قلق إيراني تركي مشترك بشأن الاضطرابات الطائفية في سوريا

«جنيف 2» يتصدر جدول المباحثات بين ظريف وأوغلو

TT

لاحت بوادر قلق مشتركة بين إيران وتركيا، أمس، بشأن تزايد الطابع الطائفي للحرب الأهلية الدائرة في سوريا فيما يشير إلى تحسن في العلاقات التي توترت بسبب خلافات بشأن هذا الصراع.

وقال أحمد داود أوغلو وزير الخارجية التركي في مؤتمر في إسطنبول «بالجلوس هنا مع وزير الخارجية الإيراني يمكن التأكيد على أننا سنعمل معا على مكافحة مثل هذه السيناريوهات التي تهدف إلى أن يكون الصراع طائفيا».

وأدلى وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف الذي أجرى محادثات مع الرئيس التركي عبد الله جول في إسطنبول وسيجتمع مع رئيس الوزراء رجب طيب أردوغان في وقت لاحق في أنقرة بتصريحات مشابهة قائلا إن الاضطرابات الطائفية تشكل خطرا أكبر حتى من استخدام السلاح الكيماوي.

وقال ظريف «أعتقد أن الصراع الطائفي يمثل خطرا أكبر وليس قاصرا على منطقة واحدة».

وقال في المؤتمر «إذا اندلعت نيران الطائفية في الشرق الأوسط سترون نتائج ذلك في شوارع لندن ونيويورك وروما ومدريد».

وما زالت هناك خلافات كبيرة بين أنقرة وطهران بشأن الصراع الدائر في سوريا خاصة فيما يتعلق بدور الأسد في أي حكومة انتقالية لكن الدبلوماسيين والمسؤولين الحكوميين يقولون إن البلدين يريدان تحسين العلاقات وهو ما يمكن أن يكون ضروريا لجهود دبلوماسية أوسع نطاقا للتوصل إلى حل للصراع.

وقال مسؤول تركي بارز «وصلت كل من إيران وتركيا إلى نقطة تريان فيها أن بإمكانهما العمل معا فيما يتعلق بسوريا».

وفي تصريح لـ«رويترز» أضاف «تعتقد البلدان أن الوضع يحتاج لحل عاجل. لكن السؤال المهم هو كيف».

وقالت مصادر حكومية إن مؤتمر «جنيف 2» سيتصدر قائمة المواضيع التي سيبحثها ظريف مع أردوغان.

وقال مسؤولون عرب وغربيون إنه من المستبعد أن تحقق القوى الدولية هدفها هذا الأسبوع، بعقد مؤتمر جنيف 2 في أواخر الشهر الحالي فيما يرجع بدرجة كبيرة إلى الخلافات بشأن من سيمثل المعارضة السورية. وقال مصدر دبلوماسي إقليمي طلب عدم الكشف عن هويته «مواقف تركيا وإيران تقاربت وأعتقد أن ذلك يرجع إلى أن تركيا أيضا أدركت الخطر من وجود هذه العناصر المتشددة على حدودها». وأضاف «ما زالت هناك خلافات لكنني أعتقد أن هذه الخلافات يمكن بل يجب التغلب عليها لأن تركيا وإيران قوتان مهمتان للاستقرار في المنطقة». في غضون ذلك قال رئيس الوزراء الروسي ديمتري ميدفيديف إنه من غير الممكن وضع رحيل الرئيس السوري بشار الأسد شرطا مسبقا للمحادثات.

وناشد في مقابلة حصرية مع «رويترز»، طرفي الصراع في الحرب الأهلية السورية تقديم تنازلات وأعرب عن أمله في عقد مؤتمر دولي للسلام حول سوريا قبل نهاية هذا العام.

ومن المقرر أن يلتقي مبعوثو الولايات المتحدة وروسيا والأمم المتحدة في جنيف يوم الثلاثاء المقبل في إطار الاستعداد للمؤتمر الذي تأخر طويلا والذي اقترحته موسكو وواشنطن في بادئ الأمر في مايو (أيار).

ومن المرجح تأجيل آخر موعد مستهدف معلن للمؤتمر وهو 23 نوفمبر (تشرين الثاني). وذكرت مصادر قريبة من المفاوضات أن نقطة الخلاف الرئيسة هي دور ائتلاف المعارضة السورية الذي يدعمه الغرب.

وتقول دول غربية وعربية معارضة للأسد إنه يجب أن يكون هناك «وفد واحد ممثل للنظام السوري ووفد واحد للمعارضة» يقوده الائتلاف الوطني السوري المعارض. في الوقت الذي ترى فيه روسيا أن الائتلاف هو مجرد جزء من المعارضة واقترحت وجود عدة وفود منها وفد لشخصيات مقيمة في دمشق تغض الحكومة عنها الطرف لتمثل خصوم الأسد.

وقال ميدفيديف «أعتقد أن الأفكار التي تطرح في بعض الأحيان - دعونا نضع الرئيس الأسد جانبا ثم نتفق بعد ذلك على كل شيء - غير واقعية ما دام الأسد في السلطة.. هو ليس مجنونا. يجب أن يحصل على بعض الضمانات أو بأي حال.. نوع من المقترحات بشأن تطوير الحوار السياسي داخل سوريا نفسها بخصوص الانتخابات المحتملة ومصيره الشخصي».

وذكر ميدفيديف أن الأسد ربما يكون قلقا بسبب المصير الذي لقيه الرئيس المصري الأسبق حسني مبارك الذي أطاحت به انتفاضة شعبية وقدم للمحاكمة أو الزعيم الليبي السابق معمر القذافي الذي قتل بوحشية بعد الإطاحة به.

وقال ميدفيديف «عليك أن تتفق على أنه حين يتذكر مصير مبارك أو العقيد معمر القذافي.. لن يتحسن مزاجه على الأرجح. ولذلك لا يمكن أن تقول فقط (ارحل وبعدها سنتفق على كل شيء) إنها عملية صعبة وعلى الجميع تقديم تنازلات بمن في ذلك بالطبع زعماء المعارضة والحكومة السورية».