لبنان: اختتام مؤتمر ثان خلال أسبوع لبحث المخاطر المحيطة بمسيحيي المشرق

عون قال إن «التناقص المفروض لدور المسيحيين بدأ يلامس التمييز العنصري»

TT

شهدت العاصمة اللبنانية أمس اختتام أعمال مؤتمر هو الثاني من نوعه خلال أسبوع، بعنوان «المؤتمر المسيحي المشرقي»، انتهى بالإعلان عن ولادة «اللقاء المسيحي المشرقي» واعتبار المجتمعين فيه نواته التأسيسية الأولى وتشكيل لجنة متابعة لمواكبة توصيات اللقاء وخطط العمل المقترحة. وبحث المؤتمران، الأول برعاية الكنيسة المارونية والأخير برعاية النائب ميشال عون، في قضية الوجود المسيحي في المشرق والمخاطر التي تتهدد هذا الوجود، بمشاركة وفود مسيحية من الدول العربية، وتحديدا من مصر والعراق وسوريا والأردن وفلسطين.

وأنهى المؤتمر فعالياته التي استمرت ليومين، أمس بعرض وثيقة حملت عنوان «الوثيقة المسيحية المشرقية»، طالبت باعتبار الحضور المسيحي في لبنان «ضرورة لوجود المسيحيين في كل المشرق واعتبار الأمرين معا شرطا لسلام المنطقة والعالم». وأفادت الوثيقة بأن تحقيق ذلك «يرتبط بمسؤوليات أربع: مسؤولية بعض الغرب لاختزاله منطقتنا بالنفط وإسرائيل، ومسؤولية إسرائيل بفعل قيامها وبردود الفعل عليها، ومسؤولية المسلمين في التغاضي عن الأصوليات وعن هجرة المسيحيين، إضافة إلى مسؤولية المسيحيين في تأكيد حضورهم ومواجهة الأخطار».

لبنانيا، طالب المجتمعون بـ«تعزيز صلاحيات الرئاسة اللبنانية برئيس قوي في طائفته ووطنه، وبقانون انتخاب يؤمّن المناصفة الفعلية والفاعلة»، و«تحييد لبنان عن الصراعات العربية والإسلامية مع التزامه قضيّة فلسطين والصراع العربي الإسرائيلي».

وفي كلمة ختامية، شدد رئيس تكتل التغيير والإصلاح النائب ميشال عون على أن «المسيحيين يجدون في الدولة المدنية، القوية، الديمقراطية، الخيار الوحيد بين قومية عربية تهاوت، وأصولية تكفيرية تلغي الآخر». وسأل: «هل يحق لنا اليوم ضرب التنوع الطبيعي في المشرق، بعد أن اجتاز العالم المسافات الطويلة باتجاهه، وبعد أن أُسقطت الأحاديات بجميع أشكالها الدينية والعرقية والسياسية؟»، معتبرا أن «ما نراه من بقايا هذه الأحاديات يسير من دون شك نحو الانقراض».

وأشار عون إلى أن «التناقص المفروض لدور المسيحيين بدأ يلامس التمييز العنصري»، وقال: إن «الوقت لم يعد يحتمل الانتظار، والكلفة ستكون باهظة على الذين لم يتّعظوا من الأحداث التي عمّت البلدان العربية، مغربية كانت أو مشرقية»، مشددا على أن «مسؤولية المحافظة على أمن المسيحيين في المشرق تقع على عاتق جميع الأنظمة، الآتية منها أو الباقية، لأنه دينٌ عليها وواجب». وأضاف: «قد يتساءل البعض اليوم كيف يمكن أن نتخطى الأصولية التكفيرية لننتقل إلى الديمقراطية المدنية، وآخرون يعتقدونه حلما مستحيل التحقيق في شرقنا العربي، أما نحن فنقول إن الإنسانية لم تحقق شيئا لم يبد في البدء مستحيلا أو شبه مستحيل».

وتخلل اختتام المؤتمر كلمات للوفود العربية المشاركة، على لسان كل من الوزير الأردني السابق واصف عازر والنائب السوري ماريا سعادة والوزيرة العراقية السابقة لحقوق الإنسان وجدان ميخائيل سالم وعضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية حنا عميرة ورئيس اتحاد المنظمات القبطية مدحت قلادة. وشددت المداخلات، بحسب البيان الصحافي الصادر عن المجتمعين، على ضرورة «مواجهة الأخطار المحدقة بمسيحيي الشرق عبر التكاتف لتشكيل وحدات لها قرارات ضاغطة على حكوماتها المحلية والمجتمع الدوليّ، وعلى مواجهة المجموعات الإرهابية والتطرف في الإسلام السياسي ووقف نزف هجرة المسيحيين عبر جعلهم شركاء حقيقيين في القرارات وفي الحكم».