جوبا تدعو المجتمع الدولي إلى اعتبار مجموعة التمرد في جونقلي جماعة إرهابية

إغلاق مراكز الاقتراع في الاستفتاء غير الرسمي في أبيي والنتيجة غدا

TT

انتهت أمس عملية الاقتراع في الاستفتاء غير الرسمي في منطقة أبيي لعشائر قبيلة «دينكا نقوك» للاختيار بين الانضمام إلى الخرطوم أو جوبا، وسيجري إعلان النتيجة النهائية يوم غد الخميس. ويأتي ذلك في وقت دعت فيه دولة جنوب السودان المجتمع الدولي إلى اعتبار متمردي ولاية جونقلي شرقي البلاد بقيادة ديفيد ياو ياو جماعة إرهابية ترتكب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية وتنتهك حقوق الإنسان، بعد أحداث العنف الأخيرة التي شهدتها الولاية المضطربة منذ أكثر من عامين.

وقال المتحدث باسم مفوضية الاستفتاء غير الرسمي في أبيي رومانو جون لـ«الشرق الأوسط» إن مراكز الاقتراع البالغة 29 مركزا أغلقت أبوابها أمس بعد انتهاء عملية التصويت التي بدأت الأحد الماضي، وأضاف أن عمليات الفرز ستبدأ صباح اليوم ليجري إعلان النتيجة يوم غد الخميس، مشيرا إلى أن عملية الاقتراع سارت بشكل ممتاز من النواحي الفنية والأمنية ولم تشهد أي مشكلات.

وقال جون إن نسبة الذين صوتوا في بعض المراكز خاصة في شمال أبيي كانت أكثر من 95%، وكان عدد الذين يحق لهم التسجيل أكثر من 60 ألف ناخب. وأضاف أن 15 جهة محلية وإقليمية ودولية شاركت في مراقبة الاستفتاء وستشارك في عملية فرز الأصوات.

وأوضح جون أن الخطوة التالية بعد إعلان النتيجة هي من مهمة اللجنة السياسية العليا لاستفتاء أبيي برئاسة دينق الور عضو المكتب السياسي لحزب الحركة الشعبية الحاكم في جنوب السودان، وأضاف أن هناك خطة عمل وضعتها اللجنة للتحرك داخل البلاد وفي المحيطين الإقليمي والدولي لإقناع هذه الجهات بنتيجة الاستفتاء. معتبرا صمت عدد من الدول الكبرى وعدم رفضها لسير عملية الاستفتاء في صالح نتيجته، وقال: «يمكن أن نسمع الدول الكبرى التي لم تعترض على خطواتنا، وأن تدخل معنا في النقاش، وسنقنعها بما قمنا به بأنه حق ديمقراطي وإنساني»، مؤكدا أن جوبا لم تنه الإجازات التي منحتها للموظفين وضباط الجيش والشرطة من أبناء أبيي منذ سبتمبر (أيلول) الماضي للمشاركة في التحضيرات اللازمة لإجراء الاستفتاء.

وأشار جون إلى أن «حديث الرئيس السوداني عمر البشير في برلمانه حول أبيي - رغم عدم ذكره لعملية الاستفتاء الجارية - يمكن أن يقرأ بأنه يدخل في مساومات مع جوبا بالاعتراف مستقبلا بنتيجة الاستفتاء، أو أن يرفض النتيجة»، لكنه أضاف: «على كل حال لا يعنينا موقف البشير في حال رفضه الاستفتاء».

وكان الرئيس السوداني عمر البشير قد وعد بالعمل مع نظيره في جنوب السودان، سيلفا كير ميارديت، لتحديد مستقبل منطقة أبيي المتنازع عليها.

إلى ذلك، دعا المتحدث باسم خارجية جنوب السودان ميوين ماكول، في بيان صحافي، المجتمع الدولي إلى اعتبار مجموعة المتمرد ديفيد ياو ياو جماعة إرهابية ارتكبت جرائم حرب وانتهاكات لحقوق الإنسان، إلى جانب الفظائع وترويع المدنيين في ولاية جونقلي.. واصفا عمليات القتل التي شهدتها ثلاث قرى بولاية جونقلي، والتي أحرقت بالكامل الأسبوع الماضي، بـ«المذبحة»، حيث قتل أكثر من 80 شخصا بينهم نساء وأطفال، وأصيب 88 آخرون بجراح بعضهم خطيرة.

وشدد البيان على أن الحكومة ماضية في جهودها الرامية لتحقيق السلام في الولاية مع تقديم المتورطين في هذه الأحداث إلى المحاكمات، كما دعا البيان بعثة الأمم المتحدة في جنوب السودان إلى إعادة المخطوفين لأسرهم بكل السبل وإرسال قوات حفظ السلام إلى الولاية التي أصبحت بحاجة ماسة إلى حفظ السلام وحماية المدنيين.

ويقود المتمرد ديفيد ياو ياو الطالب السابق في كلية اللاهوت تمردا ضد حكومة سلفا كير منذ عامين، جند خلالهما شبابا مسلحين من إثنية «المورلي». وتقول الأمم المتحدة إن أكثر من 1500 شخص قتلوا في تلك الولاية منذ استقلال البلاد قبل عامين. وقد رفض ياو ياو عرضا من رئيس الدولة للعفو عن المتمردين، وواصل غاراته بأسلوب «حرب العصابات».