باكستان تراجع علاقاتها مع الولايات المتحدة بعد مقتل زعيم طالبان

عرقل خطط الحكومة لإجراء مفاوضات لإنهاء العنف مع المسلحين

عصمت الله شاهين رئيس مجلس شوري «تحريك طالبان» وخليفة حكيم الله محسود المؤقت (أ.ف.ب)و إجراءات أمنية مشددة في مدينة بيشاور الحدودية عقب اغتيال حكيم الله محسود زعيم طالبان الباكستانية (أ.ف.ب)
TT

قال مكتب رئيس الوزراء الباكستاني نواز شريف أمس إن الحكومة الباكستانية تعتزم إجراء مناقشة الأسبوع المقبل ردا على الغارة الأميركية بطائرة من دون طيار التي قتلت زعيما في طالبان.

وقال وزير الداخلية شودري نصار علي خان إن «الطيف الكامل لعلاقتنا مع الولايات المتحدة سيعاد تحديده».

ويهدد مقتل زعيم طالبان باكستان حكيم الله محسود في منطقة قبلية بالقرب من الحدود الأفغانية بعرقلة خطط الحكومة لإجراء مفاوضات لإنهاء العنف مع المسلحين، الذين يتوقع أن يعطلوا أي مبادرة سلام ويبدأوا هجمات انتقامية.

وقالت باكستان إن الغارة بطائرة من دون طيار أول من أمس خربت المحادثات. وكانت الحكومة تعتزم إرسال وفد لإجراء محادثات مع زعيم طالبان أول من أمس.

وقال الوزير: «بنينا لبنة بلبنة عملية كان من شأنها أن تؤدي إلى سلام.. لكن الأميركيين دمروها». واستدعت وزارة الخارجية الباكستانية السفير الأميركي في إسلام آباد احتجاجا على الغارة.

وكان شريف قد حث الرئيس الأميركي باراك أوباما خلال محادثات في واشنطن الشهر الماضي على إنهاء الغارات بطائرات من دون طيار، التي تقتل غالبا مدنيين أبرياء، مما يؤجج العداء تجاه الولايات المتحدة. وقال نجم الكريكيت السابق عمران خان، الذي يحكم حزبه إقليم خيبر باختوان خوا شمال غربي البلاد، إنه يتعين على الحكومة إغلاق طرق نقل المساعدات لقوات حلف شمال الأطلسي (ناتو) في أفغانستان.

وأغلقت باكستان طرق نقل المساعدات لعدة أشهر عامي 2011 و2012 بعد مقتل 24 جنديا باكستانيا في هجوم للناتو بمنطقة قبلية بالقرب من الحدود الأفغانية.

وقال وزير الإعلام الباكستاني برويز رشيد إن الحكومة لن تدخر جهدا للتوصل إلى اتفاق سلام مع حركة «تحريك طالبان باكستان» لإنهاء صراع مستمر منذ عقد أودى بحياة ما يزيد على 40 ألف شخص.

وأضاف رشيد: «أزلنا كل العقبات في فتح حوار مع طالبان، وسنحاول البناء على ذلك».

ونفت طالبان باكستان أمس تعيينها خان سعيد ساجنا زعيما جديدا للحركة. ويعتقد أن ساجنا مؤيد لإجراء محادثات مع الحكومة.

وقتلت طالبان الباكستانية الآلاف من المدنيين الباكستانيين وقوات الأمن في محاولة لتطبيق الشريعة الإسلامية، لكن الحكومة الجديدة تدعو إلى محادثات سلام.

وقال وزير الداخلية الباكستاني شودري نزار: «قتل حكيم الله هو اغتيال لجميع الجهود من أجل السلام»، مضيفا أن الحكومة لا تزال ترغب في السعي من أجل السلام.

وباكستان هي الطريق الرئيس للإمدادات المتجهة للقوات الأميركية في أفغانستان التي لا تقع على بحار حيث يمر منها كل شيء بدءا من الطعام حتى مياه الشرب والوقود. ومن شأن إغلاق هذه الطرق أن يحدث اضطراب خطير بينما تستعد القوات الأميركية والغربية للانسحاب من أفغانستان بحلول نهاية العام المقبل. ويعتبر التعاون الباكستاني حيويا في محاولة إحلال السلام في أفغانستان خاصة في حث طالبان الأفغانية المتحالفة مع طالبان الباكستانية لكنها منفصلة عنها، على الدخول في محادثات مع حكومة كابل.

وأصيبت العلاقات بين الولايات المتحدة وباكستان بالتوتر الشديد عدة مرات في السنوات الأخيرة منها في 2011 عندما قتلت القوات الأميركية أسامة بن لادن زعيم تنظيم القاعدة في غارة قالت باكستان إنها انتهكت سيادتها.

وقال ثلاثة من قادة طالبان الباكستانية إنه كان من المقرر أن يلتقوا بوفد حكومي أول من أمس، وإنهم كانوا يجتمعون لمناقشة المحادثات. وأضافوا أن مقتل محسود جعلهم يشعرون بالخيانة وأنهم ليسوا مهتمين بالمحادثات. وتوعد متحدث باسم طالبان الباكستانية بموجة من التفجيرات الانتقامية.

من جهتها، نفت الولايات المتحدة أول من أمس الاتهامات التي وجهتها إليها باكستان بإحباط جهود السلام مع حركة طالبان بقتلها زعيم الحركة حكيم الله محسود في غارة شنتها طائرة أميركية من دون طيار. ورفض مسؤول في وزارة الخارجية الأميركية تأكيد مقتل محسود وكذلك أيضا الرد مباشرة على الاتهامات الباكستانية، مؤكدا أن الولايات المتحدة وباكستان لديهما «مصلحة استراتيجية وحيوية مشتركة في وضع حد للعنف المتطرف ولبناء منطقة أكثر ازدهارا واستقرارا وسلاما». وأضاف: «أما مسألة ما إذا كان يجب التفاوض مع حركة طالبان، فهذا شأن باكستاني داخلي».