تشديد إجراءات تأمين قناة السويس.. والجيش يوقف 36 إرهابيا في سيناء

مصادر أمنية: نداهم مناطق «صعبة».. والجماعات الجهادية تلفظ أنفاسها الأخيرة

TT

شددت السلطات المصرية، أمس، من إجراءات تأمين المجرى الملاحي الدولي في قناة السويس، بعد معلومات عن اعتزام أنصار الرئيس المعزول محمد مرسي استهداف القناة يوم محاكمته في قضية قتل المتظاهرين أمام القصر الرئاسي (شرق القاهرة) والمقرر لها بعد غد (الاثنين).

وقال مصدر أمني، لـ«الشرق الأوسط»، إن «الجيش والشرطة نشرا قوات على طول مجرى قناة السويس البالغ نحو 160 كيلومترا، وشددا من إجراءات التفتيش على الطرق القريبة من مجرى القناة وعلى السيارات القادمة من وإلى السويس عن طريق سيناء والقاهرة، لمنع تهريب الأسلحة وضبط أي عناصر إرهابية أو خارجة عن القانون»، مشيرا إلى أن «إجراءات احترازية مشددة على قناة السويس وشبه جزيرة سيناء بدأت منذ يوم أمس مع بدأ مظاهرات جماعة الإخوان المسلمين التي ينتمي إليها مرسي، احتجاجا على محاكمة المعزول».

وقالت مصادر أمنية إن قوات من الجيش والشرطة تنتشر في مداخل ومخارج مدن شمال سيناء خاصة العريش ورفح والشيخ زويد، وإنه تم وضع الكمائن الأمنية في حالة استنفار أمني فقط، واقتصرت الحملة الأمنية على الانتشار الأمني في الكمائن وفي مداخل ومخارج سيناء، مشيرة في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» إلى أن «الجماعات التكفيرية والجهادية بسيناء تلفظ الأنفاس الأخيرة، نظرا لما تقوم به قوات الجيش من مداهمة مناطق كان يصعب على الأمن الوصول إليها من قبل خاصة في المناطق السكنية والقرى البعيدة من سيناء، وهي شبه الجزيرة الصحراوية شاسعة المساحة المطلة على قناة السويس».

وتشن القوات المسلحة بالتعاون مع قوات الشرطة حملة أمنية موسعة في سيناء منذ أشهر للقضاء على المتشددين. وقال العقيد أحمد محمد علي، المتحدث باسم القوات المسلحة، إن «عناصر الجيش وتشكيلات الأمن المركزي قامت بمداهمة وتفتيش الكثير من القرى بالعريش، وتمكنت من توقيف 36 من العناصر الإرهابية المسلحة وبحوزتهم كميات من الأسلحة والذخائر».

يأتي ذلك فيما بدأت حملة تمشيط للقوات المسلحة والشرطة أمس في قرى جنوب مدينة الشيخ زويد بشمال سيناء، كما شهدت المحافظة إجراءات أمنية مشددة من قبل قوات الجيش والشرطة خلال مظاهرات أنصار المعزول أمس (الجمعة).

من جانبها، قالت مصادر عسكرية وأمنية، أمس، إن «قوات الجيش الثالث الميداني كثفت وجودها أمام جميع المنشآت الحيوية على المجرى الملاحي بما في ذلك منطقة «العين السخنة» السياحية ونفق الشهيد أحمد حمدي الذي يمر من تحت القناة، والطرق الواصلة بين مدن القناة (السويس، الإسماعيلية، بورسعيد)، وكل من القاهرة وشبه جزيرة سيناء. وتابعت «كما شهد المجرى الملاحي خاصة في نطاق محافظة السويس طلعات جوية بالطائرات الحربية، لمراقبة واستطلاع الدروب الجبلية والمناطق الصحراوية على جانبي القناة». فيما قال مصدر ملاحي مسؤول في قناة السويس، أمس، إن حركة عبور السفن طبيعية، وإن 57 سفينة بحمولة قدرها 3 ملايين و335.2 ألف طن عبرت قناة السويس من الاتجاهين.

وعانت سيناء، بالقرب من الحدود المصرية مع إسرائيل، من حالة غياب أمني منذ عزل مرسي في يوليو (تموز) الماضي. وأشارت المصادر العسكرية والأمنية إلى أن «العمليات الانتقامية من أنصار الرئيس السابق ضد الجيش والشرطة ما زالت متوقعة، تقابلها إجراءات أمنية على أعلى مستوى خشية من استهداف أنصار مرسي لمواقع حيوية على رأسها قناة السويس خلال محاكمته مع 14 من قيادات الإخوان.

وفي سياق متصل، قال المتحدث الرسمي باسم القوات المسلحة، على صفحته الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك» أمس، إن القوات المسلحة واصلت ضرباتها التي وصفها بالناجحة لاقتلاع جذور الإرهاب في سيناء، وتم توقيف 25 من العناصر التكفيرية شديدة الخطورة والمتهمين بالهجوم على كمائن القوات المسلحة والشرطة المدنية بسيناء، وضبط 8 آخرين من المشتبه في تورطهم في تنفيذ عدد من العمليات الإرهابية.

وأشار المتحدث العسكري إلى أن إحدى الدوريات الأمنية التابعة للجيش الثالث الميداني ضبطت أحد العناصر الإرهابية المسلحة بمنطقة القسيمة بوسط سيناء، وعثر بحوزته على رشاش غرينوف وبندقية قناصة وبندقية آلية وكميات كبيرة من الذخائر. كما تم اكتشاف وتدمير 15 عشة و3 أنفاق لتهريب الأفراد والبضائع، وضبط 8 عربات، و11 موتوسيكلا خلال مداهمة وتمشيط عدد من الأوكار والبؤر الإجرامية بمدن العريش، ورفح، والشيخ زويد، وبئر العبد.