إجلاء دفعة جديدة من سكان المعضمية.. ومقاتلون أكراد يطردون «داعش» من الحسكة

عفو رئاسي عن الفارين من «خدمة العلم».. و«الصحة العالمية»: 10 إصابات بشلل الأطفال بدير الزور

TT

كثف الطيران النظامي السوري من غاراته الجوية، أمس، مستهدفا مناطق سورية عدة، بالتزامن مع إجلاء الصليب الأحمر الدولي بالتعاون مع فرق من الهلال الأحمر السوري دفعة جديدة ضمت المئات من أهالي مدينة المعضمية بريف دمشق، بعد مناشدات عدة لإخراجهم من المنطقة جراء نقص الغذاء والدواء وموت الكثيرين جوعا. وفي غضون ذلك، تمكن مقاتلو «وحدات حماية الشعب الكردي» ليل الاثنين - الثلاثاء، من طرد مقاتلي «دولة الشام والعراق الإسلامية» (داعش) من عدد من القرى في الحسكة.

وبعد إجلاء نحو 3 آلاف من سكان المعضمية بريف دمشق، أجلت اللجنة الدولية للصليب الأحمر وفرق من الهلال الأحمر السوري دفعة جديدة ضمت المئات من أهالي المدينة المدنيين. وفي موازاة إشارة وكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ)، نقلا عن مصادر، إلى أن «مئات من النساء والأطفال وكبار السن تمكنوا من الخروج من المعضمية ونقلوا إلى مركز إيواء في ضاحية قدسيا»، أفادت قناة «الإخبارية السورية» الحكومية بـ«إطلاق نار على المدنيين أثناء محاولتهم الخروج من البلدة بهدف منعهم من المغادرة». واتهمت «إرهابيين» بتنفيذ الهجوم، في إشارة إلى مقاتلي المعارضة.

وتحاصر القوات النظامية منذ أشهر مدينة المعضمية، التي تخضع لسيطرة مقاتلين معارضين، مما أدى إلى نقص في الغذاء والدواء، وموت الكثيرين جوعا أو تأثرا بجراح أصيبوا بها جراء القصف المستمر على المدينة، وسط دعوات أممية لفتح ممرات آمنة وتحييد المدنيين.

وفي غضون ذلك، تواصلت الاشتباكات في مناطق عدة من سوريا. وذكرت شبكة «سوريا مباشر» أن جنودا حكوميين قتلوا في اشتباكات في حي برزة، شمال دمشق، في حين أعلن المرصد السوري تعرض مناطق في حي القابون ومخيم اليرموك، جنوب دمشق، لقصف نظامي أدى إلى سقوط جرحى. واستهدف مقاتلو المعارضة محطة وقود للشرطة في حي القابون، مما تسبب في مقتل وجرح عدد من الأشخاص.

وفي تطور لافت، أحرز المقاتلون الأكراد في محافظة الحسكة شمال شرقي سوريا ليل الاثنين - الثلاثاء مزيدا من التقدم على حساب مقاتلي الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش) التي تمكنوا من طردها من عدد من القرى، كما غنموا أسلحة من لواء مقاتل تابع للجيش السوري الحر، بحسب ما ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان. وقال المرصد إن «مقاتلي وحدات حماية الشعب الكردي سيطروا على قرى صفا وكرهوك واليوسفية وجنيبية وأبو حجر والمناطق المحيطة بها، إضافة إلى نقاط أخرى لمقاتلي الدولة الإسلامية في العراق والشام والكتائب المقاتلة وجبهة النصرة في ريف ناحية الجوادية، وسط استمرار الاشتباكات بشكل متقطع بين الطرفين».

وعلى بعد عشرات الكيلومترات من المنطقة ذاتها، أفاد المرصد بتسليم «قائد لواء التوحيد والجهاد التابع للجيش الحر أسلحة اللواء المقاتل الذي يقوده، والتي تتألف من دبابة وراجمتي صواريخ وسيارات رباعية الدفع مثبت عليها رشاشات ثقيلة ومدفع ميداني ومدافع هاون وغيرها، إلى وحدات حماية الشعب الكردي في ريف الجوادية (جل آغا)». وأشار إلى أن هذه العملية جرت بعد «محاصرة مقاتلي وحدات حماية الشعب الكردي اللواء في ريف ناحية الجوادية». وكان المقاتلون الأكراد سيطروا قبل أيام على بلدة اليعربية (تل كوجر) ومعبرها مع الحدود العراقية بمساعدة عشائر عربية في المنطقة.

على صعيد آخر، قال المرصد إن مقاتلي «الدولة الإسلامية في العراق والشام» وحركة أحرار الشام الإسلامية «اعتقلوا 72 رجلا من بلدة الشميطية في محافظة دير الزور (شرق)، بينهم مهنا فيصل الفياض، أحد شيوخ عشيرة البوسرايا وعضو مجلس الشعب السوري، وذلك عقب اشتباكات دارت بينهم وبين مسلحين من العشيرة».

وفي ريف حماه، أفاد المرصد السوري باستهداف مقاتلي المعارضة حاجز العبود والحاجز الجنوبي لبلدة مورك، مشيرا إلى أنباء عن وقوع قتلى وجرحى في صفوف القوات الحكومية التي ردت بقصف مدفعي شمل بلدات عدة في المنطقة. أما في درعا، فقد نفذ الطيران الحربي النظامي غارات جوية على مناطق في أحياء درعا البلد وحي طريق السد، وسط استمرار القصف على مناطق في بلدة عتمان واشتباكات عنيفة على أطرافها.

من جهة أخرى، أكدت منظمة الصحة العالمية وجود عشر حالات شلل أطفال سوريين في دير الزور. وقال متحدث باسم المنظمة، خلال عرض تقرير للأمم المتحدة في جنيف أمس، إن «10 من أصل 22 طفلا يعانون من شلل رخوي في الأطراف مصابون بشلل الأطفال، كما ذكرت نتائج تحاليل مخبرية»، موضحا أن «عشرا من 22 حالة قد تأكدت»، على أن تعرف «نتائج الحالات الأخرى في الأيام المقبلة». وفي حين لم تسجل أي حالات إصابة بشلل الأطفال، تشهد سوريا حملة تلقيح واسعة النطاق للأطفال السوريين بمساعدة من الأمم المتحدة، تهدف إلى تلقيح 2.4 مليون طفل ضد شلل الأطفال والحصبة والتهاب الغدة النكفية (أبو كعب) والحصبة الألمانية.

من ناحية أخرى، أصدر الرئيس السوري بشار الأسد، أمس، مرسوما تشريعيا قضى بـ«منح عفو عام عن كل الجرائم المرتكبة قبل يوم أمس، والمنصوص عليها في عدد من مواد قانون خدمة العلم، إذا تمت تسوية أوضاع من تشملهم هذه العقوبات خلال 30 يوما».