النظام يسعى لتأمين طريق إمداد إلى مطار حلب الدولي.. وانفجار «مفخخة» في حمص

مقتل قائد بالحرس الثوري الإيراني في سوريا

TT

تخوض القوات النظامية السورية معارك عنيفة في محافظة حلب، بعد إحرازها تقدما ميدانيا في اليومين الأخيرين، حيث وصلت الاشتباكات مع مقاتلي المعارضة أمس إلى أسوار مطار حلب الدولي، الخاضع لسيطرة المعارضة، في وقت تواصل فيه وحدات حماية الشعب الكردي سيطرتها على بلدات عدة في محافظة الحسكة، على حساب تراجع مقاتلي «الدولة الإسلامية في العراق والشام». وفي حين شهدت أحياء عدة في العاصمة دمشق وريفها اشتباكات وقصفا عنيفا، استهدفت سيارة مفخخة بلدة الثابتية بريف حمص، وسط سوريا، ما أدى إلى مقتل خمسة أشخاص على الأقل وجرح نحو أربعين.

ورجح المرصد السوري لحقوق الإنسان ارتفاع حصيلة ضحايا الانفجار بسبب وجود «حالات خطرة». وأفادت وكالة الأنباء الرسمية السورية (سانا) بـ«مقتل ستة مواطنين بينهم ثلاثة أطفال وامرأة، وإصابة 37 آخرين بجروح».

وتبعد بلدة الثابتية نحو 12 كلم عن مدينة حمص، ثالث كبرى مدن سوريا، وتقطنها غالبية شيعية. وقالت وكالة «سانا» إن «إرهابيين فجروا سيارة مفخخة» على مدخل البلدة، مشيرة إلى أن التفجير «خلف حفرة عمقها نحو ثلاثة أمتار وقطرها نحو عشرة أمتار، وألحق أضرارا مادية كبيرة في منازل المواطنين».

وفي حلب، اندلعت اشتباكات عنيفة على أسوار مطار حلب الدولي، الخاضع لسيطرة المعارضة السورية، بعد مواجهات على الطريق المؤدية إلى المطار، حيث تقدمت القوات النظامية بعد سيطرتها على السفيرة باتجاه بلدة تلعرن، علما أن البلدة ما زالت خاضعة لسيطرة المعارضة. وتسعى القوات النظامية إلى التقدم على طريق المطار الدولي، بهدف فتح خط الإمداد من السفيرة إليه.

وكانت مدينة حلب القديمة شهدت أيضا اشتباكات عنيفة وقصفا مدفعيا نظاميا، بعد اشتباكات متفرّقة ليلا في محيط الجامع الأموي. وذكرت مواقع إخبارية معارضة أن عناصر من «الجيش السوري الحر» تسللوا إلى حي الراشدين باتجاه مبنى البحوث العلميّة، وقصفوا محيطه، علما أن المبنى يعد من أهم نقاط التمركز النظامي.

في موازاة ذلك، تستمر المواجهات بين مقاتلين أكراد ومقاتلين إسلاميين في الحسكة، حيث أفاد المرصد السوري بسيطرة مقاتلي «وحدات حماية الشعب الكردي» بشكل كامل على 13 قرية ومنطقة جديدة في ريف مدينة راس العين، الحدودية مع تركيا، على الطريق الواصل بين مدينتي راس العين والحسكة. وذكر أن «من بين القرى المُسيطر عليها قرية مشرافة، ليرتفع بذلك عدد القرى التي باتت خاضعة لسيطرة الوحدات الكردية خلال اليومين الفائتين إلى 19 قرية».

ويأتي تقدم المقاتلين الأكراد على حساب مقاتلي الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش) وجبهة النصرة، إثر اشتباكات عنيفة يومي السبت والأحد الماضيين اللذين انتهيا بسيطرة الأكراد على ست قرى هي الأسدية، ذات الغالبية اليزيدية، وبير نوح وجكيما وتل ذياب وقصير وقرية مجيبرة.

وأشار المرصد إلى استمرار الاشتباكات بشكل متقطع بين الطرفين، في حين حشدت «داعش» و«النصرة» مقاتليها من محافظات مجاورة لمحافظة الحسكة في منطقة رأس العين، بالتزامن مع محاولتها اقتحام قرى عدة في ريف حلب الشمالي، حيث تدور اشتباكات مع مقاتلي «وحدات حماية الشعب الكردي».

في موازاة ذلك، أعلن الجيش الحر عن تصديه في محافظة درعا لرتل عسكري نظامي فجر أمس، قرب معبر نصيب الحدودي مع الأردن، النقطة الحدودية الوحيدة المتبقية للنظام السوري في المنطقة. ويعد معبر نصيب نقطة تمركز لعدد كبير من الجنود النظاميين، الذين يفتحون المعبر من وقت لآخر لعبور المدنيين إلى الأردن تحت إجراءات أمنية مشدّدة.

وفي تطور لاحق أمس، ذكرت وكالة مهر الإيرانية للأنباء أن قائدا بالحرس الثوري الإيراني قتل في سوريا بعد تطوعه للدفاع عن ضريح السيدة زينب في دمشق. وقالت الوكالة إن محمد جمالي زاده من فيالق الحرس الثوري الإيراني في محافظة كرمان جنوب شرقي إيران قتل في الأيام القليلة الماضية على يد «إرهابيين». ولم يتسن التأكد من صحة التقرير من مصدر مستقل.

وجمالي زاده كان مقاتلا قديما في الحرب الإيرانية العراقية بين عامي 1980 و1988 ثم خدم في وحدات مكافحة التهريب. وقالت مهر إنه لم يسافر إلى سوريا باسم فيالق الحرس الثوري الإيراني لكن بصفته متطوعا للدفاع عن مقام السيدة زينب في الضواحي الجنوبية لدمشق.