المعارضة تحشد في حلب مع تقدم النظام.. واشتباكات في ريف دمشق

قائد المجلس العسكري يستقيل احتجاجا على «تخاذل المجتمع الدولي»

TT

قلل ناشطون سوريون من أهمية التقدم الذي حققته القوات النظامية في حلب في السفيرة وقرية العزيزة، مؤكدة أن التقدم جاء على خلفية انسحاب الجيش السوري الحر من المنطقة بفعل القصف. وأكدت مصادر معارضة لـ«الشرق الأوسط» أن تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» (داعش)، بدأ من ليل السبت/ الأحد بإرسال تعزيزات إلى المنطقة لمؤازرة مقاتلي جبهة النصرة جنوب غربي السفيرة. في موازاة ذلك، أعلن رئيس المجلس العسكري الثوري في حلب، العقيد عبد الجبار العكيدي، استقالته من المجلس «احتجاجا على تخاذل المجتمع الدولي وتخليه عن الشعب السوري وتشرذم المعارضة السياسية والعسكرية».

وأعلن ناشطون سوريون، أمس، أن قوات نظام الرئيس السوري بشار الأسد واصلت تقدمها في ريف حلب الشرقي، حيث سيطرت على قرية العزيزة المتاخمة للسفيرة. وكان مقاتلو المعارضة السورية، أعلنوا انسحابهم يوم الجمعة الماضي من كامل مدينة السفيرة الاستراتيجية الواقعة شرق حلب والقريبة من معامل ضخمة للسلاح ومنتجات أخرى تابعة لوزارة الدفاع، بعد مواجهات عنيفة استمرت 27 يوما مع الجيش النظامي.

وأوضح عضو المجلس الأعلى في قيادة الثورة ياسر النجار لـ«الشرق الأوسط» أن استعادة القوات النظامية سيطرتها على السفيرة، «جاءت على خلفية انسحاب الجيش السوري الحر منها من غير تنسيق»، مشيرا إلى أن الانسحاب «وقع تحت ضغط القصف العنيف الذي تعرضت له المنطقة، قبل دفع القوات النظامية بتعزيزات لاقتحامها». ولفت إلى أن القوات الحكومية «بدأت بتمشيط المنطقة، مواصلة التقدم نحو قرية صغيرة تدعى العزيزة».

وقال النجار إن قرية العزيزة «تقع على ممر إمداد نظامي، حيث أرادت القوات النظامية تمرير رتلها العسكري منها، وهو عبارة عن إمدادات عسكرية، بما يوحي بأن النظام يخطط لتنفيذ عملية عسكرية واسعة النطاق في المنطقة». وأشار إلى أن «رتلا كبيرا قادما من حماه باتجاه معامل الدفاع، ويضم 900 جندي و200 مدرعة وناقلة جند وعربات (بي إم بي)»، مؤكدا أن قوات المعارضة «استهدفت جانبا منه، ودمرت بعض العربات». وأوضح أن «النقص في الأسلحة المضادة بالدروع عند المعارضة، حال من دون منع تقدمه».

وقال النجار إنه بعد انسحاب الجيش الحر من المنطقة «أرسلت (داعش) تعزيزات إلى المنطقة مساء السبت/ الأحد لمؤازرة مقاتلي جبهة النصرة الذين يقاتلون على هذا المحور»، مشيرا إلى أن النصرة «عززت مواقعها من الطرف الجنوبي للسفيرة، لجهة طريق مساكن الواحة جنوب غربي البلدة».

في الوقت نفسه، أعلن قائد المجلس العسكري بحلب عبد الجبار العكيدي استقالته من رئاسة المجلس. وقال في شريط فيديو بث على موقع «يوتيوب» مساء أمس، وحمل عنوان «استقالة العكيدي من المجلس العسكري للتخاذل الدولي وتشرذم المعارضة»، إنه «نتيجة لتعنت البعض عن الاستجابة للدعوة إلى التوحد ورص الصفوف والتعالي عن الأنا والغرور (...) مما أدى إلى تراجع الجبهات وخسارة طريق الإمداد وآخر الخطب سقوط مدينة السفيرة» شرق حلب، فـ«إنني أعلن تنحيتي وتقديم استقالتي من قيادة المجلس العسكري الثوري في حلب». وذكر أن أسباب تنحيه ثلاثة تختصر بتخلي المجتمع الدولي عن المعارضة، وتشتت هذه المعارضة، والصراع على الأرض بين من سماهم «أمراء الحرب».

ميدانيا، أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بتعرض مناطق في أحياء الصاخور وبستان القصر والحيدرية لقصف من قبل القوات النظامية، مشيرا إلى أن طائرات القوات الحكومية فتحت نيران رشاشاتها الثقيلة على مناطق في حي مساكن هنانو ومناطق قرية رسم العبود.

وفي ريف دمشق، أشار المرصد تعرض مناطق في بلدة يلدا لقصف نظامي بقذائف الهاون، ترافق مع قصف استهدف مناطق في بلدة جسرين، في حين تواصلت الاشتباكات العنيفة في السبينة وداريا والجهة الغربية لمعضمية الشام. وقال اتحاد تنسيقيات الثورة، إن اشتباكات دارت بين الجيش الحر وميليشيات لواء «أبو الفضل العباس»، في ظل قصف عنيف براجمات الصواريخ في السبينة بـريف دمشق.

وفي العاصمة دمشق، تجدد القصف على حي العسالي ومنطقة الحجر الأسود، كما سقطت قذيفة هاون في ساحة التحرير بمنطقة القصاع وأخرى في منطقة المزرعة.