لبنان: عودة التوتر إلى طرابلس وإصابة ستة أشخاص من جبل محسن

إثر إطلاق النار عليهم خلال مرورهم في حافلة على مقربة من منطقة باب التبانة

TT

عاد التوتر إلى جبهتي «جبل محسن» ذات الأغلبية العلوية، و«باب التبانة» ذات الأغلبية السنية، في طرابلس، وسقط أمس ستة جرحى من منطقة جبل محسن. وقد أتى هذا الحادث بعد هدوء نسبي بين الطرفين خلال الأيام القليلة الماضية، إثر تنفيذ الجيش اللبناني خطة أمنية بعد مواجهات استمرت أكثر من أسبوع.

وذكرت الوكالة الوطنية للإعلام، أن ستة أشخاص من ضمن 14 راكبا كانوا يستقلون حافلة، (سيارة فان)، أصيبوا بجروح إثر تعرضهم لإطلاق نار عند مفرق «الملولة» على مقربة من «باب التبانة» بينما كانوا متوجهين إلى جبل محسن، وقد عمل الجيش اللبناني على نقلهم إلى المستشفى للمعالجة. وبعد شيوع خبر الحادث، عمد الأهالي إلى قطع الطريق الدولية في بلدة الحيصة في سهل عكار في الشمال وطريق طلعة الشمال الفاصل بين التبانة والجبل بالإطارات المشتعلة، لبعض الوقت احتجاجا على الاعتداء على الشبان.

وفي حين أصدر النائب العام الاستئنافي في الشمال استنابة قضائية للتحري عن الأشخاص الذين اعتدوا على شبان جبل محسن، دان الرئيس اللبناني ميشال سليمان الحادثة وأجرى اتصالا بقائد الجيش العماد جان قهوجي واطلع منه على التفاصيل والتدابير التي اتخذها الجيش لمعالجة القضية وضبط الوضع، كما اتصل بالمدير العام لقوى الأمن الداخلي بالوكالة العميد إبراهيم بصبوص للغاية نفسها، وطلب من الأجهزة المعنية ملاحقة المرتكبين وإحالتهم إلى القضاء المختص.

من جهته، استنكر القيادي في تيار «المستقبل» مصطفى علوش التعرض للمواطنين العابرين في طرابلس، معتبرا أن المطلوب أن لا تركز الخطة الأمنية على خطوط التماس فقط، بينما قال «الحزب العربي الديمقراطي»، في بيان له، إن مجموعة مسلحة من باب التبانة قامت ظهر أمس، باختطاف باص عمال أثناء عودتهم من عملهم، وتم اقتيادهم إلى داخل باب التبانة حيث قيل لهم: «أنتم من جبل محسن ونحن نعرفكم، وعلى الفور تم إطلاق النار عليهم لمجرد انتمائهم».

وحمل الحزب «المسؤولية الكاملة عن هذه الجريمة، لكل من يمنع دخول الجيش إلى عمق باب التبانة»، متوجها «إلى رئيس الجمهورية بضرورة كشف الأسباب التي تمنع هذا الدخول إلى المنطقة المذكورة».

وفي غضون ذلك، أعلنت سفيرة الاتحاد الأوروبي في لبنان أنجلينا أيخهورست أنه من المهم في ظل ما يحدث، أن تؤلف حكومة تستطيع اتخاذ القرارات لمواجهة المسائل المطروحة على طاولة البحث في لبنان والمنطقة.

إيخهورست، وبعد لقائها رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، شددت على ضرورة «أن يكون هناك إجراءات على الصعيد الوطني لحماية الطرابلسيين»، قائلة إن «الخطة الأمنية واضحة ونحن ندعم كل السلطات المسؤولة لتنفيذ هذه الخطة وهو أمر مهم».

وأضافت: «نحن نتكلم دائما كاتحاد أوروبي عن الأمن في لبنان وعن عمل مؤسسات الدولة، وكنا دائما شركاء داعمين للشعب اللبناني وهذا أمر مهم، وفي كل مرة نناقش فيها مثل هذه المسائل نجد لدى ميقاتي المسؤولية الكبرى لمواجهة مثل هذه القضايا. إن الاتحاد الأوروبي سيبقى إلى جانب الشعب اللبناني».