إحالة 58 سودانيا للمحاكمة لدورهم في الاحتجاجات والبشير يتعهد بالعمل مع كير لتحديد مستقبل أبيي

المتحدث باسم لجنة الاستفتاء لـ «الشرق الأوسط»: ستغلق المراكز اليوم.. وعملية الفرز تبدأ مباشرة

TT

بينما قال الرئيس السوداني عمر البشير إن 58 شخصا سيحالون إلى المحاكمة لدورهم المزعوم في الاحتجاجات العنيفة ضد الحكومة الشهر الماضي، وعد بالعمل مع نظيره رئيس الجنوب السوداني سلفا كير ميارديت لتحديد مستقبل منطقة أبيي المتنازع عليها حيث يجرى منذ الأحد استفتاء غير معترف به رسميا.

وأوضح البشير، في كلمة له خلال افتتاح الدورة الجديدة للبرلمان بثها التلفزيون الرسمي، أن تحقيقا في أحداث الاحتجاجات أظهر ضلوع 58 شخصا في أعمال «التخريب والقتل»، متهما بعض المتظاهرين بالرغبة في استخدام «القرارات الاقتصادية الأخيرة» كذريعة للإطاحة بالحكومة، بحسب ما نقلته وكالة الأسوشيتد برس الأميركية أمس.

وتحولت احتجاجات على قرار حكومي برفع الدعم عن المحروقات، بدأت في 22 سبتمبر (أيلول) الماضي، إلى مطالبات واسعة بإسقاط النظام السوداني بقيادة البشير. وأطلقت قوات الأمن النار في بعض الحالات على المتظاهرين، وأشارت تقارير إلى سقوط ما لا يقل عن 50 قتيلا، إضافة إلى اعتقال المئات.

وقال البشير أمس إن الشخصيات التي ذكرها «سعت للتحريض وحمل الناس على الانضمام المظاهرات»، وقامت بتعبئة «الجماعات الإجرامية، التي ارتكبت التخريب والنهب والقتل».

ويأتي خطاب البشير بعد أيام فقط من انشقاق مجموعة من مسؤولي حزبه الحاكم، بينهم مستشاره السابق غازي صلاح الدين العتباني، الذي أعلن أنه سيشكل حزبا جديدا. وذلك بعد إدانة الأخير لحملة القمع التي شنتها حكومة البشير ضد المتظاهرين.

من جهة أخرى، قال البشير، في أول حديث له بعد بدء عملية الاستفتاء غير الرسمي في أبيي من قبل عشائر «دينكا نقوك»، إنه سيواصل عمله في التعاون مع نظيره سلفا كير رئيس دولة الجنوب للوصول لحل نهائي لقضية أبيي، لكنه لم يتطرق إلى ما يجري من استفتاء غير رسمي بدأ أول من أمس وينتهي اليوم لتحديد مصير المنطقة بين الانضمام إلى الخرطوم أو جوبا.

وقد نظمت الاستفتاء من جانب واحد قبيلة دينكا نقوك المستقرة في أبيي والمتفرعة من إثنية الدينكا التي تشكل الأكثرية في جنوب السودان، فيما رفضت قبيلة المسيرية الاستفتاء وهي قبيلة ذات أصول عربية التي تتنقل بين السودان وأبيي وإلى داخل جنوب السودان بمواشيها، وتقف إلى جانب البقاء مع دولة السودان.

من جهته، قال المتحدث باسم اللجنة القومية لدعم استفتاء أبيي اتيم سايمون لـ«الشرق الأوسط» إن مراكز الاقتراع ستغلق أبوابها مساء اليوم لتبدأ عملية فرز الأصوات للاستفتاء - الذي جرى على مدار ثلاثة أيام. وأضاف أن مفوضية الاستفتاء ستقوم بعمل تنوير لأجهزة الإعلام توضح فترة عمل الاقتراع وبدء عملية فرز الأصوات، مشيرا إلى أن عملية التصويت شهدت إقبالا ناهز الـ80% من الذين سجلوا أسماءهم، والبالغ عددهم أكثر من 60 ألف مواطن من عشائر دينكا نقوك التسع والسكان المقيمين في أبيي.

وأوضح سايمون أن فريقا من المراقبين زار مراكز الاقتراع في شمال وجنوب المنطقة يوم أمس للوقوف على سير عملية الاقتراع، وقال إنه «كان هناك عدد مقدر من الأجانب، وهم من منظمات دولية مثلوا فريق المراقبين الدوليين، إلى جانب منظمات محلية مثل شباب جنوب السودان ومركز دكتور جون قرنق للاستنارة واللجنة القومية لدعم استفتاء أبيي».