نتنياهو يحاصر المفاوضات بجدار على طول الحدود مع الأردن

أبو ردينة: لقاء حاسم بين عباس وكيري غدا

صبيان فلسطينيان يعاينان عنصرا في حماس خلال تشييع قيادي في الحركة قضى في غارة إسرائيلية بخان يونس جنوب غزة أمس (رويترز)
TT

وضع رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، المفاوضات مع الفلسطينيين على المحك مجددا، بقراره بناء جدار على طول الحدود مع الأردن، مؤكدا أن جيشه لن يغادر المنطقة، التي يقول الفلسطينيون إنهم لن يقيموا دولتهم من دونها.

وقالت صحيفة «معاريف» الإسرائيلية، إن نتنياهو أصدر تعليماته بوضع المخططات اللازمة بسرعة، لبناء جدار على طول الحدود مع الأردن.

وطلب نتنياهو من جميع جهات الاختصاص في إسرائيل الانتهاء بسرعة من وضع المخططات، والتسريع في عمليات بناء ما تبقى من الجدار على الحدود مع مصر، وفي الجولان المحتل.

وعمليا بدأت الجهات المختصة العمل على الأرض، لتحديد مسار ومتطلبات الجدار، الذي قال نتنياهو إنه يهدف إلى إغلاق الحدود الإسرائيلية، ومنع تسلل لاجئين إلى إسرائيل من الأردن، خصوصا مع ازدياد تدفق اللاجئين السوريين إلى المملكة الأردنية.

وجاء الإعلان عن قرار نتنياهو ببناء الجدار، قبل يومين من زيارة مرتقبة لوزير الخارجية الأميركي جون كيري إلى المنطقة، حيث يلتقي الرئيس الفلسطيني محمود عباس غدا (الثلاثاء) في بيت لحم، في محاولة لإنقاذ مفاوضات السلام المتعثرة.

ويعد موضوع السيطرة على الأغوار من أهم المواضيع التي تناقشها المفاوضات بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي.

وتشكل الأغوار 26% من مساحة الضفة الغربية، وتعد الامتداد الأكبر للدولة الفلسطينية، والأوفر بالمصادر الطبيعية، وبوابة الفلسطينيين إلى العالم الخارجي عبر الأردن.

ويبعث قرار نتنياهو برسالة صارمة للفلسطينيين، بأن الحكومة الإسرائيلية لا تنوي أبدا الانسحاب من الأغوار في أي اتفاق مستقبلي.

وأكد نتنياهو أمس، قراره تجاه الأغوار من دون لبس. وقال في مستهل جلسة الحكومة الإسرائيلية: «أحد أهم الأسس التي لن نتنازل عنها هو الأمن الذي يدافع عن السلام وعن دولة إسرائيل في حال انهيار السلام. الإجراءات الأمنية هذه مهمة بالنسبة لنا ونحن نصر عليها وبالطبع هي ستشمل أمورا كثيرة وعلى رأسها بقاء الحدود الأمنية لدولة إسرائيل على طول نهر الأردن».

وزاد نتنياهو الطين بلة بإصراره على الاعتراف الفلسطيني بيهودية الدولة، معتبرا أنه «جذر الصراع».

واعتبر أنه كي يتحقق السلام يجب على الفلسطينيين الإقرار في إطار التسوية النهائية «بشطب مطالباتهم الوطنية، بما في ذلك حق العودة أو أي مطالبة وطنية أخرى من دولة إسرائيل، وهذا يعود إلى جذور الصراع وهذا يعد واحدا من المفاتيح لحل الصراع».

ويرفض الفلسطينيون شروط نتنياهو الثلاثة، الاحتفاظ بالأغوار والاعتراف بيهودية الدولة والتنازل عن حق العودة. ومن شأن هذه التصريحات أن تعقد كثيرا مهمة كيري غدا.

وعد نبيل أبو ردينة، الناطق الرسمي باسم الرئاسة الفلسطينية، تصريحات نتنياهو حول إقامة جدار في غور الأردن «ما هي إلا خطوة استباقية لإفشال زيارة كيري المقبلة للمنطقة». وأكد في تصريح بثته الوكالة الرسمية، أن «الاستيطان غير شرعي والجدار سيزول، وأنه من دون دولة فلسطينية وعاصمتها القدس لا سلام ولا استقرار في المنطقة، وأن الإسرائيليين سيتحملون مسؤولية فشل المفاوضات». وأردف: «على الإدارة الأميركية أن تبعث برسالة واضحة لنتنياهو لوقف هذا العبث».

كما أدانت وزارة الخارجية الفلسطينية قرار نتنياهو بناء جدار على طول الحدود الفلسطينية - الأردنية. ووصفت الوزارة في بيان لها تلقت «الشرق الأوسط» نسخة منه، القرار، بأنه «يأتي في سياق سياسة الأمر الواقع التي تنفذها الحكومة الإسرائيلية من طرف واحد، بناء على منطق القوة الذي تفرضه إسرائيل بصفتها القوة القائمة بالاحتلال للأرض الفلسطينية، والتي تسعى من خلالها لتدمير مبدأ حل الدولتين».

وطالبت الخارجية جميع الدول، وخصوصا الرباعية الدولية والولايات المتحدة بالذات، بتحمل مسؤولياتها «تجاه هذا الاعتداء الإسرائيلي الصارخ، الذي يعد استباقا لنتائج المفاوضات من طرف واحد»، ودعتها للعمل الفوري من أجل وقفه.

وينتظر الفلسطينيون موقفا حاسما من كيري غدا (الثلاثاء). وقال عضو اللجنة المركزية لحركة فتح عباس زكي، إن كيري طلب عقد اجتماعين مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس، خلال زيارته لبيت لحم. وأضاف: «الجولة الحالية للوزير كيري حاسمة، لكي تقول الولايات المتحدة هل هي ترعى العملية أو أن إسرائيل هي التي ترعى القرار الأميركي في المنطقة».