مظاهرات في تركيا احتجاجا على «تهشيم» العلمانية

بمناسبة الذكرى التسعين لتأسيس الجمهورية

TT

خرج معارضون اتراك في تظاهرات حاشدة أمس، منادون بحماية جمهورية مصطفى كمال الملقب بـ«أتاتورك» الذي أنشأ الدولة العلمانية التي يحكمها الآن حزب ذو توجه إسلامي واضح. وتظاهر الآلاف في أنقرة ضد الحكومة التركية في الذكرى السنوية التسعين لتأسيس الجمهورية. وهتف المتظاهرون: «المقاومة في كل مكان». كما رددوا: «نحن جنود مصطفى كمال». وانتقد المتظاهرون رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان واتهموه بتخريب إرث أتاتورك العلماني بهدف «جعل تركيا دولة إسلامية وحكمها بطريقة استبدادية». وردد المتظاهرون: «كل مكان في تركيا هو تقسيم» في إشارة إلى المظاهرات التي اجتاحت وسط إسطنبول في يونيو (حزيران) الماضي. وقال جنكيز، أحد المتظاهرين الشبان في أنقرة لـ«الشرق الأوسط» إنه أتى للتظاهر رفضا لأسلمة الدولة والمجتمع»، معتبرا أن أردوغان «يمارس سياسة تهدف إلى تقويض أركان الدولة العلمانية التي كانت أساس تقدم البلاد وتطورها»، قبل أن يردف: «لا نريدهم أن يعيدونا إلى الظلام». ويشير جنكيز، وهو طالب جامعي في مطلع العشرينات، إلى أن الحكومة تسيطر على كل شيء. إنهم «يريدون أن يعيدونا إلى عثمانيتهم، فيسمون الجسور على أسماء سلاطينهم، وربما هو (أردوغان) يريد أن يكون واحدا منهم». وعلى مقربة منه تقف زينب (19 عاما) منادية برحيل «حكومة الإسلاميين»، مشيرة إلى أن العلمانية احتفظت لكل سكان تركيا بحقهم في التدين وممارسة شعائرهم، أما هذه الحكومة فتريد الجميع على شاكلة شيخها (أردوغان) الذي يطالب المرأة بالجلوس في البيت وإنجاب المزيد من الأولاد.

لكن رئيس الجمهورية عبد الله غل، حافظ على التقليد السنوي بوضع إكليل من الورود على ضريح أتاتورك مؤسس الجمهورية.

وامتلأت شوارع رئيسة في إسطنبول أمس بالغازات المسيلة للدموع، حيث اصطدم بعض المتظاهرين برجال الأمن الأتراك. وحاول الأتراك الوصول إلى ميدان تقسيم وشارع الاستقلال الذي شهد مظاهرات عنيفة في مايو (أيار) الماضي، ولكن منعتهم عناصر الشرطة هذه المرة. ومنذ الصباح الباكر، احتشدت عناصر الأمن وسط اسطنبول خاصة في «تقسيم». وقال شاب انخرط في المظاهرات لـ«الشرق الأوسط»: «كان يفترض أن يكون اليوم يوما للاحتفال، ولكن نحن هنا أيضا لأننا ضد السياسات الإسلامية للحزب الحاكم.. هناك استياء من سياسات الحزب». واستمرت المظاهرات حتى وقت متأخر من مساء أمس.