المعارضة السورية تسعى لتأمين الغطاء العربي لمطالبها قبل «جنيف 2»

الائتلاف: الإبراهيمي تجاوز دوره بكلامه عن مساهمة الأسد في المرحلة الانتقالية

TT

تسعى المعارضة السورية عبر مشاركتها في اجتماع وزراء الخارجية العرب، المرتقب عقده في مقر الجامعة العربية بالقاهرة الأحد المقبل، إلى انتزاع موقف عربي مشابه للموقف الذي حصلت عليه خلال اجتماع «لندن 11»، حيث أكدت الدول الأساسية الصديقة للشعب السوري أنه «لا مستقبل للرئيس السوري بشار الأسد في حكم سوريا».

ويتزامن تسارع مواقف المعنيين بشأن المشاركة في مؤتمر «جنيف 2» مع تصريحات لمجلة فرنسية أدلى بها المبعوث الدولي والعربي إلى دمشق الأخضر الإبراهيمي، متحدثا عن «إمكانية مساهمة الرئيس السوري بشار الأسد في المرحلة الانتقالية من دون أن يقودها».

ورغم نفي الإبراهيمي هذه التصريحات، وفق ما أعلنته وكالة «سانا» أمس، فإن المعارضة السورية تصر على التحصن بموقف عربي يدعم مطالبها في مؤتمر «جنيف 2»، في ظل عدم وضوح الموقف الأميركي بخصوص تنحي الأسد وإعلان وزير المصالحة الوطنية في الحكومة السورية أمس، علي حيدر، أن «واشنطن تفكر جديا في فتح قنوات مع النظام في سوريا».

ويعقد وزراء الخارجية العرب اجتماعا في القاهرة الأحد المقبل لمناقشة آخر التطورات المتعلقة بالأزمة السورية ونتائج جولة الإبراهيمي وترتيبات عقد مؤتمر «جنيف 2». ومن المقرر أن يرأس وفد «الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية» إلى الاجتماع رئيسه أحمد الجربا، إلى جانب عدد من أعضاء الهيئة السياسية.

وقال عضو الائتلاف المعارض أحمد رمضان لـ«الشرق الأوسط»، أمس، إن الجربا سيركز في كلمته على المنطلقات التي وضعها «الائتلاف الوطني» المعارض بخصوص انتقال السلطة بعد تنحي الأسد، نافيا أن تكون المعارضة السورية وراء الدعوة لعقد هذا الاجتماع، على خلفية إشارة مصدر دبلوماسي عربي في القاهرة، رفض الكشف عن هويته، إلى أن «الاجتماع جاء بناء على طلب من المعارضة السورية للحصول على غطاء عربي بشأن مؤتمر (جنيف 2)».

وفي حين أكد رمضان أن «المعارضة لن تطرح مسألة تنحي الإبراهيمي في اجتماع القاهرة»، أشار إلى «وجود احتجاجات لدى بعض أعضاء الائتلاف و(المجلس الوطني) حول طبيعة دور الإبراهيمي ووجوب تحديده بصورة واضحة»، منتقدا بشدة تصريحات الأخير بشأن مشاركة الأسد في المرحلة الانتقالية. وقال إن «هذا الكلام غير مقبول ويتجاوز حدود المسؤولية التي أنيطت به».

من ناحيته، رأى عضو «المجلس الوطني السوري» والائتلاف المعارض هشام مروة في تصريحات الإبراهيمي «امتداحا لأحد طرفي النزاع»، في إشارة إلى النظام السوري. وأكد لـ«الشرق الأوسط» أن «الإبراهيمي لم يعد محايدا، لأنه حين يمدح طرفا ما فإنه يسيء إلى الطرف الثاني».

ولفت مروة إلى أن هذه التصريحات «استكمال للمكافآت التي تقدم للنظام السوري بعد تسليمه السلاح الكيماوي»، مطالبا بضرورة «مناقشة دور الإبراهيمي والبحث عن وسيط أكثر حيادية ونزاهة».

وكان الائتلاف المعارض رد أمس على تصريحات الإبراهيمي الأخيرة حول مشاركة الرئيس السوري في المرحلة الانتقالية، ومشاركة إيران في مؤتمر «جنيف 2»، مؤكدا أن «هذا الكلام يمثل تجاوزا للدور المنوط بالإبراهيمي ومخالفة لموقف الدول الأصدقاء للشعب السوري والمعبر عنه في بيان (لندن 11)».

واعتبر الائتلاف، في بيان صادر عنه أمس، أن «الجميع يدرك، بمن فيهم حلفاء الأسد المقربون، أن نظام الأسد هو أساس المشكلة، ولا يمكن لسبب المشكلة أن يكون جزءا من حلها، خاصة أن كل خطط النظام تركز على إطالة أمد الصراع في محاولة للتمسك بالسلطة حتى الرمق الأخير».

وطالب «حلفاء النظام والإبراهيمي وكل الدول التي تبحث عن طريقة لإنهاء الصراع» بـ«العمل على استغلال الفرصة السانحة وممارسة ضغط جاد وصارم على رأس النظام ودائرة القرار المتحكمة فيه، وإجبارها على الرضوخ لمطالب الشعب السوري المحقة تمهيدا لانعقاد مؤتمر (جنيف 2) وتحقيق تطلعات الشعب السوري».

من جهة أخرى، قلل هشام مروة في تصريحاته لـ«الشرق الأوسط» من أهمية التصريحات التي أدلى بها وزير المصالحة الوطنية في الحكومة السورية، علي حيدر، حول إمكانية فتح قنوات بين الأميركيين والنظام السوري، مشيرا إلى أن «القنوات الدبلوماسية غالبا ما تظل تعمل في أوقات الحروب بين الدول المتخاصمة، وهذا لا يعني شيئا على الصعيد السياسي».

ورجح مروة أن «يكون وراء تصريحات حيدر رسالة إلى المعارضة السورية بأن أصدقاءكم غير صادقين معكم فلا ترفعوا سقف مطالبكم في مؤتمر (جنيف 2)»، مؤكدا أن «الثورة السورية لم تستشر أحدا من الأصدقاء حين انطلقت، ووحده الشعب السوري يحدد سقف مطالبها».