خامنئي يؤكد دعمه للمفاوضات حول الملف النووي

المتشددون في إيران يؤكدون تمسكهم بشعار «الموت لأميركا»

TT

أكد المرشد الأعلى لإيران الإسلامية آية الله علي خامنئي أنه «ليس متفائلا» لكنه يدعم فريق المفاوضين الإيرانيين بشأن الملف النووي، وذلك في خطاب أمام تلامذة وطلاب بحسب موقعه الإلكتروني الرسمي. وقال خامنئي: «لست متفائلا بخصوص المفاوضات». لكنه أضاف: «يتوجب ألا يضعف أحد المفاوضين الذين تلقى على عاتقهم مهمة صعبة». وأضاف المرشد الأعلى، أن «المفاوضين النوويين هم أبناء هذه الثورة (...) فإن أفضت المفاوضات إلى نتيجة فالحمد لله، وإن لم تخرج بنتيجة فذلك سيعني أن على البلاد أن تعتمد على قواها الذاتية».

وأكد: «يجب علينا ألا نضع ثقتنا في عدو يبتسم لنا. إن الأميركيين يبتسمون لنا، ويقولون، إنهم يريدون التفاوض، لكنهم يقولون في الوقت نفسه إن جميع الخيارات مطروحة»، مضيفا أن «الولايات المتحدة لا تستطيع أن تفعل أي شيء ضد إيران».

ومن المقرر أن يلتقي مفاوضو إيران ودول مجموعة 5+1 (الولايات المتحدة، فرنسا، بريطانيا، روسيا والصين إضافة إلى ألمانيا) الخميس والجمعة في جنيف لمتابعة المفاوضات التي استأنفوها في منتصف أكتوبر (تشرين الأول) بغية إيجاد حل للأزمة النووية الإيرانية.

ومن جهة أخرى، يستغل المتشددون الإيرانيون مناسبة الاحتفالات والمسيرات في طهران لإحياء ذكرى احتلال السفارة الأميركية، كفرصة لترديد، شعار «الموت لأميركا» بصوت أعلى من الـ34 عاما الماضية.

يؤكد هذا الشعار سيئ السمعة، الرمزي نوعا ما، الموقف الثابت للمتشددين الإيرانيين بشأن الكثير من القضايا السياسية بما في ذلك المحادثات النووية مع الغرب وخصوصا مع الولايات المتحدة وحقيقة أنهم لا ولن يثقوا في «الشيطان الأكبر».

وأعلن عباس عراقجي رئيس فريق المفاوضين النوويين الإيرانيين أمس أيضا لوكالة الأنباء الإيرانية الرسمية «أعتقد أننا سنتمكن من التوصل إلى اتفاق حول التفاصيل والخطوة الأولى التي يفترض إنجازها في أقل من ثلاثة أشهر والتوصل إلى خلاصة عامة حول مجمل المفاوضات في فترة سنة».

وحددت إيران عددا من الخطوط الحمر في المفاوضات، رفض تعليق برنامجها لتخصيب اليورانيوم، وإرسال مخزونها من اليورانيوم المنتج إلى الخارج، وإغلاق موقع فوردو الكائن تحت الأرض والذي يصعب تدميره بواسطة عمل عسكري.

وتخصيب اليورانيوم الذي تقوم به إيران في صلب هواجس الدول الغربية وإسرائيل التي تخشى أن يستخدم اليورانيوم المخصب بنسبة 20 في المائة في الصناعة العسكرية على الرغم من نفي طهران المتكرر لذلك.

وتؤكد إيران أن هذا اليورانيوم مخصص لمفاعلها للأبحاث الطبية في طهران وتشدد على حقها في التخصيب على أراضيها على الرغم من قرارات مجلس الأمن الدولي التي تطالبها بوقف تخصيب اليورانيوم.

وتطلب دول مجموعة 5+1 خصوصا من طهران وقف التخصيب بنسبة 20 في المائة.

كان المتشددون والمحافظون الإيرانيون قد أكدوا خلال الأيام القليلة الماضية أن الحفل سيقام على نطاق أوسع من السنوات السابقة، في رد على إشارات التقارب مع الولايات المتحدة، وفريق التفاوض الإيراني الذي يجري محادثات مع القوى العالمية بشأن البرنامج النووي لطهران.

وكشف المتشددون خلال «الاحتفالية الخاصة» التي عقدت هذا العام، عن أغنيتين جديدتين بعنوان «الموت لأميركا» في سفارة الولايات المتحدة السابقة في طهران، طمعا في الحفاظ على الغضب الشعبي قبيل المحادثات النووية مع القوى الغربية.

كما أعلن الحرس الثوري الإيراني يوم السبت أن شعار «الموت لأميركا» سيظل شعارهم، بغض النظر عن مؤشرات انفراج الأزمة بين طهران وواشنطن.

ونقل على موقع الويب «سبانيوز» التابع للحرس الثوري «الموت لأميركا مظهر من مظاهر ثبات ومقاومة أمتنا ضد الهيمنة الأميركية الظالمة وغير الجديرة بالثقة». وقال الحرس الثوري الإيراني يوم الاثنين: «سوف تتجلى الكراهية الثورية الإيرانية على الصعيد الوطني بشعارات الموت لأميركا». وقال مستشار رئيس البرلمان الإيراني للشؤون الدولية حسين شيخ الإسلام، إن «هتاف الشعب الإيراني بشعار (الموت للولايات المتحدة) يرجع إلى فقد الثقة في سياسات ومواقف واشنطن».

وقال شيخ الإسلام لوكالة أنباء فارس أمس: «لا نستطيع الوثوق بالولايات المتحدة حتى الآن وشعار (الموت لأميركا) الذي مرت به الأمة الإيرانية وأنشدته يستند إلى خبرتها التاريخية».