«8 آذار» تؤيد صيغة جنبلاط لتشكيل الحكومة اللبنانية و«المستقبل» ينتقد خطاب نصر الله

الكتائب: الصيغ العددية تفاصيل إذا ما التزمت الوزارة الجديدة بإعلان بعبدا

TT

انضمت قوى 8 آذار إلى رئيس جبهة النضال الوطني النائب وليد جنبلاط بتأييدها الصيغة الحكومية التي طرحها لتشكيل الحكومة، في مقابل رفض تيار المستقبل الذي اعتبر أن حزب الله «المعطل الحقيقي»، كونه «يضع الشروط التعجيزية وغير الدستورية أمام التشكيل».

وأعلن حزب الله صراحة، على لسان أمينه العام السيد حسن نصر الله، تأييده المرحلي لصيغة تسع حقائب وزارية لقوى 14 آذار، وتسع لقوى 8 آذار، وست حقائب للمستقلين، وهي الصيغة التي طرحها النائب جنبلاط قبل أسبوعين في مسعى لإنهاء الشلل الحكومي، لكن نصر الله قرن تأييده لهذه المبادرة بتوقيت محدد، متوجها إلى قوى 14 آذار بالقول: «اغتنموا الفرص لأن الظروف قد تتغير، وما نقبل به اليوم قد لا نقبل به غدا».

وانضم التيار الوطني الحر الذي يرأسه النائب ميشال عون، أمس، إلى حزب الله بتأييد الصيغة، على قاعدة أن الفريق «لن يرضى بأقل من الصيغة التي اقترحها نصر الله». في حين لم تحظَ الصيغة بإجماع لبناني، وكان تيار المستقبل في مقدمة قوى 14 آذار الرافضة لها. ورأى عضو كتلة المستقبل النائب أحمد فتفت، أن نصر الله «تصرّف بصفته المرشد الأعلى للدولة اللبنانية وذلك بتوجيهه تأنيبا مبطنا لرئيس الجمهورية ميشال سليمان، وتوبيخه الواضح لرئيس الحكومة المستقيلة نجيب ميقاتي متجاوزا كل الأعراف والأصول الدستورية اللبنانية ومعتمدا على مجموعة كبيرة من الأضاليل والافتراءات التي طاولت الدول العربية الشقيقة وعددا كبيرا من المسؤولين اللبنانيين».

واعتبر فتفت، في بيان، أن نصر الله «أوضح للرأي العام اللبناني بما لا لبس فيه من هو المعطل الحقيقي ومن يضع الشروط التعجيزية وغير الدستورية أمام التشكيل، وذلك بإصراره على شروطه بمعادلة 9 - 9 - 6 وما رافقها ويرافقها من حقائب وأسماء وبيان وزاري، متعديا على الصلاحية الأساسية لرئيس الجمهورية وعلى صلاحيات الرئيس المكلف».

في هذا الوقت، بقيت عجلة تشكيل الحكومة اللبنانية متوقفة، بانتظار «توافق القوى السياسية على صيغة تشكيل الحكومة». ولم يطرأ أي تغيير على موضوع التأليف الحكومي، منذ طرح جنبلاط صيغته الجديدة. وقالت مصادر الرئيس المكلف تشكيل الحكومة تمام سلام لـ«الشرق الأوسط» إنه «منفتح على نقاش كل الأفكار»، مؤكدة أن سلام «ينتظر توافق القوى السياسية على صيغة حكومية، تتألف الحكومة وفقها». وقوبل انتظار الرئيس سلام بانتقادات من كتلة عون، إذ اعتبر النائب زياد أسود أن أداء الرئيس المكلف «لا يدل على جدية في عملية تأليف الحكومة، وذلك ما أشارت إليه الشعارات التي أطلقها والتي تدل على أن لا ضوء أخضر لتشكيلها». وأكد أسود، في حديث إذاعي، إصرار فريقه على صيغة 9 - 9 - 6، قائلا إن «كل الصيغ التي طرحت لم تحظ بتأييد الفرقاء، لكن فريقنا لن يرضى بأقل من الصيغة التي اقترحها نصر الله»، مشددا على «إننا لن نقبل بأقل من تمثيل حجمنا الطبيعي، والطرف الآخر ليس إيجابيا، وكل ما يفعله هو وضع العراقيل».

ووسط الانتقادات والاتهامات المتبادلة، أكد رئيس حزب الكتائب أمين الجميل، أمس، أن «منطق الشروط والشروط المضادة الذي يشل البلد، يعيق تشكيل حكومة ويشل مجلس النواب». وبينما تعد صيغة توزيع المقاعد، العائق الأبرز أمام تشكيل الحكومة اللبنانية، تنظر أطراف في قوى 14 آذار إلى هذه العوائق على أنها «تفاصيل»، وذلك بعدما تجاوزت الكتل السياسية، إلى حد كبير، مسألة استبعاد حزب الله من الحكومة.

وفي هذا الإطار، انتقد قزي كلام نصر الله عن الأزمة السورية، معتبرا أنه «يؤكد أنه جزء من المحور الإيراني السوري». وأضاف: «حين يبشر قوى 14 آذار أن موازين ليست من مصلحتها بل مصلحته، فإنه يؤكد ما نعرفه عن انحيازه وربط مصالح الدولة بتطورات المنطقة». وقال إن الأمين العام لحزب الله «تحدث وكأن ما حصل في جنيف ونيويورك هو نهاية المطاف، وأنه غير قابل للتعديل علما أن الحرب في سوريا لا تزال في أوجها وهي قابلة للتطورات كثيرة»، معربا عن اعتقاده أنه «من الآن حتى جنيف 2 ستحدث تطورات ميدانية وأمنية ومخابراتية تفاجئ كل الأطراف».