معارك السيطرة على المعابر الحدودية السورية تشغل المعارضة والنظام

النظام يمسك بحدوده مع لبنان بعد سقوط معظم المعابر التركية.. والعين على الحدود مع الأردن

TT

سعى «الجيش السوري الحر» منذ بدء الصراع العسكري في سوريا للسيطرة على المعابر الحدودية بهدف تأمين طرق الإمداد اللوجستي ومواصلة المعارك ضد القوات النظامية. وأثار هذا الواقع هواجس بعض الدول المجاورة لسوريا لا سيما العراق والأردن. التي تزايدت مخاوفها بعد تصدّر الكتائب الإسلامية المتشددة (داعش) و(النصرة) المشهد الميداني في المناطق المحاذية للمعابر.

وإذا كان لكل من العراق والأردن هواجسهما، فإن هذا الواقع لا ينطبق على لبنان برغم تكرار المسؤولين فيه تطبيقهم لإجراءات أمنية مشددة على المعابر الرسمية، وهو ما لا ينسحب كذلك على المعابر الحدودية مع تركيا، إذ لا تمانع الحكومة التركية من فتح الحدود مع سوريا في بعض الأحيان رغم سيطرة المجموعات الإسلامية عليها بحسب ما يؤكد مدير «المرصد السوري لحقوق الإنسان» رامي عبد الرحمن لـ«الشرق الأوسط»، متهما «الدولة التركية بتسهيل مرور عناصر (دولة العراق والشام الإسلامية) إلى الأراضي السورية». وتضم الحدود التركية – السورية البالغ طولها نحو 900 كيلومتر، عدة معابر، بعضها رئيسية وأخرى عبارة عن مخافر حدودية صغيرة. ويعتبر «باب السلامة» أهم هذه المعابر، فهو يؤمن دخول كميات كبيرة من المواد الغذائية والإغاثية لريف حلب. وبعد أن كان لواء «عاصفة الشمال» التابع للجيش الحر يدير هذا المعبر وفق اتفاق غير معلن مع الحكومة التركية، شن مقاتلون إسلاميون تابعون لتنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام هجوما على المعبر ما دفع مقاتلي لواء «عاصفة الشمال» للانسحاب وتسليم المعبر لـ«لواء التوحيد» أكبر التشكيلات العسكرية المعارضة في حلب. هذه التغيرات الميدانية دفعت الحكومة التركية لإغلاق المعبر لفترة زمنية قصيرة قبل أن تعود وتفتحه جزئيا لإدخال شاحنات المواد الإغاثية، بحسب ما أكدعضو قيادة الثورة السورية في حلب، ياسر النجار.وإضافة إلى معبر باب السلامة فإن «لواء التوحيد» يسيطر أيضا على معبر «جرابلس» الحدودي مع تركيا، بحسب ما يؤكد النجار، لافتا إلى أن «الحكومة التركية تمنع دخول الشاحنات الإغاثية من هذا المعبر من دون أن ينسحب هذا المنع على الأفراد الذين يعبرون إلى أراضيها». وسقط معبر «جرابلس» بيد المعارضة في منتصف العام الفائت بعد اشتباكات عنيفة أدت إلى انسحاب القوات النظامية منه. وفي حين بقي معبري «باب السلامة» و«جرابلس» هادئين بعد سيطرة المعارضة عليهما، شهد معبر «باب الهوى» الخاضع كذلك لسيطرة «لواء التوحيد» انفجار عدد من السيارات المفخخة في فترات متباعدة. ووجهت الحكومة التركية أصابع الاتهام بالوقوف وراء هذه الحوادث للنظام السوري.

وفيما تحرص الدولة التركية على التعاون مع القوى المعارضة التي تسيطر على المعابر الحدودية، يفرض العراق إجراءات مشددة على معبر «البوكمال» الذي تسيطر عليه قوات المعارضة السورية، ويشير رئيس المجلس العسكري في دير الزور، مهند الطلاع لـ«الشرق الأوسط» إلى أن «حركة الدخول والخروج في هذا المعبر شبه معدومة بسبب عرقلة الجهة العراقية لها».

ويشكل معبر (اليعروبية) الواقع في مدينة الحسكة من الجهة السورية متنفسا لأكراد سوريا، لا سيما أن معبر (سيمالكا) الحدودي (غير الرسمي) مع إقليم كردستان العراق ظل مغلقا. كما تقلصت حركة النقل والتجارة بين الحسكة ودمشق لدواع أمنية، ما أدى إلى شح الأدوية والمواد الغذائية الضرورية، وفقدان بعضها في محافظة الحسكة ذات الغالبية الكردية.

وعلى الحدود اللبنانية - السورية، تحكم القوات النظامية سيطرتها جميع المعابر الحدودية، إلا أن الكثير من المعابر غير الشرعية تنتشر على طول المنطقة الحدودية بين البلدين، ما يسمح لمقاتلي المعارضة بإدخال المصابين والجرحى لعلاجهم في مناطق البقاع وعكار، لا سيما تلك المتعاطفة مع (الثورة) السورية.