وزير الخارجية الأميركي يزور مصر غدا للمرة الأولى منذ عزل مرسي

واشنطن تحذر رعاياها في القاهرة من ارتياد أماكن التظاهر

TT

يصل إلى القاهرة غدا (الأحد) جون كيري، وزير الخارجية الأميركي، في زيارة قصيرة لمصر تستغرق عدة ساعات، في إطار جولته بمنطقة الشرق الأوسط. وتعد الزيارة هي الأولى من نوعها منذ عزل الرئيس السابق محمد مرسي مطلع يوليو (تموز) الماضي. وقالت مصادر سياسية إن كيري سيسعى خلال الزيارة للحصول على تطمينات من المسؤولين في مصر بشأن سير العملية الديمقراطية بشكل سليم في إطار خطة خارطة الطريق التي جرى وضعها سابقا.

وتأتي زيارة كيري قبل يوم واحد فقط من محاكمة مرسي، الذي سيمثل أمام المحكمة يوم (الاثنين) المقبل في اتهامات تتعلق بالتحريض على القتل، في أحداث العنف التي شهدها قصر «الاتحادية»، كما تأتي عقب زيارة مدير المخابرات الحربية الروسي للقاهرة منذ أسبوع.

وكان وزير الخارجية المصري نبيل فهمي قد أعلن تلقيه اتصالا من وزارة الخارجية الأميركية يوم (الأربعاء) الماضي يفيد برغبة كيري في القيام بزيارة إلى مصر، وأنه تحدد لها غدا الأحد.

ووصل إلى القاهرة مساء (الخميس) وفد من وزارة الخارجية الأميركية آتيا من واشنطن عن طريق ألمانيا في زيارة لمصر تستغرق عدة أيام للإعداد للزيارة المرتقبة لكيري، وقالت مصادر مسؤولة بمطار القاهرة إن الوفد وصل على الطائرة الألمانية الآتية من واشنطن عن طريق فرانكفورت، حيث يضم خمسة من كبار موظفي ودبلوماسيي الخارجية الأميركية برئاسة جعفر دياب (من أصل عراقي)، حيث سيلتقي الوفد عددا من المسؤولين المصريين لبحث برنامج زيارة كيري لمصر التي تعد الأولى لمسؤول أميركي كبير بعد عزل مرسي.

وتشهد العلاقات بين القاهرة وواشنطن حالة من عدم الاستقرار منذ عزل مرسي، وما زالت الإدارة الأميركية مرتبكة بشأن توصيف ما حدث، وما إذا كان «انقلابا» أم «ثورة تصحيح للعملية الديمقراطية». وكانت الخارجية الأميركية قد دعت قبل يومين الحكومة المصرية إلى إنهاء ما سمته «عمليات الاحتجاز المسيسة».

وأعلنت واشنطن في وقت سابق أنها ستوقف تسليم دبابات وطائرات مقاتلة وهليكوبتر عسكرية وصواريخ للقاهرة، فضلا عن مساعدة نقدية قيمتها 260 مليون دولار، وهي الخطوة التي هاجمتها مصر. لكن أعضاء بالكونغرس، هاجموا حكومتهم، في جلسة خاصة الثلاثاء الماضي، داعين إياها إلى مواصلة تقديم دعمها لمصر وعدم وقف المساعدات العسكرية للجيش المصري في حربه مع الإرهاب، مؤكدين أن تجربة الرئيس المعزول محمد مرسي قد باءت بالفشل.

من جهة أخرى، حذرت السفارة الأميركية في القاهرة أمس مواطنيها في مصر من مغبة الوجود في نطاق مناطق المظاهرات خوفا من اندلاع أعمال العنف، وطالبت موظفيها بالحد من تحركاتهم في مناطق سكنهم.

وكان التحالف الوطني لدعم الشرعية، الذي يضم كل التيارات المؤيدة لمرسي، قد دعا إلى التظاهر يوميا، بدءا من أمس وعلى مدى الأيام الأربعة المقبلة التي تسبق محاكمة مرسي.

وقالت السفارة، في رسالة أمنية نشرتها على موقعها الإلكتروني، إنه يتعين على المواطنين الأميركيين في مصر بشكل عام تجنب المناطق التي قد تشهد تجمعات كبيرة لأنه حتى المظاهرات أو الأحداث التي يقصد منها أن تكون سلمية يمكن أن تتحول إلى مواجهات ربما تتصاعد إلى أعمال عنف. وأوصت رعاياها بتوخي الحيطة والحذر واتخاذ كل الاحتياطات نظرا للاشتباكات التي وقعت مؤخرا في عدة جامعات بالقاهرة وامتد معها العنف في بعض الجامعات ليصل إلى الشوارع القريبة منها.