أن المسؤولين المصريين يقولون إن هذا «لا يعني التخلي عن العلاقات الوثيقة والمستمرة مع الدول الغربية».

وزار نبيل فهمي، وزير الخارجية المصري، روسيا منتصف الشهر الماضي، والتقى عددا من المسؤولين الروس، بحث معهم العلاقات الثنائية بين البلدين، وعودة الرحلات السياحية الروسية لمنتجعات البحر الأحمر وزيادة التعاون التجاري، خاصة فيما يتعلق باستيراد القمح. وأشار مصدر في الحكومة المصرية إلى أن القاهرة تسعى منذ أكثر من شهر لإقناع موسكو بفتح باب السياحة وتنمية التجارة بين البلدين، مشيرا إلى وصول نحو 60 ألف طن من القمح الروسي مطلع هذا الأسبوع.

ومنذ تلويح الولايات المتحدة بتقليص المساعدات العسكرية والاقتصادية السنوية التي تقدمها لمصر منذ أكثر من ثلاثين سنة، بسبب الإطاحة بمرسي، وتبلغ قيمتها نحو 1.55 مليار دولار، أعلنت القاهرة عن اتباع سياسة مع العالم الخارجي «لا تعتمد على طرف واحد».

وقال مسؤول في الحكومة الانتقالية المصرية إن إحياء العلاقة التاريخية مع الجانب الروسي، لا يقصد منه اتجاه القاهرة لاستبدال طرف دولي بطرف دولي آخر. لكن ومنذ سبتمبر (أيلول) الماضي فتحت الحكومة، برئاسة رئيس الوزراء الدكتور حازم الببلاوي، ملفات تخص علاقات التعاون والتشاور مع روسيا بشأن عملية السلام في منطقة الشرق الأوسط والوضع السوري والأوضاع في القارة الأفريقية، وقضايا إقليمية أخرى، من بينها تطورات القضية الإيرانية مع المجتمع الدولي.

وأبدى الوفد الشعبي المصري الذي اختتم زيارته روسيا ورجع إلى القاهرة تباعا حتى الليلة قبل الماضية، ارتياحا للزيارة. وأمضى الوفد المصري، الذي شمل سياسيين وفنانين وأدباء، ثلاثة أيام في موسكو، التقى خلالها مسؤولين في البرلمان الروسي والمبعوث الروسي لمنطقة الشرق الأوسط، ميخائيل بوغدانوف. وكشف أعضاء من الوفد الشعبي المصري الذي عاد من موسكو الليلة قبل الماضية، عن أن وزير الخارجية الروسي سيزور مصر الشهر المقبل.

وبعد أسابيع من اتهامها وسائل إعلام غربية بتبني وجهة نظر تصف الإطاحة بمرسي بأنها «انقلاب»، انتقدت الرئاسة المصرية أمس صحيفة «الغارديان البريطانية» واتهمها المتحدث الإعلامي باسم الرئاسة، أحمد المسلماني، بتبني وجهة نظر ما سماه «الثورة المضادة».