اليمن: الحوثيون يجتاحون دماج بالدبابات رغم وجود اللجنة الرئاسية

الجنوبيون يواصلون مقاطعة مؤتمر الحوار الوطني

TT

اجتاحت جماعة الحوثي أمس منطقة دماج في محافظة صعدة التي تعد معقلا للجماعة السلفية، في ظل وجود اللجنة الرئاسية الخاصة بحل مشكلة دماج بين الحوثيين والسلفيين، في وقت يواصل فيه الحراك الجنوبي مقاطعة مؤتمر الحوار الوطني.

وقالت مصادر في اللجنة الرئاسية لـ«الشرق الأوسط» إن جماعة الحوثي المتشددة تواصل منذ عدة أيام خرق الهدنة التي توصلت إليها اللجنة «ولم تكتف بالقصف المدفعي وإنها استخدمت، أمس، الدبابات لمهاجمة واجتياح منطقة دماج بالدبابات والأسلحة الثقيلة في محاولة لتطهير المنطقة من السلفيين الذين يخالفون الحوثيين في الرأي المذهبي»، وأضافت المصادر، التي رفضت الإفصاح عن هويتها، أن أطفالا ونساء سقطوا قتلى في القصف الحوثي المتواصل على دماج، وأن القصف استهدف منازل أبرز القيادات في التيار السلفي في المنطقة التي تمتد على مساحة نحو كيلومترين ويقطنها أكثر من 15 ألف نسمة.

وأكدت المصادر مقتل العشرات لأيام متوالية في قصف الحوثيين على دماج، إضافة إلى تدمير عدد من المنازل في القصف، وقد تناول خطباء المساجد والجوامع في معظم مناطق اليمن، أمس، أزمة دماج، ووجهت الكثير من المناشدات إلى الرئيس عبد ربه منصور هادي والمبعوث الأممي جمال بن عمر لسرعة التدخل لوقف ما سمي «الإبادة الجماعة» للسلفيين في منطقة دماج، وحسب وكالة الأنباء الرسمية فقد «أهاب الخطباء بكل العقلاء ضرورة الوقوف إلى جانب الجهود المخلصة لقيادة الدولة ممثلة برئيسها الرئيس عبد ربه منصور هادي رئيس الجمهورية الذي حرص على تشكيل لجنة رئاسية خاصة لإزالة هذه البؤرة الخطيرة والذي وجه اللجنة صباح أمس بسرعة تشكيل فريقين من قوامها على أن يتجه كل فريق إلى مواقع تمترس الجهتين المتنازعتين وذلك لسرعة إيقاف نزف الدم وإنهاء التوتر»، وأدان «الخطباء كل شكل من أشكال اللجوء إلى العنف والقوة تحت أي اسم، وفي البدء منها الغطاء الديني الذي يستخدم بطريقة غير مشروعة ويقود إلى أن يقتل المسلم أخاه المسلم». في حين تقصف جماعة الحوثي كل من يحاول الاقتراب من جثث القتلى ومن الجرحى لإسعافهم، كما أن الجماعة ترفض التعليق على التطورات الجارية في المنطقة، باستثناء تصريحات محدودة لأحد قادتهم أكد فيها عدم التعرض للمدنيين والسماح للمقاتلين الأجانب بمغادرة المنطقة عبر ممر آمن.

ويوجد في منطقة دماج معهد سلفي ويضم الجماعة السلفية وأسرهم وهم ينتمون لجنسيات يمنية وعربية وأجنبية وبينهم جنسيات أوروبية، وقد أسس المعهد الشيخ الراحل مقبل الوادعي في ثمانينات القرن الماضي، ويقع في معقل جماعة الحوثي التي يعتقد بارتباطها بإيران وأنها تتلقى دعما ماديا وعسكريا من طهران، في الوقت الذي تفرض فيه الجماعة سيطرتها الكاملة على محافظة صعدة.

على صعيد آخر، يواصل «الحراك الجنوبي» مقاطعة أعمال مؤتمر الحوار الوطني الشامل في اليمن الذي يعقد جلساته العامة الختامية، وقالت مصادر مسؤولة في المؤتمر لـ«الشرق الأوسط» إن الجنوبيين يطالبون بنقل ما تبقى من المفاوضات في لجنة الـ16 أو الـ«8+8» من الشماليين والجنوبيين إلى خارج اليمن أو إلى منطقة محايدة، حيث يعدون العاصمة صنعاء غير آمنة. ويمر المؤتمر بمأزق حقيقي بسبب ما يوصف بتعنت الجنوبيين ومطالبهم المتواصلة بمفاوضات مباشرة مع الشماليين وطرحهم لشروط بين وقت وآخر، حسب تعبير المصادر في مؤتمر الحوار الوطني.