الإبراهيمي يلتقي الأسد اليوم.. والمعلم يعلن أن للشعب حقا حصريا في اختيار قيادته

دمشق تشترط حوارا سوريا بقيادة سورية في «جنيف 2»

المبعوث الدولي إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي ووزير الخارجية السوري وليد المعلم لدى لقائهما في دمشق أمس (أ.ب)
TT

أبلغت دمشق على لسان وزير خارجيتها وليد المعلم، أمس، شروط مشاركتها في مؤتمر «جنيف 2» إلى المبعوث العربي والدولي الأخضر الإبراهيمي ، مشترطة أن يكون الحوار في جنيف «بين السوريين وبقيادة سورية». وشدد المعلم على أن سوريا «ستشارك في هذا المؤتمر انطلاقا من حق الشعب السوري الحصري في رسم مستقبله السياسي واختيار قيادته ورفض أي شكل من أشكال التدخل الخارجي». وتابع الإبراهيمي لقاءاته في دمشق أمس، في إطار جولة تشمل دولا عدة تمهيدا لتهيئة الأجواء لانعقاد مؤتمر «جنيف 2» الشهر المقبل، فاجتمع أمس بوزير الخارجية السوري وممثلين عما يعرف بمعارضة الداخل، بينما من المتوقع أن يلتقي اليوم الرئيس السوري بشار الأسد.

ويأتي اللقاء المرتقب اليوم بين الإبراهيمي والأسد، بعد لقاء مماثل قبل نحو عام (ديسمبر/ كانون الأول، الماضي) انتهى بتوتر، إثر تمني الإبراهيمي على الأسد عدم الترشح لولاية رئاسية جديدة. واستبق الإبراهيمي لقاءه الأسد اليوم بالتراجع، وفق وكالة «سانا»، عن تصريحات أدلى بها لمجلة فرنسية قبل يومين، قال فيها إنه من الممكن أن «يسهم الأسد في المرحلة الانتقالية من دون أن يقودها بنفسه».

وعرض الإبراهيمي خلال لقاءاته أمس الجهود المبذولة لعقد المؤتمر الدولي في جنيف، فشدد وزير الخارجية السوري على «رفض كل التصريحات والبيانات التي صدرت بعناوين ومسميات مختلفة بما فيها بيان لندن حول مستقبل سوريا باعتبارها اعتداء على حق الشعب السوري واستباقا لنتائج حوار بين السوريين لم يبدأ بعد». وأفادت وكالة «سانا» بأن «وجهات النظر كانت متفقة حول أهمية وقف العنف والإرهاب واحترام سيادة سوريا ووحدة أراضيها»، لافتة إلى أن «الإبراهيمي شرح نتائج جولته في المنطقة والجهود الهادفة لعقد مؤتمر جنيف».

من ناحيته، اعتبر وزير الدولة لشؤون المصالحة الوطنية السوري علي حيدر، بعد لقائه الإبراهيمي بصفته أحد أعضاء «الائتلاف السوري لقوى التغيير»، الذي يضم عددا من الأحزاب المعارضة في الداخل والممثلة في الحكومة، أن «هناك حاجة للذهاب إلى فرز حقيقي لمعنى المعارضة والموالاة ووطني وغير وطني». وشدد على أن «من يضع شروطا مسبقة لا يريد الذهاب إلى عملية سياسية»، في إشارة إلى اشتراط الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية أن يتمحور أي حوار حول حصول عملية انتقالية ديمقراطية في سوريا.

وعن تصريحات الإبراهيمي بوجوب مشاركة المعارضة بوفد موحد في جنيف، قال حيدر «لا يمكن توحيد المعارضة، ومن دون شك لن نذهب تحت مظلة الائتلاف، لأننا نختلف اختلافا جذريا في الطرح»، واصفا فكرة توحيد المعارضة بـ«الخيالية». وختم بالقول «لن نذهب تحت مظلة الائتلاف حتى لو لزم ألا نشارك في جنيف».

وأعلنت وكالة «سانا» أن الإبراهيمي نفى ما نقلته عنه بعض الصحف العربية والأجنبية عن المرحلة الانتقالية نحو سوريا الجديدة، وأكد في تصريح عقب لقائه عددا من أطياف المعارضة في فندق الـ«شيراتون» بدمشق أن ما نسب إليه «غير دقيق على الإطلاق». وأكد الإبراهيمي أنه يزور دمشق «في إطار التحضير لمؤتمر (جنيف 2)»، وهذا المؤتمر الحكومة السورية «طرف أساسي فيه». وتابع «الكلام الذي قلته هو أن الحضور إلى جنيف يتم من دون شروط مسبقة، وأن جنيف مبني على أن الأطراف السورية هي التي ستحدد المستقبل، وهذا هو الكلام الذي قلته ولا أتراجع عنه».

وكانت مجلة «جون أفريك» الفرنسية نقلت الاثنين عن الإبراهيمي قوله إنه «يمكن للأسد أن يسهم بشكل مفيد في الانتقال بين سوريا الماضي، وهي سوريا والده وسورياه، وما أسميه الجمهورية السورية الجديدة»، محذرا من أن «الخطر الحقيقي هو في تدهور الوضع في سوريا إلى شكل من أشكال (الصوملة)، ولكن بصيغة أعمق وأطول أمدا مما شهدناه في الصومال».

ومن بيروت، شدد المنسق الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في لبنان ديريك بلامبلي على أن «الإبراهيمي موجود حاليا في دمشق، ونتمنى له النجاح في محادثاته، وسيعود عن طريق لبنان». وقال بعد لقائه رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبنانية نجيب ميقاتي، إن «مكتب الإبراهيمي هو الذي سيعلن عن تفاصيل الزيارة المقبلة إلى بيروت في الوقت المناسب».

وفي سياق متصل، نفت مصادر الرئيس ميقاتي لـ«الشرق الأوسط» أن يكون لبنان قد أبلغ رسميا بموعد وصول الإبراهيمي إلى بيروت آتيا من دمشق. وأوضحت أنه لا مواعيد مع الإبراهيمي مدرجة حتى اللحظة على جدول أعمال الرؤساء، مكتفية بالإشارة إلى أن المعطيات المتوافرة تستبعد وصوله قبل يومين على الأقل.