جميل.. رجل الأعمال المعارض الذي صار جزءا من النظام

تصدر الواجهة الإعلامية بعد تراجع ظهور المعلم

TT

يرفض كثير من السوريين وصف قدري جميل، نائب رئيس الوزراء السوري، الذي أقاله الرئيس السوري بشار الأسد، أمس، بـ«المعارض» للنظام لكونه شارك في حكومة شكلها رأس النظام.

وتسلم جميل منصب نائب رئيس مجلس الوزراء للشؤون الاقتصادية ووزير التجارة الداخلية وحماية المستهلك ضمن حكومة رياض حجاب الذي انشق بعد شهرين من رئاسته الحكومة التي أعلن عن تشكيلها بتاريخ 23 يونيو (حزيران) 2012.

وفي التعديل الوزاري الذي طرأ على حكومة وائل حلقي في أغسطس (آب) الماضي استبعد جميل عن وزارة التجارة ليبقى في منصب نائب رئيس الوزراء لشؤون الاقتصاد. وفي الأشهر الأخيرة ومع تسارع النشاط الدبلوماسي الدولي باتجاه عقد مؤتمر «جنيف 2» للسلام في سوريا، راح جميل يصدر تصريحات تشير إلى معارضته للنظام، بوصفه جزءا من المعارضة الداخلية.

يرأس جميل حزب الإرادة الشعبية للتغيير والتحرير ويضع نفسه كمعارض للنظام السوري، كما ترأس كتلة برلمانية داخل مجلس الشعب السوري بعد انتخابات لم تشارك فيه المعارضة وقاطعتها شرائح واسعة من الشعب.

ويشار إلى أن قدري جميل من أهم رجال الأعمال السوريين وتتركز استثماراته وأنشطته الاقتصادية بين روسيا ودبي. ويصدر جريدة أسبوعية باسم «قاسيون» رخص لها رسميا بعد دخوله في السلطة بعد أن كانت أقرب إلى مطبوعة دورية لا تباع في المكتبات.

وتقدم جميل إلى الواجهة الإعلامية للنظام في يونيو 2012 بعد تراجع ظهور وزير الخارجية وليد المعلم وأيضا الناطق باسم الخارجية جهاد مقدسي، الذي أقيل من منصبه بعد «هروبه» إلى دبي دون أسباب واضحة عقب سلسلة تصريحات أثارت الكثير من الاستياء والاستغراب حول السلاح الكيماوي السوري.

ولعب جميل دور ساعي بريد النظام إلى موسكو لعلاقاته السياسية التاريخية من خلال الحزب الشيوعي ولعلاقاته المالية هناك. وزار موسكو الكثير من المرات بعد تسلمه مهامه في الحكومة السورية، رغم فرض منع السفر على المسؤولين السوريين من قبل الحكومة.

وقدري جميل من مواليد دمشق عام 1952، ويحمل شهادة الدكتوراه في الاقتصاد من جامعة موسكو عام 1984، وعمل أستاذا محاضرا في معهد تخطيط التنمية الاقتصادية الاجتماعية في دمشق، وعضوا في الحزب الشيوعي السوري (خالد بكداش) منذ عام 1966، وعمل في مواقع مختلفة فيه، بما فيها رئيس تحرير صحيفة الحزب الشيوعي السوري المركزية «نضال الشعب» منذ مايو (أيار) عام 1991 وحتى سبتمبر (أيلول) عام 2000. ثم انشق عن حزب بكداش الذي كانت ترأسه وصال فرحة بكداش بعد وفاة زوجها خالد بكداش مؤسس الحزب الشيوعي السوري، مع الإشارة إلى أن قدري جميل كان صهر بكداش قبل الانفصال عن زوجته التي تنتمي أيضا للحزب، وأسس عام 2003 ما سمي «منطقية دمشق»، ليصبح بعد ذلك الأمين العام لحزب الإرادة الشعبية ورئيس تحرير جريدة الحزب والتي سميت «قاسيون»، كما شغل جميل منصب عضو اللجنة الوطنية لوحدة الشيوعيين السوريين منذ تأسيسها في 2002 وله مؤلفات منها «الحضارة البشرية على مفترق طرق».

وفي 2011 أسس حزب الجبهة الشعبية ونال ترخيصا من النظام باعتباره حزبا معارضا وترشح لانتخابات مجلس الشعب للدور التشريعي 2012 - 2013، وهو المجلس الأول المشكل بعد التعديل الدستوري الذي أجراه بشار الأسد ضمن «حزمة الإصلاحات» التي أطلقها بعد اندلاع الثورة ضد نظامه. ودخل قدري جميل مجلس الشعب ممثلا لحزب الجبهة الشعبية لتغيير والتحرير (تحالف تيار قدري جميل مع تيار وزير المصالحة الوطنية علي حيدر في الحزب السوري القومي الاجتماعي). وأدى القسم لمباشرة مهامه بعد أن طالب حزبه بحل المجلس وإعادة الانتخابات إلا أن رئاسة الحزب أوعزت لنوابه بأداء القسم لأن المجلس شرعي ما لم يصدر غير ذلك عن المحكمة الدستورية العليا.