الصدر يحرم المصادمات مع «العصائب» وينتقد سعي المالكي لولاية ثالثة

قيادي صدري: التمديد لرئيس الوزراء سيكرس رسميا الديكتاتورية

مقتدى الصدر
TT

حرم مقتدى الصدر، زعيم التيار الصدري، ما سماه «المصادمات والمشاحنات» بين أتباعه وجماعة «عصائب أهل الحق»، متهما الأخيرة بالحصول على «دعم قانوني»، في إشارة إلى ما يشار عن احتضانها من قبل زعيم ائتلاف دولة القانون ورئيس الوزراء نوري المالكي.

وقال الصدر في بيان له ردا على سؤال من أحد أتباعه بشأن وقوع اشتباك بين مجموعة من أبناء الخط الصدري و«العصائب» في منطقة سبع البور، شمال بغداد، إن «جميع تلك المشاحنات والمصادمات محرمة وممنوعة، وإن كان الطرف الآخر، في إشارة إلى (العصائب)، لا يتوانى عن فعل ذلك وبدعم قانوني». وخاطب الصدر أتباعه قائلا «لا تكونوا مثلهم، وخذوا حقكم تحت طائلة الأخلاق والمنطق»، مهددا بـ«إعلان البراءة من الجميع حال خالفوا ذلك».

وكانت اشتباكات قد وقعت بين مجموعة من جيش المهدي التابع للتيار الصدري و«عصائب أهل الحق» بزعامة قيس الخزعلي، المنشق أصلا عن التيار الصدري، أدت إلى مقتل أحد أتباع العصائب. وحاولت العشائر حل القضية، لكن العصائب رفعت دعوى قضائية ضد 17 من أفراد الخط الصدري، منهم من ألقي القبض عليه، ومنهم من سلم نفسه، وهجرت عائلاتهم من المنطقة.

لكن الناطق الرسمي باسم العصائب أحمد الأسدي، نفى في تصريح لـ«الشرق الأوسط» وجود «مشاحنات أو مصادمات بين حركة أهل الحق والتيار الصدري، لا في منطقة سبع البور ولا غيرها»، مشيرا إلى أن «هناك حالة اعتداء وقعت منذ أكثر من شهر على أحد أتباع حركتنا هناك أدت إلى وفاته، وقد تم حل الموضوع بالطرق العشائرية ولم يحصل أي شيء عدا ذلك خلال الفترة الأخيرة».

من جانبه، أكد عضو البرلمان العراقي عن كتلة الأحرار التابعة للتيار الصدري محمد رضا الخفاجي، في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، أن «السيد مقتدى الصدر وبخلاف كل قادة الأحزاب والقوى الأخرى لا يتساهل مع أتباعه، لأن ما يهمه هو رضا الله ثم الشعب وليس المصالح الدنيوية أو الأصوات الانتخابية مثلما تفعل قوى وأحزاب أخرى تبرر لأتباعها كل ما تفعله بل وتدافع عنهم بالباطل في كثير من الأحيان». وأضاف الخفاجي أن «الصدريين وطنيون أولا يريدون مصلحة الوطن والمواطن، وإنهم يعملون على تقديم المصلحة العامة على المصالح الخاصة، وبالتالي فإن ما يقوم به السيد الصدر من إجراءات صارمة وانتقادات تصل حد التبرؤ هو من أجل أن يبقى التيار الصدري محافظا على هويته وروحه الشبابية، إذ إن الإيمان بمبادئ الخط الصدري هو ما يحكم العلاقة بين أفراده وليس المكاسب مما يلهث وراءه الآخرون». وأشار إلى أن «المواقف الصارمة التي يتخذها الصدر حيال أي قضية تعرض عليه من هذا النوع وغيره تعطي الدليل على أنه ليس مستعدا للتهاون حتى فيما يبدو بسيطا أو عاديا، وهذه هي إحدى سمات التيار الصدري وسر ديمومته لأنه حركة تنظر إلى المستقبل، ولذلك فإن كل محبي الصدر هم من الشباب».

على صعيد آخر، أبدى الصدر اعتراضا على نية رئيس الوزراء نوري المالكي الترشح لولاية ثالثة. وقال بيان مقتضب صدر عن مكتب الصدر قوله «أعوذ بالله من نفس لا تشبع.. فإن النفس أمارة بالسوء إلا ما رحم ربي». وفي هذا السياق أكد الخفاجي أن «البرلمان كان قد وضع قانونا لتحديد مدة رئاسة الوزراء بولايتين لكن الإخوة في ائتلاف دولة القانون طعنوا في القانون أمام المحكمة الاتحادية التي نقضته لأن هذه المحكمة بدأت تعمل أداة بيد الحكومة والحزب الحاكم (في إشارة إلى حزب الدعوة الذي يتزعمه المالكي)، إذ إن هذه المحكمة فتحت الباب أمام المالكي ربما لأكثر من ولاية ثالثة». وأشار إلى «اننا نرى أن التجديد للمالكي لولاية ثالثة إنما هو تكريس رسمي للديكتاتورية على الرغم من كل الفشل الذي عانيناه طوال السنوات الماضية».